سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور| هنا مشرحة زينهم.. عشرات الجثث ملقاة على الأرض والأهالى يقذفون سيارة الشرطة بالحجارة شاهد عيان: «الأهالى جابوا تلج للجثث عشان ماتعفنش وتلاجة المشرحة ما بقاش فيها مكان»
«لا إله إلا الله»، و«حسبى الله ونعم الوكيل»، ارتفعت الأصوات، وخرجت نعوش ودخلت أخرى، فيما تجمع الآلاف أمام مشرحة زينهم، أمهات يجلسن على الأرصفة فى ثياب سوداء، وعيون تبكى من شدة الحزن، وأمهات يصرخن ويبكين بحرقة وأجسادهن لا تكف عن الارتعاش. محمد حسانين، أحد شهود العيان، الذى استطاع الدخول من الصباح الباكر داخل المشرحة، قال إنه وصل فى التاسعة صباحاً، ووجد عدداً من الجثامين ملقاة على الأرض، حتى أن الناس اضطروا لشراء ألواح الثلج ليضعوها على الجثث خوفاً من تعفنها لبقائها فترة طويلة خارج الثلاجات، خاصة بعد أن امتلأت الأخيرة بالجثث ولم تعد تحتمل إضافة المزيد إليها. يتحدث حسانين عن مشاجرة قال إنها نشبت بين الأهالى والعاملين فى المستشفى فى الممر الخاص بتغسيل الموتى، كما يتحدث عما رآه داخل المشرحة: «المشهد جوه صعب قوى، جثث مرمية على الأرض وصدورها مفتوحة». بين الأحياء الذين كانوا يبحثون عن أقاربهم شاهد عبدالله، شاب أزهرى يقول حسانين إنه لا ينتمى لأى فصيل سياسى، لكنه جاء للمشرحة بعد أن علم بخبر وفاة خاله، وعندما وصل اكتشف أن المشرحة تحوى جثث كل من خاله وأخيه وابن عمه وابن عمته. يشير حسانين إلى أن التعامل مع الجثث «غير آدمى»، فعلى حد قوله يقوم الطبيب بفتح الصدر ويُخرج الطلقة ويكتب التقرير على أنه وفاة نتيجة طلق نارى فى الصدر، ويترك الجثة بعد ذلك لاثنين من المساعدين، يقومون بعد ذلك بخياطة الجثة، ونظراً لكثرة أعداد الجثث فإن عملية غلق الجروح لا تتم بشكل كامل، فالمساعدون غارقون وسط الأعداد الكثيفة. حسانين الذى حضر دخول وخروج عدد من الجثث من وإلى المشرحة روى أنه شاهد كثيراً من المشاحنات بين المؤيدين والمعارضين الذين توفى أقارب لهم، من بينهم سيدة قال حسانين إنها وقفت على باب المشرحة تدعو على الإخوان وتقول: «أنا ابنى مات فى الجيزة على إيد الإخوان، مرسى هو السبب، هو اللى موّت ابنى، ودلوقتى باضرب نفسى بالجزمة علشان انتخبته فى يوم من الأيام». هيثم الشواف، الذى يقول إنه خال أحد الشباب المتوفين أمام محكمة الجيزة فى الاشتباكات التى اندلعت أمس الأول، يقول إن قريبه شاب صغير يُدعى هيثم عامر، ويبلغ من العمر 17 عاماً، وتوفى إثر طلق نارى فى الظهر، وكان فى طريقه إلى بيته عائداً من أحد دروسه، ووجد إطلاق النيران من قبَل بعض أنصار الرئيس المعزول، وقال ذلك لوالدته أثناء اتصاله بها قبل وفاته بدقائق، حيث أبلغها بأن هناك بعض المتجمعين أمام محكمة الجيزة يطلقون النيران على المارة. مع المئات من أهالى الضحايا المنتمين لجماعة الإخوان أمام مشرحة زينهم، وبعد توافد عدد كبير من النعوش التى تحمل ذويهم، اعتلى العشرات من أعضاء الجماعة والمصورين الصحفيين أسوار المشرحة، كما تم وضع عدد كبير من النعوش خارج البوابة الرئيسية نتيجة ازدحام مبنى المشرحة من الداخل. عشرات السيارات لنقل الموتى تتجمع فى الطريق حاملة عشرات المتوفين، تخرج بعض النعوش بصحة ذويهم، فى حين يأتى بعض الأشخاص من البوابة الرئيسية للمشرحة وهم يصيحون: «حسبنا الله ونعم الوكيل، التقارير مكتوب فيها إن ولادنا ماتوا منتحرين، منهم لله». وفى الشارع المؤدى للبوابة الرئيسية للمشرحة وقعت بعض المناوشات بين أعضاء الإخوان وأهالى بعض الضحايا نتيجة الزحام الشديد، فيما رشق الموجودون سيارة شرطة خاصة بالترحيلات، هاتفين: «الداخلية بلطجية»، عقب ذلك قام بعض أهالى المنطقة بعمل لجان شعبية وأغلقوا الطريق الرئيسى المؤدى إلى المشرحة حتى لا تحدث احتكاكات أخرى.