شيّع أمس الأول الآلاف من أهالى عزبة عثمان بك، التابعة لمنشأة أبوالأخضر مركز الزقازيق، فى جنازة شعبية مهيبة، جثمان ابن قريتهم المجند محمد زكريا إبراهيم، 20 عاماً، الذى استشهد مع 5 آخرين، إثر تعرضهم لهجوم إرهابى على طريق الصالحية الجديدة - القصاصين. شارك فى الجنازة جموع الأهالى من السيدات والرجال والأطفال على حد سواء، مرددين هتافات «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله، ولا إله إلا الله.. الإرهاب عدو الله»، «يا شهيد ادخل الجنة واللى قتلك مش هيتهنى»، «القصاص القصاص من الخونة والإرهاب». قبل وصول الجثمان، توافد الأهالى على منزل أسرة الشهيد؛ حيث كانت الأم طريحة الفراش تحتضن صورة نجلها الأكبر، وتذرف عيناها الدموع، فيما التفت حولها سيدات القرية وسط حالة من الصراخ والبكاء، واحتشد الآلاف بالشوارع المحيطة، وخيّم الصمت على الجميع بعد طول ساعات الانتظار، وفجأة اخترق حاجز الصمت صوت سيارة الإسعاف التى تحمل بداخلها جثمان «محمد». تغلبت الأم على آلامها وهرولت مسرعة محاولة إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على نجلها قبل أن يوارَى التراب، لكنها لم تتمكن من اختراق الحشود التى خرجت لتشييعه لمثواه الأخير بمقابر القرية. «كان نفسى آخده فى حضنى يا ناس، خلاص معقولة محمد مشى بسرعة كده؟».. كلمات مؤلمة ظلت ترددها منال إبراهيم محمد عبدالغنى، 40 عاماً، ربة منزل، والدة الشهيد، وعيناها تتعلقان بالنعش حتى غاب عنها. والدة الشهيد التى حاولت التماسك قالت: «أنا كنت خايفة عليه وكان قلبى حاسس بس ما كانش بإيدى». وقال زكريا عطية حسن، عم الشهيد محمد: «كان شاب طيب ومحترم وكل أهل البلد بتحبه وكان سند أبوه فى الدنيا وبيشتغل من صغره عشان يصرف على نفسه وكمان كان بيساعد أبوه فى مصاريف البيت». وحمّل «زكريا» وأفراد العائلة جماعة الإخوان المحظورة مسئولية مقتل نجلهم وطالبوا بمحاكمة قيادات الإخوان والقصاص منهم باعتبارهم محرضين على الأعمال الإجرامية والإرهابية التى تشهدها مختلف المحافظات فى مصر.