قصة واقعية تكشف عن جانبٍ من الحياة البسيطة التي يعيشها عدد كبير من المواطنين في القاهرة، حيث صراع الفقراء مع الحياة، جسدها المخرج محمد خان في فيلمه "أحلام هند وكاميليا"، الذي أنتج في العام 1988، وهو من بطولة أحمد زكي ونجلاء فتحي وعايدة رياض. وفي كتاب "مخرج على الطريق" سرد المخرج الراحل محمد خان، كواليس وما وراء الفيلم، وقال: "قررت أن أبدأ بالفنانة سعاد حسني وقرأت السيناريو، واجتمعنا بعد ذلك في نادي الجزيرة عدة ساعات نشرب الليمون المثلج، وكنت أدون ملاحظاتها واستمع إليها بإخلاص شديد، وفي نهاية اللقاء أيقنت أن الفجوة بيننا في الرؤية واسعة ومن الصعب حتى وضع جسر بيننا وبخبرتي كمخرج مع سعاد خاصة خلال تجربتنا معًا في فيلم (موعد على العشاء) كنت أعلم أنه بالنسبة لها إن لم تقتنع كاملًا فلن تستطيع أن تعطي كل ما أتمنى أن أراه في الدور، ومن هنا أصبحت فكرة فاتن وسعاد تمثل لي المستحيل، ولم أستطع أن أتخيل واحدة دون الأخرى في الفيلم، وبدأت أبحث عن بدائل في الترشيحات". وأكد "خان"، أن الفنانة نجلاء فتحي كانت أول اختياراته في دور "كاميليا" التي كان دائمًا يتصورها طويلة القامة، وتابع: "بعد أن قرأت نجلاء السيناريو حددنا لقاء في منزلها، وهناك بعد أن فتحت لي الباب خادمتها وانتظرت في الصالون لمحت خادمة أخرى تقترب من العمق حتى اتضح لي أنها نجلاء تستقبلني وهي تعيش دور كاميليا أمامي". وأضاف "خان"، أن أحمد زكي تحمس لدور عيد البلطجي في الفيلم، ثم الفنانة نورا التي رشحت لدور هند ووافقت عليه إلا أنها تساءلت عن ترتيب أسماء النجوم، وكان ذلك شبه نية اشتراط، إلا أنه كان واضحًا جدًا أن اسم نجلاء سيسبق اسم أحمد ويليهما اسمها، وحينما قدمت اعتذارها عن الدور فهمنا جميعًا السبب الحقيقي لذلك. وأوضح "خان"، "فجأة خطر في بالي ترشيح إلهام شاهين، بناءً على إعجابي بدورها في فيلم (الهلفوت)، وفجأة انتابني شعور غريب بعد محادثة تليفونية سببت لي قلقًا شديدًا وخاصة في تصورها للدور وهي تتحدث عن (ماكياج) ستحضره من إيطاليا". ويتابع: في أثناء زيارة عائلية لمنزل الكاتب السياسي "محمد سيد أحمد" لاحظت وجود طفلة اسمها رضا هي بنت الخادمة صباح التي تعمل لديهم، وبعد أكثر من زيارة بدأت الطفلة رضا تصبح الطفلة أحلام في الفيلم، وأرشدت الإنتاج ألا تتقاضى رضا أجرًا عن دورها في شكل نقود بل في شكل أساور ذهب تحتفظ بها أمها لها خوفًا من الأب العاطل.