شيّع الآلاف من أهالى مدينة القنايات، بمحافظة الشرقية، أمس الأول، جثمان المجند بقوات حرس الحدود بسيناء «عبده عبدالحى أبوالنور»، 22 عاما، الذى لقى مصرعه أثناء أداء خدمته، إثر إصابته بطلق نارى على أيدى إرهابيين بسيناء. اتشحت القرية بالسواد، وسادت حالة من الحزن، وردد المشيعون هتافات غاضبة، أثناء تشييع الجنازة، وأخرى تطالب بالقصاص، منها: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله، فى الجنة يا شهيد، القصاص القصاص.. إحنا عاوزين القصاص». وحمّلت والدة الشهيد العشرينى، جماعة الإخوان، مسئولية قتل نجلها، ليلة عيد ميلاده الثانى والعشرين، قبيل أيام من زفافه، وطالبت الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بالقصاص لنجلها، وجميع زملائه الذين سقطوا ضحايا للإرهاب، ودعت جموع المصريين إلى استكمال ثورتهم، للقضاء على الإرهابيين. «ابنى شهيد، حسبى الله ونعم الوكيل فى الإخوان والإرهابيين، يارب هاتلى حق ابنى، فى الجنة يا عبده، استنيتك تلبس بدلة الفرح جتلى لابس الكفن يا بنى»، قالت والدة الشهيد قبل أن تتعرض لحالة من الإغماء، ونُقلت لمستشفى القنايات المركزى لتلقى العلاج اللازم. وعقب تشييع الجثمان لمثواه الأخير بمقابر القرية، تجمع الآلاف من الأهالى أمام منزله، ودعا العشرات للفتك بأعضاء جماعة الإخوان بالمدينة، وحمّلوا قيادات الجماعة، مسئولية أحداث العنف فى سيناء، حتى تدخل بعض العقلاء بالمدينة وزملاء الشهيد، وتمكنوا من كبح جماح غضب الأهالى والسيطرة على الموقف وتهدئتهم. وقال الدكتور مجدى زعبل ل«الوطن»: كان من المقرر تشييع الجثمان فى جنازة عسكرية، لكن تدافع الأهالى والزحام حال دون ذلك. وأوضح أن الشهيد كان يعمل فى مجال البناء، قبل تجنيده، وأثناء فترة إجازته، التى كانت تستمر 10 أيام، كان يعود لعمله، وكانت آخر الأعمال التى شارك فيها، بناء جمعية أصدقاء البيئة بالمدينة. وأضاف أن الفقيد كان يعول أسرته المكونة من والدته وشقيقتيه، مع شقيقه الأكبر، بعد وفاة والدهم. وأشار إلى أنه كان خاطباً إحدى فتيات المدينة، وكان من المقرر أن يتم زفافه عقب انتهاء فترة تجنيده فى 25 أغسطس الحالى، ولكن أزهقت روحه يد الإرهاب الغادرة.