ما إن أعلن الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية "المستقيل"، استقالته من منصبه أمس على خلفية فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي" في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" بالقوة، إلا وتعرض لسهام النقد. البرادعي، كان أعلن استقالته أمس، وقال: "لقد أصبح من الصعب عليَّ أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسؤولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله، ثم أمام ضميري ومواطني خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها.. وللأسف فإن المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفًا وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله". الدبلوماسي المصري الدولي الرفيع، منذ قرر أن يعود إلى مصر، وهو يتعرض للنقد والهجوم، لكن الجديد اليوم، هو تعرضه لهذا الهجوم والنقد، من مريديه، ورفاق الأمس، مؤكدين أن موقفه بمثابة "الهروب من أرض المعركة وقت الحرب". أحمد خيري، القيادي بحزب "المصريين الأحرار"، رأى أن "استقالة البرادعي غير موقفة بالمرة؛ فالمثالية لا تبني وطنًا ولا تحصل في عالم السياسة". الكاتبة فاطمة ناعوت، رأت في الاستقالة خذلان جديد للشعب المصري، وقالت في رسالة ل"البرادعي": "أنت حر في قرارك، لكن توقيت الاستقالة يضع علامة استفهام إضافية تسبب لي حيرة شديدة.. خذلان جديد للشعب المصري يا دكتور.. خسارة". أما الناشط السياسي، حازم عبدالعظيم، فقال: "البرادعي.. ماذا تعني استقالتك؟ هل تريد إظهار أنك أكثر إنسانية من الجميع؟ هل تدافع عن سلميين ونحن موهومين؟ ما هي رسالتك ولمن يا دكتور؟". وأضاف "أشعر بالندم الشديد أني كنت أحد مؤيديك، هل تريد إحراج مصر دوليًا؟ ألم تشاهد الأسلحة ومناظر التعذيب في الاعتصام؟ أم ماذا؟ ولماذا كنت قويًا ضد نظام مبارك.. ناعمًا مع عصابة الإخوان الأكثر دموية وفاشية؟ ما هذه المعايير المزدوجة؟". وتابع "هل كان اشتراكي معك في الجمعية الوطنية للتغيير قبل الثورة وكل ما تعرضنا له كان من أجل مصر أم من أجل تمكين الإخوان؟ أجبني؟". المخرج خالد يوسف، رأى أن "البرادعي" خان الشعب وثورته، فقال: "استقالة البرادعي خيانة لشعب مصر وثورته؛ لأنه يضع سلاحًا في يد كارهي استقلال هذا الوطن ليضربونا به فليسقط من تخلى عن شعبه وهو وسط المعركة". أما الكاتب والأديب، علاء الأسواني، فقال: "يؤسفني أن يتخلى البرادعي عن المصريين في وقت الشدة. قارن بين ضباط كرداسة الذين استشهدوا دفاعًا عن مصر والبرادعي الذي آثر السلامة على الواجب". بينما قال الفنان نبيل الحلفاوي: "أشدت بحوار البرادعى مع شريف عامر على قناة الحياة، ودافعت عن مقاله في صحيفة "الواشنطن بوست".. لكن موقفه اليوم أقل ما يقال فيه: غير وطني وغير رجولي.. تقدير أهلك أهم من رضا الغرب". الإعلامية بثينة كامل، استنكرت الاستقالة، وقالت: "هل استقال البرادعي لأنه لم يستطع أن يمنع الإخوان من حرق الكنائس وقتل المسيحيين؟... "البرادعي لا يمثلني". الإعلامي يوسف الحسيني، علق قائلاً: "البرادعي بموقفه هذا وكأنه يتحول لعصا في يد الغرب لضرب الاستقلال الوطني ويسمح للإرهاب باستخدامه في وجه إرادة الشعب". حركة تمرد، من جانبها، استنكرت موقف البرادعي استقالة البرادعي، وقالت في بيان لها: "هروب من المسؤولية، وكنا نتمنى أن يقوم بدوره لإيضاح الصورة للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، ويشرح أن مصر تواجه إرهابًا منظمًا خطورته كبيرة على الأمن القومي المصري". أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وصف الاستقالة بأنها نوع من إرضاء الغرب على حساب الوطن، وهروب صريح من المسؤولية التي أثبتت صراحة أنه غير قادر على تحملها، وفقا له، وإنه جعل صالح الوطن هو آخر اهتماماته كي يحافظ على صورته أمام الخارج". أما أشد انتقاد وهجوم ناله البرادعي، كان من النائب السابق بمجلس الشعب، محمد أبو حامد، حيث قال: "أي محاولة من البرادعي للتنظير في المستقبل سوف تواجه من الشعب بالأحذية بعد أن تخلى عن مصر في حالة الحرب التي تمر بها الآن في مواجهة الإرهاب، لتخرس أيها البرادعي للأبد لا نقبل منك كلام في الشأن العام".