دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء إلى قراءة "موضوعية للتاريخ" بين الجزائروفرنسا لتجاوز مخلفات الماضي. وقال الرئيس بوتفليقة في خطاب ألقاه في سطيف (300 كلم شرق الجزائر) بمناسبة الذكرى ال 67 لمجازر 8 مايو 1945:"إن قراءة موضوعية للتاريخ بعيدًا عن حروب الذاكرة والرهانات الظرفية هي وحدها الكفيلة بمساعدة الجانبين على تجاوز رواسب الماضي العسير نحو مستقبل يسير تسوده الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل والشراكة المفيدة". وذكر بوتفليقة في الخطاب الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية أن الدولة الجزائرية عملت منذ خمسين عامًا على إقامة علاقات "صداقة" و"تعاون مثمر" مع مختلف دول العالم وفي مقدمتها الدولة الفرنسية رغم "الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري بأجياله المتعاقبة من أجل حريته وكرامته". وقال:"إن الجزائر تحرص على إقامة "علاقات تقوم على المصالح المشتركة إيمانا منها بضرورة جعل البحر الأبيض المتوسط فضاء سلام وخير مشترك بين شعوب المنطقة متطلعة إلى نظام دولي أكثر إنصافًا وتضامنا وتسامحًا". وتخلد الجزائر كل عام في الثامن من مايو ذكرى مجازر ارتكبها الجيش الفرنسي في حق الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال بهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، والمطالبة بالاستقلال من فرنسا، بحسب المؤرخين الجزائريين. ويدرس هذا التاريخ في المدارس الجزائرية على أنه مناسبة وطنية قتل فيها الجيش الفرنسي "45 ألف جزائري" وأنها أحد أسباب قيام حرب التحرير في 1954 التي أدت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا في 1962. ويتحدث المؤرخون الفرنسيون عن سقوط ما بين 15 إلى 20 ألف قتيل منهم 103 أوروبيين. وتحتفل الجزائر هذا العام بالذكرى الخمسين لاستقلالها وسط مطالب باعتذار فرنسا عن "الجرائم" التي ارتكبتها خلال الاحتلال.