تدور في أروقة الكونجرس الأميركي العديد من التساؤلات الكبيرة منها سؤال حول ما الذي سيفعله ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ؟. وماكونيل هو الوحيد من بين زعماء الكونجرس المعروفين باسم "الأربعة الكبار" الذي لم يؤيد حتى الآن دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتوجيه ضربات عسكرية لسوريا. ويكتسب السؤال حول ما الذي سيفعله ماكونيل أهمية أكبر في كنتاكي، مسقط رأسه، حيث يواجه حملة صعبة لإعادة انتخابه، ويواجه انتقادات بشأن هذه القضية وقضايا أخرى من اليمين واليسار السياسي. وقبل بضعة أيام، قال ماكونيل وهو لاعب محوري في المعارك التي تدور في مجلس الشيوخ أنه يحتاج إلى المزيد من المعلومات عن مساعي أوباما لمعاقبة سوريا عن مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية قبل أن يحسم أمره. وبعد أن اطلع أوباما زعماء الكونجرس على خططه، قال ماكونيل "سيستفيد الكونجرس ودوائرنا من معرفة المزيد عما يعتقد (أوباما) انه يتعين القيام به وما يمكن إنجازه في سوريا والمنطقة". وفي حين لم يعلن معظم زملائه في مجلس الشيوخ وعددهم 99 موقفهم ومعارضة غالبية الجمهوريين للضربة العسكرية فإن قرار ماكونيل سيساعد في تحديد مصير قرار مجلس الشيوخ بإجازة ضربات عسكرية محدودة. ويسيطر الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما على مجلس الشيوخ بأغلبية 54 عضوا مقابل 46 لكن الأمر سيحتاج إلى موافقة 60 عضوا للتغلب على العقبات الإجرائية المحتملة وفي ولاية كنتاكي، يشن الديمقراطيون والجمهوريون من الجناح اليميني هجوما على ماكونيل ويسخرون منه لعدم اتخاذ موقف علني حتى الآن. وقال متحدث باسم اليسون لوندرجان جرايمز وهو المنافس الديمقراطي لماكونيل في مجلس الشيوخ "يواصل حملته (الانتخابية) وهو في حالة من الذعر". وعرض مات بيفين وهو خصم جمهوري رئيسي لماكونيل تسجيلًا في إطار حملته الانتخابية يصور فيه موقف ماكونيل بشأن سوريا على أنه صمت يبعث على القلق. وقال مساعد ديمقراطي طلب عدم الكشف عن اسمه إن هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذي يدعم الضربات العسكرية لم يتلق أي دلالة من ماكونيل حول القرار الذي سيتخذه. لكن السمعة التي اكتسبها ماكونيل "كصقر" في الأمور العسكرية تترك مجالا للشك. وقال المساعد "قد (يصوت بلا ونأمل أن يكون نعم) "مستخدما مصطلحًا في الكونجرس للأعضاء الذين يشعرون بانهم مجبرون سياسيًا للتصويت ضد النتيجة التي يفضلونها بصفة شخصية. وقال المتحدث دون ستيوارت إن ماكونيل يتبع فيما يتعلق بسوريا رغبات الناخبين في دائرته الذين "يريدون موقفًا مدروسا وليس موقفًا متعجلًا". وأطلع أوباما ماكونيل وزعماء أخرين بالكونجرس على خططه بشأن سوريا يوم الثلاثاء الماضي. وبعد ذلك أصدر ماكونيل بيانه بأن الأمر يحتاج إلى مزيد من المعلومات.