قال الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي ديفيد إجناتيوس، إنه يجب على إسرائيل الاستفادة اليوم من دروس حرب السادس من أكتوبر 1973، شارك الرئيس الراحل "أنور السادات" في مفاوضات سرية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن صفقة ربما قد تجلب السلام بين مصر وإسرائيل. ولكن هذا لم يحدث. ونقل إجناتيوس، في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن دراسة إسرائيلية جديدة ذكرت أن حرب 1973 ربما كان من الممكن تجنبها إذا أعطيت المحادثات الدبلوماسية التي قام بها السادات فرصة أكبر. وفي قراءة سريعة لكتاب إسرائيلي جديد بعنوان "الطريق إلى حرب 1973" كتبه إيجال كيببينس، وضم بعض الوثائق الإسرائيلية كشفت مؤخرا، نقل إجناتيوس أن "القادة الإسرائيليين قد فشلوا في فهم الحقائق وتصرفوا بغطرسة وكبرياء وثقة زائدة وعمى سياسي انتهى بهزيمة مريرة". وأكد إجناتيوس أن "الحذر والقلق تجاه المفاوضات قد سيطرا على التفكير الإسرائيلي منذ 1973"، لافتا إلى أن هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هو الذي قاد الدبلوماسية السرية الأمريكية، حيث بدأ كيسنجر المراسلات السرية مع مصر في أبريل عام 1972، وفي مارس 1973 كانت الخطوة التالية من خلال عقد لقاء سري في نيويورك مع حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي للرئيس السادات، وفي هذا الوقت هدد المصريون علنا بمهاجمة إسرائيل لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب عام 1967، لكن حافظ اسماعيل أخبر كيسنجر أن السادات يفضل مبادرة السلام التي من شأنها أن تسمح لمصر باستعادة معظم سيناء وإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، وهذا ما تم التفاوض عليه في "كامب ديفيد" بعد خمس سنوات، بعد أن مات الآلاف في الحرب، وفقا لما كتبه كيبنس فإن السادات كان على استعداد لبدء مفاوضات رسمية في سبتمبر 1973. وأضاف كيبنس في كتابه أنه مع حلول السادس من أكتوبر شعر "كيسنجر" بالإحباط، وبعد ثمانية أشهر اكتشف "كيسنجر" إن السادات كان يتطلع إلى وجود عملية سياسية والتوصل إلى اتفاق، كما أن كيسنجر قد اطلع "إسحق رابين" و "سيمحا دنيتس"، سفراء إسرائيل في واشنطن في عام 1973، على تفاصيل حول محادثاته السرية، لكن "جولدا مائير" وقادة إسرائيليين آخرين كانوا حذرين، وكانت "مائير" عازمة على منع أي مفاوضات مع السادات باعتباره عدوا.