45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 17 مايو 2024    مدفعية الاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    طائرات الاحتلال تطلق النيران بشكل مكثف على مناطق متفرقة في مخيم جباليا    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    أضرار السكريات،على الأطفال    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    في خدمتك| تعرف على موعد تشغيل قطارات العلاوة الخاصة بعيد الأضحى المبارك    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الظواهرى ل«الوطن»: أنا إرهابى بما لا يخالف شرع الله
نريد تطبيق شرع الله كاملاً بما فيه من حدود ورحمة.. وغير المسلمين أهل ذمة ومطالبون بدفع الجزية
نشر في الوطن يوم 21 - 07 - 2012

فى قصر منيف بالتجمع الخامس -قال إنه ملك لشقيقته- كان اللقاء مع محمد الظواهرى القيادى بتنظيم الجهاد والملقب ب«أبوأيمن المصرى» الشقيق الأصغر لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، بعد محاولات دامت لأسابيع لإقناعه بإجراء أول حوار له عقب ظهوره فى أحداث وزارة الدفاع بالعباسية، وفى البداية، أبدى عدم رغبته فى التصوير كونه حراما شرعا ثم عدل عن موقفه، وأثناء الحوار معه بدا شخصا ودودا، وليس غليظا حاد الطباع، ورفض فى حواره ل«الوطن» أن يطلق عليه إرهابياً طالما أن ما يفعله لا يخالف الشرع، وأنه خرج ليرهب أعداء الله، رافضا القوانين والدساتير الوضعية التى جاءت بجماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم ومطالبا بإقرار القوانين الإسلامية التى لا تخالف شرع الله؛ لأنه لا حكم يعلو على حكم الشريعة كما يقول، مضيفا أن غير المسلمين الذين ارتضوا العيش فى ديار الإسلام هم أهل ذمة وعليهم أن يدفعوا الجزية، معتبرا أن العلمانيين أصحاب دين غير سماوى وأنهم يقفون عائقا أمام تطبيق الشرع.
* بعد 13 عاماً قضيتها فى غياهب السجن.. ماذا يدور بخاطرك الآن بعد أن نجوت من حكم الإعدام؟
- شباب الثورة لهم دين فى عنقى، لقد ذقت أشد ألوان العذاب ولا تزال آثار التعذيب محفورة على جسدى، علقونى لكى أقول إننى كنت أخطط لقتل مبارك، حاولوا كسر إرادتى، قضيت 4 سنوات تحت الأرض لدى جهاز المخابرات المصرية، رأيت الويل، وكان معنا الشيخ طلعت قاسم من الجماعة الإسلامية وتم خطفه من كرواتيا ولم يظهر حتى الآن وأظن أن المخابرات قتلته، وتم تسليمى إلى أمن الدولة وتعرضت لتعذيب بشع؛ لكى أعمل مبادرة للجهاد بدلا من سيد إمام ورفضت.
* ما وجهتك الشرعية وما تسلم به وتعتقد فيه؟
- تيارات كثيرة تحاول أن تطلق علينا مسميات مختلفة، ومن جهتنا نرى أنه لا مشاحة فى الاصطلاح طالما يدل على مدلول متعارف عليه، فيطلقون علينا التيار الجهادى والتيار السلفى الجهادى، ومن جهتنا لا نسمى أنفسنا هذه الأسماء ونرى أننا عباد الله المسلمين، ككل المخلوقين على وجه الأرض أمرنا الله أن نعبده مخلصين له الدين، وهذا لا يخص حركة إسلامية أو تيارا متطرفا، وإنما جميع خلق الله والأديان السماوية التى نزلت من أيام سيدنا آدم إلى سيدنا محمد، ومن هذا المنطلق نرى أنفسنا مسلمين عبيدا لله، نطيع أمر الله كله، وعندما تفرق المسلمون، منهم من أخذ بالرأى وهم الخلف، وآخرون أخذوا بالأدلة وهم السلف وحتى يميزوا بين هؤلاء وهؤلاء، قالوا إن هذا منهج أهل السلف وأطلقوا عليهم السلفية ومن هذا المنطلق نحن نأخذ بالعقيدة الصحيحة ونحن مع من يأخذ برأى السلف، ثم انقسم التيار السلفى على نفسه، فمنهم من يأخذ بكامل الدين وآخرون رأوا أنه من باب المصلحة عدم إثارة مشاكل مع الحكام ومع الأنظمة وقالوا نؤجل أمر الجهاد الآن ولا نتحدث فيه حتى لا تحدث فتن.
* إذن أنت تنتمى إلى السلفية التى لم تتراجع عن الجهاد ولم تؤجله؟
- نعم وهنا أوضح أن السلفية التى تتكلم فى أمر الجهاد أطلقوا عليها السلفية الجهادية، والأخرى أطلقوا عليهم السلفية العلمية، ولكن الأصل فى تفكيرنا أننا عباد مسلمون موحدون بالله ونأخذ الدين بشموله، وليس معنى ذلك أننا نتعصب لرأى نتبناه وإذا ثبت لنا بالدليل الصحيح عن طريق العلماء الأثبات عدم صحة موقفنا نتراجع عنه.
* ومن هم هؤلاء العلماء الذين يمكن أن تعتمد عليهم فى تبديل بعض أفكارك وآرائك؟
- هم كثر، منهم الشيخ الراحل محمد خليل هراس والشيخ الشنقيتى والشيخ أبوقتادة والشيخ أبومحمد المقدسى، والأصل هم علماء الأمة الأثبات، نأخذ من كل عالم ما عنده من الخير ونترك ما نجده قد انحرف فيه، ولا نعبد العلماء بل نعبد الله سبحانه وتعالى، والعلماء فقط يدلون على حكم الله فى المسألة.
* فى ضوء ذلك، أنت ترى أنه لا مفر ولا مخرج من تطبيق الشريعة على الأرض داخل المجتمع أليس كذلك؟
- نحن عبيد الله وإذا ثبت أمر الله فعلينا أن ننفذه وإذا ثبت أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بتطبيق الشريعة وأحكام الشريعة، فنحن نقر ونقول سمعا وطاعة يا رب العالمين، وطريق التطبيق يكون هو ما أنزله الله فى شرعه، ربنا سبحانه وتعالى ما تركنا على شىء إلا أنزله وبينه فى القرآن وفى سنة الرسول وفى إجماع العلماء وفى القياس، ولا توجد مسألة فى الدنيا إلا ولشرع الله فيها حكم.
* وكيف يكون تطبيق هذا الشرع من وجهة نظرك؟
- أمرنا رب العالمين بأن نطبق شريعته وأحكامه، ولكن جعل لهذه الأوامر تدريجا وترتيبا معينا، الأول هو الدعوة لدين الله وعندما بعث الرسول الجيوش، قال ادعوهم للإسلام وإذا دخلوا فى الإسلام فهم إخواننا، والعجيب فى الدين الإسلامى المنتصر أنه لم يستعبد أصحاب الديانات الأخرى، بل إن المسلمين دون غيرهم إذا دخلوا وظهروا يطلبون الآخرين أن يشتركوا معهم فى ملكهم، يعنى المسلمين الفاتحين من شرق الأرض وغربها إذا دخلوا قرية، قالوا لأهلها أنتم إخواننا تشتركوا معنا فى كل هذا الملك، فهم لا يسعون للملك وإنما إدخال العباد فى عبادة الله وأول شىء ندعوهم إليه كما أمرنا الشرع والدين هو دعوتهم للدخول فى الدين الصحيح إنقاذا لهم؛ لأن هذا هو الإنقاذ الحقيقى.
* من هم على وجه التحديد الذين تدعوهم للدخول فى دين الله إنقاذاً لهم؟
- كل خلق الله مسلمين وغير مسلمين ندعوهم لتطبيق دين الله الكامل، وأن يرفعوا حكم الله، وكل واحد على ما يرى، فمن يبقى مع المسلمين تحت حكم الله يسمى بالذمى، ومعنى ذلك أن تسمح لغير المسلم بأن يعيش فى المجتمع الإسلامى تحت حكم الإسلام، وعلة الذمة أن يرى غير المسلم رحمة وعدالة وتوحيد الإسلام فيدخل فى الدين، ولكن ما يمنع هؤلاء الكفار أن يدخلوا فى الإسلام هم العلماء والسلاطين والكهنة، ونحن نرفض هذا الحكم غير الشرعى، ونقول لهم تعالوا يا جماعة تحت حكم الله وشرعه وعيشوا معنا، وشرط الذمة الأساسى هو أن يعلو حكم الإسلام وليس الكفر.
* وهل يدفع غير المسلم الذى يعيش فى بلاد المسلمين الجزية وفقا لأحكام الذمة؟
- بالتأكيد أحكام الذمة تطبق على غير المسلمين الذين يعيشون فى بلاد المسلمين،وعلى هؤلاء أن يقروا بالذمة وأن يدفعوا الجزية، ولكن المشكلة تظل فى أننا نأتى فى وضع غير إسلامى ونريد تطبيق أحكام الإسلام، فنحن لا نحكم بما أنزل الله وبالتالى لا يمكن أن نقول إن هؤلاء أهل ذمة فى دار لا يعلوها حكم الإسلام.
- وفقا لرؤيتك الخاصة، كيف يكون التعامل مع الذين يرفضون دفع الجزية إذا ما كانت هناك دار إسلام وفقاً لمفهومك؟
- اتفقنا أن ندعو الكفار إلى دين الله، ثم أن يعيشوا فى وسط المجتمع الإسلامى، وإذا أرادوا أن يرحلوا، أو تصادموا معنا وقالوا لن نترككم تدعون الناس أو تعلمونهم ولن ندفع الجزية، ففى هذه اللحظة وجب قتالهم حتى يدفعوا الجزية أو يسلموا أو يقروا لنا بحكم البلاد، وهذه الدعوة التى علمنا الرسول إياها، ولكن متى تكون، عند القدرة والاستطاعة وأن تكون المنافع أكبر من المفاسد وكل هذه شروط شرعية، ونحن نقول سوف نطبق دين الله وشرعه كما أمر الله وليس كما نحب نحن.
* من هؤلاء الذين يريدون تغيير أحكام الله؟
- هناك هيئة دينية رسمية ذكرت فى بيان لها أنه لا يجوز الجهاد ضد إسرائيل؛ لأن إسرائيل جارتنا، وهذا الكلام من الناحية الشرعية لا يجوز وهو كلام ساقط، وهو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وأحد أركان الإسلام كالصلاة والصيام والحج هو الجهاد، وكان على هذه الهيئة أن تقول إذا كنا لا نستطيع تطبيق شرع الله فى هذه الظروف، فإن حكم الله قائم وهو الجهاد حتى يخرج أعداء الله من بلاد الإسلام، إنما تقول إنه لا يوجد جهاد الآن وإن إسرائيل جارتنا، فهذا يعنى أنك حكمت بغير شرع الله، وهو ما لا نقبله، ونحن نريد أن نطبق الشرع كاملا بما فيه من حدود وما فيه من رحمة ونحن السلفيين الجهاديين نريد أن تسلم الناس لله رب العالمين.
* هناك شيوخ مشاهير يظهرون عبر القنوات الفضائية الدينية.. إلى أى حد يمكن التعويل عليهم فى تطبيق شرع الله؟
- للأسف الشديد أجهزة الأمن والأنظمة كانوا يظهرون من العلماء من يوالونهم ويلينون لهم فى القول، وإذا رأيت العالم يقف على باب الأمير، فاحذر من دينه، ومن أشد الناس الذين أفسدوا الدين هم العلماء الذين اتبعوا السلاطين، لأنهم ضللوا العامة، بل إن المواقف المخزية للعلماء وبعض التيارات الإسلامية دفعت العامة إلى كره التيار الإسلامى جراء ما يقوم به هؤلاء من البحث عن المصالح الشخصية ويحللون ويحرمون بالهوى.
* تطالب بتطبيق شرع الله.. فما الموقف إذن من القوانين والدساتير الموجودة حاليا؟
- هذه القوانين والدساتير عقبات يصنعها العلمانيون ولو قامت ثورة شيوعية فى مصر-لا قدر الله- كان سيتم تغيير القوانين والدساتير؛ لكن القوانين الإسلامية مصاغة من أيام الرئيس أنور السادات وصاغها الشيخ صلاح أبوإسماعيل وموضوعة من أيام صوفى أبوطالب فى الأدراج منذ 40 سنة ولم تطبق، فى حين أن تطبيقها لا يحتاج سوى قرار أو حتى كلمة، ونحن لا نتحاكم إلا بشرع الله، إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه.
* ألا يعنى ذلك أنك ترفض القوانين والدساتير الوضعية الموجودة حالياً؟
- الإسلام مقنن وموجود فى مواد قانونية من سنوات، وتطبيقه يحتاج إلى قوانين ودساتير غير الموجودة حاليا تؤسس للشريعة، ولا حكم يعلو فوق حكم الشريعة «مفيش شعب ولا غيره»، الشعب فقط فى الأمور التنظيمية مثل المرور وغيره، والقوانين أيضا لا بد أن تكون وفقا لشرع الله ووفقا للحدود التى ذكرت فى القرآن والسنة وأجمع عليها العلماء، والقول إن الحكم للشعب من خلال الدستور الحالى هو تحدٍ لله، ومناقضة للتوحيد.
* يفهم من ذلك أنك ترفض أى حديث عن السيادة للشعب أو الحكم باسم الشعب؟
- بالتأكيد السيادة للشعب تعنى الحكم والملك والسيد هو الشعب، وأنه لو قال الله وقال الشعب، يقدم كلام الشعب، وهذا معناه شرك فى الحاكمية فى خاصية من خصائص الله سبحانه وتعالى.
* وفقا لرؤيتك.. تطبيق الحدود داخل المجتمع يساهم فى صلاح الأمة والقضاء على الفساد المستشرى؟
- بالتأكيد، ولكن هناك من يأتى بأشياء مغلوطة، مثل القول بأنك لو طبقت شرع الله «هتقتل ناس كتير وتقطع إيد ناس كتير، والبنات الراقصات مش هيلاقوا ياكلوا»، وهذا خطأ لأنك لو أعلنت غدا فى كل وسائل الإعلام أن من يسرق سوف تقطع يده، فلن يسرق أحد أبداً.
* إذن، من الذى يحول دون تطبيق المسلمين لشرع الله ودينه برأيك؟
- إنهم العلمانيون أصحاب الدين المختلف عن الديانات السماوية كلها، الذى يقول بأن الدين لله والوطن للجميع، وإن رب العالمين ليست له علاقة بالمجتمع، وهذه مصيبة، والمشكلة أنهم يعتقدون أن فصل الدين عن الدولة شىء فاضل، فى حين أنه أكبر ظلم والذى حدث أن الاحتلال الأجنبى ربى أجيالاً من العلمانيين والليبراليين، ومكنوهم من بلاد المسلمين وبات هؤلاء العلمانيون والليبراليون خطرا على الدين الإسلامى وكل الأديان السماوية؛ لأن العلمانية تقوم على أن الدين شىء خاص بين الإنسان وربه وليس له علاقة بالمجتمع فى حين يقوم الإسلام على تنظيم كل حياتنا من تجارة وصناعة وعلاقاتنا الدولية وكل شىء.
* وما موقفك من الديمقراطية؟
- الديمقراطية تناقض التوجه الإسلامى شأنها شأن العلمانية، وهى ربيب العلمانية، فالعلمانية لا تأتى إلا عن طريق الديمقراطية التى تعنى حكم الشعب بالشعب، فى حين أننا نؤمن بحكم الله لعبيد الله مستسلمين لله بشرع الله، وللأسف الشديد حاولوا تضليلنا بأن الديمقراطية عكس الديكتاتورية، فالناس تقول لماذا ترفض الديمقراطية التى لا تعنى الظلم، فى حين أن الديمقراطية لا تعنى هذا أبدا بدليل كان هناك نظام ديمقراطى فى روسيا وكان دكتاتورى، ويحكم الشعب عن طريق أفراد، وهذا دل على أن الديمقراطية ليست نقيض الدكتاتورية، ولكن الديمقراطية مناقضة للإسلام والاستسلام لله.
* يعنى ذلك أنك مع تغيير المادة التى تنص فى الدستور على أن السيادة للشعب واستبدال ذلك بأن السيادة لله؟
- بالتأكيد أنا لست فقط مع تغييرها، ولكن ضدها تماما، كما أن هذا الدستور لا يعنينى؛ لأن الدستور هو ما نزل فى كتاب الله، وليس الدستور المتبدل الذى وضع فى 1971 ونريد تغييره الآن، ولا بد من تغييره وتطبيق شرع الله سواء فى صيغة دستور مكتوب من القرآن بالاستعانة بأقوال العلماء أو صياغة الشريعة فى صورة دستور، فلا غضاضة أيضا، وهناك أكثر من عشرين مادة فى الدستور الحالى تخالف شرع الله؛ لأنها تقوم على نظرية فكرية مختلفة تماما عن نظرية الفكر الإسلامى.
* بشكل مباشر، هل ترى أن الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين عقب وصولهم للسلطة جادون فى تطبيق شرع الله؟
- ابتداء، أنا أختلف مع التيار السياسى الإسلامى الموجود، وأرى أن الدخول فى العملية السياسية من ديمقراطية وانتخابات أشياء لا تجوز شرعاً، ولا أدخل فى هذا التيار على الإطلاق وبالتأكيد أنا مختلف مع كل واحد موجود فى هذا التيار السياسى وأرى أن شرع الله لا يأتى عن طريق العلمانية أو الديمقراطية أو من خلال الصندوق الذى هو أداة الديمقراطية، وأى إنسان نقيمه حسب تقييم الشرع له، ونحن نرى أن الإخوة الذين دخلوا فى العملية الانتخابية أخطأوا ووقعوا فى ذنب ومعصية، ومن أتى بفعل مكفر هو من يقول إن السيادة للشعب وهو مؤمن بهذا وهو غير الذى دخل فى العملية الانتخابية لنصرة دين الله، ونحن نرى أن الاثنين مخطئان؛ لكن الخطأ يختلف وربنا علمنا كما أن الإيمان يزيد وينقص وهو درجات فإن الكفر أيضا درجات، ونحن لا ندخل فى نية أحد ونعرف إذا كان سوف يطبق شرع الله، ولكن نحن نؤمن بأن الديمقراطية والانتخابات وهذا الأسلوب فى الوصول للسلطة غير صحيح شرعا ومن لديه خلاف ذلك يقوله ونحن نعود فى رأينا.
* شيخ الأزهر تدخل ورفض تعديل المادة الثانية من الدستور بإلغاء كلمة «مبادئ» مؤكدا أن الأزهر المرجعية الوحيدة للإسلام فى مصر.. أليس الأزهر مصدرا للعلم الشرعى؟
- الأزهر يأخذ مكانته وقوته فى أنه يظهر شرع الله لعوام المسلمين فى مصر؛ لكن لا يوجد فى الإسلام كهنوت، يحرمون ما أحل الله فنحرمه أو يحلون ما حرم الله فنحله، والأزهر «على عينا وعلى راسنا» ما دام يبين حكم الله وإذا خالف الأزهر شرع الله، فلا احترام للأزهر، وعندما يقول الأزهر إن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فهذا يعنى أنه يخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وعندما يقول شباب 6 أبريل نريد الشريعة مصدر التشريع وليس مبادئ، ثم يأتى شيخ الأزهر ويقول مبادئ الشريعة فأين نزلت مبادئ الشريعة هذه فى أى كتاب، والمبادئ مثل الرحمة والمساواة هى مبادئ القانون الفرنسى والمسيحية والبوذية يقولون الشىء نفسه.
* وما تحفظك على شيخ الأزهر والمفتى بصفتهما رجلى دين؟
- الأزهر يقول أشياء كثيرة حقاً مثل أحكام الزواج والطلاق، وفى المقابل يقول أشياء مع الحاكم نراها من الباطل ولن أذكرها حتى لا نشهر بالمؤسسة، وفى عهد أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالى تم القبض على شباب الإخوان فيما أطلق عليه ميليشيات الأزهر والمفتى هو الذى رفض الخروج على حسنى مبارك، وبالتأكيد من هم على رأس المؤسسات الدينية عليهم إجماع بأنهم خالفوا فى أشياء كثيرة.
* هل أنت إرهابى يخشاك الناس عندما تظهر فى الميادين العامة كما حدث فى العباسية؟
- إذا أمرنى شرع الله بالإرهاب فإننى إرهابى، ربنا أمرنى أن أرهب أعداء الدين ولا نرهب مسلمين ولا مستضعفين وليس لدىّ غضاضة فى أن أكون إرهابياً فيما أمر الله وفى المواضع التى أمر الله فيها أن نرهب أعداء الله.
* توصف أنت وشقيقك أيمن الظواهرى بأنكما من عتاة الإرهاب فى العالم.. ما تعليقك؟
- الآلة الإعلامية شغالة علينا وتصور وتهيئ ذلك وتضخمه بأننا وحشيون ودمويون نقتل بلا سبب وهذا غير حقيقى، فنحن نلتزم بشرع الله فى كل مسألة.
* هل تتوقع اعتقالك مرة أخرى؟
- لا اخشى ذلك أبدا، فنحن خرجنا من بيوتنا طلبا لطاعة الله، وربنا يقول «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر»، فلا شىء فى الدنيا أغلى من الحياة وإذا كان مكتوباً علىّ العودة للسجن فسوف أرجع السجن لا يهمنى، وإذا كنا نبحث عن الدنيا ما كنا خرجنا من بيوتنا، فأيمن الظواهرى وأسامة بن لادن كانت الدنيا كلها عندهما، ولم يخرجا من أجل حاجة أو فقر أو احتياج، ولو ظل أيمن الظواهرى فى مصر؛ لأصبح الآن وزيرا أو أكثر من وزير، فوضعه الاجتماعى والعائلى ومهارته المهنية وذكاؤه بين أقرانه كانت تسمح له بأكثر من ذلك؛ لكنه خرج لدين الله وباع نفسه وأولاده وماله لله سبحانه وتعالى.
* ولماذا أثار ظهورك فى العباسية لأول مرة الرعب والفزع فى قلوب البعض؟
- أنا مواطن مصرى، ومن حقى الوجود فى أى مكان ونزلت لكى أطمئن الثوار بعد أن قتل منهم 21 شابا فى يوم واحد، «نزلت خمس دقائق ومشيت»، ولا توجد غضاضة فى أن يرفع البعض أعلاما سوداء أو يوجد شخص ملثم لا أعرفه، ثم إن هذا الملثم خائف أن يقابله أمن الدولة أو البلطجية ويقتلونه فى المحطات، حيث كانوا يقتلون الثوار والبلطجية ذبحوا 4 أشخاص بتعليمات من أمن الدولة، وكان يحرقون لحيتهم بعد القتل، وهناك من كان يذهب لتوصيل أبنائه فى محطة المترو ذبحوه أيضاًً، والملثم هذا خائف يغطى وجهه، وهذا شىء وارد فى المظاهرات وتجده فى العالم كله من المعارضين السياسيين كى لا يصورهم الأمن.
* وما حكاية الرايات السوداء ومن يلتفون حولها؟
- فى «جمعة قندهار» تم رفع رايات خضراء قالوا عملاء للسعودية، ولو كانت صفراء يقولون عملاء حماس، وسوداء يقولون إرهابيين، فى حين أن راية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت سوداء وهى العقاب، وما الغضاضة فى أن يرفع أحد الراية السوداء، ثم أنا لم أرفع هذه الراية وهى تباع فى التحرير وهى تعبر عن فكر جماعة تريد أن تطبق شرع الله ولا يوجد إرهاب أو دم فى ذلك، وكل راية أو علم سوف يتم رفعه له تأويل مختلف.
* وهل تتفق مع بقاء عدد ممن يطلقون على أنفسهم طلاب الشريعة فى ميدان التحرير وفى اعتصام مفتوح؟
- طالما هم فى الميدان لا يشربون الخمر أو يقتلون أحداً، فهم أحرار وهذا مباح فى إطار التظاهر والتعبير السلمى عن الرأى ولماذا نبيح لكل الناس بأن يعبروا عن الرأى وعندما يأتى إسلامى ليعبر عن رأيه نرى أن ذلك فزاعة.
* يعنى ذلك أنه يمكن أن نراك فى مظاهرات أخرى وفى ميادين أخرى؟
- بالتأكيد إذا كانت هناك مصلحة للمسلمين وطاعة لله سوف نخرج فى أى وقت وهذا ليس عيبا ولا حراما ولا خطأ.
* ماذا يعنى أن شعار السلفية الجهادية: «نحن قوم لا نستسلم ننتصر أو نموت»؟
- هذا قول كل المسلمين من أهل الحق وأنا مع ذلك؛ لأن «الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون».
* ما عدد تنظيم الجهاد السلفى خاصة من يحملون الرايات السوداء من حين لآخر؟
- هذا التنظيم السلفى الجهادى كان مجرّماً من الدولة فى وقت من الأوقات، وكان يحارب، ونحن الآن تيار فكرى بل أقوى تيار فكرى على مستوى العالم ولذلك أمريكا تحاول أن تحاربنا فكريا وأقرت بذلك من خلال تقارير مؤسسة رند الأمريكية والناس اللى بيقروا السياسة الأمريكية يقولوا حربنا مع القاعدة ليست حرب أسلحة بل حرب الميادين، حربنا مع القاعدة هى حرب فكر وعقيدة وجهاد، وإذا استطعنا أن نحاربهم فكريا ونسيطر عليهم فكريا تفكك تنظيم القاعدة.
* الناس الذين رفعوا الشارات السوداء فى الميادين، ما علاقتهم بتنظيم القاعدة فى أفغانستان؟
- العلاقة فكرية، ونحن فى تنظيم القاعدة نرى أننا مسلمون كنا مبعدين عن ديننا ويحال بيننا وبين عقيدتنا والآن استطعنا أن نعبر عن أنفسنا ونقول قال الله وقال الرسول؛ لذلك قوة أسامة بن لادن رحمه الله فى أنه أحيا روح المقاومة والأمل والجهاد فى قلوب المسلمين، فأصبح يخرج الشاب فى إندونيسيا وفى اليمن وفى سوريا ليجاهد ويدافع عن رأيه بالقوة والثبات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.