تدور في أروقة الكونجرس الأمريكي العديد من التساؤلات الكبيرة، منها سؤال حول ما الذي سيفعله ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ. وماكونيل هو الوحيد من بين زعماء الكونجرس المعروفين باسم "الأربعة الكبار" الذي لم يؤيد حتى الآن دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا. ويكتسب السؤال حول ما الذي سيفعله ماكونيل أهمية أكبر في كنتاكي مسقط رأسه حيث يواجه حملة صعبة لاعادة انتخابه ويواجه انتقادات بشأن هذه القضية وقضايا أخرى من اليمين واليسار السياسي. وقبل بضعة أيام، قال ماكونيل وهو لاعب محوري في المعارك التي تدور في مجلس الشيوخ إنه يحتاج إلى المزيد من المعلومات عن مساعي أوباما لمعاقبة سوريا عن مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية قبل أن يحسم أمره. وبعد أن أطلع أوباما زعماء الكونجرس على خططه، قال ماكونيل "سيتسفيد الكونجرس ودوائرنا من معرفة المزيد عما يعتقد (أوباما) أنه يتعين القيام به وما يمكن إنجازه في سوريا والمنطقة". وفي حين لم يعلن معظم زملائه في مجلس الشيوخ وعددهم 99 موقفهم ومعارضة غالبية الجمهوريين للضربة العسكرية، فإن قرار ماكونيل سيساعد في تحديد مصير قرار مجلس الشيوخ بإجازة ضربات عسكرية محدودة. ويسيطر الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما على مجلس الشيوخ بأغلبية 54 عضوا مقابل 46 لكن الأمر سيحتاج إلى موافقة 60 عضوا للتغلب على العقبات الاجرائية المحتملة. ومن بين الجمهوريين الذين يؤيدون توجيه ضربات عسكرية لسوريا جون مكين من ولاية اريزونا ولينزي جراهام من ساوث كارولاينا وهما المشرعان البارزان فيما يتعلق بقضايا الامن القومي. أما المعارضون من الجمهوريين فمنهم جون كورنين نائب ماكونيل ومساعد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ وتيد كروز المقرب من حزب الشاي المحافظ والمنافس المحتمل على الوصول للبيت الأبيض في انتخابات 2016. وفي ولاية كنتاكي يشن الديمقراطيون والجمهوريون من الجناح اليميني هجوما على ماكونيل ويسخرون منه لعدم اتخاذ موقف علني حتى الآن. وقال متحدث باسم اليسون لوندرجان جرايمز وهو المنافس الديمقراطي لماكونيل في مجلس الشيوخ "يواصل حملته (الانتخابية) وهو في حالة من الذعر". وعرض مات بيفين وهو خصم جمهوري رئيسي لماكونيل تسجيلا في اطار حملته الانتخابية يصور فيه موقف ماكونيل بشأن سوريا على أنه صمت يبعث على القلق.