يحمل الاسم نفسه، يعرف عن جده أنه حبيب الملايين ومحب الفقراء، هو صاحب بشرة بيضاء وملامح أجنبية، غير أن أنفه الطويل يشبه الشموخ الواضح فى وجه الرجل الظاهر فى خلفيته، وهو يشير لجموع الشعب ملوّحا بيديه راسما ابتسامة لم تذبل رغم مرور 42 عاما على الرحيل، ينظر «جمال عبدالناصر» الحفيد طالب الاقتصاد بجامعات إنجلترا إلى «جمال عبدالناصر» الزعيم الراحل بانبهار؛ فهو الزعيم الذى لم يخفت نجمه فى قلوب المصريين رغم البعد والفراق. «الفقراء لهم الجنة.. هما الفقرا مالهمش نفس فى الدنيا.. أنا هجيبلهم حقوقهم فيها»، جملة قالها الزعيم عقب خطاب له فى عيد النصر عام 1961، خطفت قلب الصغير للجد الذى أخبروه أنه زعيم الغلابة. ينظر الحفيد حوله فيجد المئات تتهافت لقراءة الفاتحة لروح جده فيتذكر حدوتة قبل النوم التى حكاها له والده كثيرا فى الصغر عن رئيس رفض شعبه أن يتركه، وحين رفقت به العناية الإلهية خرج عن بكرة أبيه ليودعه: «9 ملايين واحد شيعوا جنازته.. ولسه فيه ناس بتتكلم عنه». لا يهتم الشاب الذى وصل لعامه الواحد وعشرين، قبل شهور، بالرسميات، فلا يهمه حضور ممثل للرئاسة من عدمه، يكفيه كل تلك الأعداد التى لم تزل تتعامل مع عبدالناصر كالأب، والتى سعت إلى الوجود حول ضريح الزعيم للاحتفال بذكرى يوليو المجيدة، ومنهم رجل يلتحف بشال فلسطينى ويتحدث بلهجة شامية، اعتاد قبل عقود الحضور للضريح لقراءة الفاتحة. «أحلى شعور فى الدنيا إن الثورة اللى بقالها 60 سنة لسه الناس فاكرة زعيمها، وكل اللى حاولوا يشوّهوه مش عارفين يأثّروا عشان كان مخلص بجد».. يدلل «جمال» الصغير على بعض الممارسات التى حاول بها السادات وغيره إطفاء وهج الزعيم الراحل. 9 شهور يقضيها الحفيد فى إنجلترا للدراسة، ينهى عامه الأخير فى الجامعة بعد شهور، آملاً أن يحقق حلم جده فى شباب يبنى الوطن الذى سعى فى إصلاحه قبل ستين سنة.