طالب الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب الوطن السلفى، تنظيم الإخوان بمراجعة تجربته فى الحكم خلال العام الماضى، وأن يحافظوا على سلمية التظاهرات وعدم اللجوء إلى العنف. وشدد فى حوار ل«الوطن»، على ضرورة عدم تهميش الإخوان، قائلاً: «لا يجب إقصاء فصيل معين من أجل استقرار الحياة السياسية فى مصر»، كما هاجم جبهة الإنقاذ لرفضها المصالحة الوطنية. * كيف تقرأ المشهد السياسى فى الوضع الراهن؟ - الحالة التى وصلنا لها عسيرة الحل، فلا نستطيع أن نتقدم للأمام، لأن الشعب المصرى كله لم يتفق على خارطة طريق، فعزل الدكتور محمد مرسى الرئيس المنتخب وتعطيل الدستور دون أى سند قانونى، والتشكيل الوزارى الجديد، كل ذلك لم يأتِ على رغبة وتوافق من الشعب، ومن الصعب تأسيس حياة سياسية سليمة فى المستقبل القريب، فالجيش بدأ فى إجراءات عنيفة طالت الحقوق والحريات وحرية الصحافة والإعلام وحسابات شخصية لرموز سياسية، فى عودة للدولة البوليسية. * كنتم تعارضون المشاركة فى التظاهرات حقناً للدماء.. لماذا غيرتم موقفكم؟ - المتظاهرون سلميون وهدفهم التعبير عن رأيهم بكل سلمية، لكن أن نتبع الأسلوب القديم من تلفيق التهم والتتبع فى الشوارع وإجراءات استثنائية دون أى اتهامات فهو أمر مرفوض. * كيف ترى تحركات أمريكا وأوروبا فى الشأن المصرى؟ - الموقف الأمريكى واضح، كان له دور فى هذه الترتيبات والدليل على ذلك الاجتماعات التى عقدتها آن باترسون السفيرة الأمريكية، مع قيادات الإنقاذ وحزب النور قبل 30 يونيو، والتى اعتبرت كترتيبات لما بعد 30 يونيو، حسب ما أعلنه المتحدث الرسمى لحزب النور، أما دول أوروبا فتعتبر ما حدث خروجاً على المسار الديمقراطى، فمثلاً سويسرا أعلنت أن ما حدث انقلاب عسكرى. * هل توجد اتصالات بين حزب الوطن والإخوان والمعارضة للخروج من الأزمة والمصالحة الوطنية؟ - نتواصل ونتصل برموز من القوى الوطنية وقيادات بعض الأحزاب، لكن للأسف بعض قيادات جبهة الإنقاذ ترى أن مبادرة حزب الوطن انتهت ونحن لسنا فى حاجة إلى إجراء مصالحة وطنية، وأتعجب مما يشاع فى وسائل الإعلام عن إجراء مصالحة فلا يوجد لها حقيقة على أرض الواقع، لأنه بالأساس لم يتصل أى فصيل بآخر لبحث الأمر. * هل شاركتكم بترشيحات فى الحكومة الجديدة؟ - الحزب جهز قائمة بترشيحات لكن لم يتصل بنا أحد لتقديمها، ولم يطلبوا مشاركاتنا وهذا خلاف ما أُعلن فى خارطة الطريق بأن جميع القوى السياسية ستشارك فى المرحلة، ففى أثناء تشكيل حكومة «مرسى» كنا نقدم ترشيحات، أما فى عهد الجيش، فلم يطلب منا أى مشاركات ووزعوا الحقائب الوزارية على بعضهم. * الإخوان أكدوا أن يومى 10 و17 رمضان هما يوما الحسم.. كيف ترى ذلك؟ - التيار الإسلامى يدير المشهد بكل سلمية، ورغم كل العنف الذى يدار ضد المتظاهرين، فإننا لم نبادر بالعنف ولم نعتد على منشآت ولا أفراد و نحن متمسكون بالسلمية لأبعد حد وهذا سر قوتنا. * لكن الجميع يرى أن الجيش والشرطة مستهدفان من الإخوان؟ - كنا نرى مجموعة البلاك بلوك تقطع الطرق وتضع القوالب الأسمنتية لعرقلة الطرق وكانوا يطلقون عليهم اسم «ثوار»، وتعامل الداخلية معهم كذلك، وكان القضاء يفرج عنهم، واليوم نرى فريقاً سُلبت منه حقوقه الوطنية والدستورية ولا يرضى أحد أن يجلس فى الشارع لمجرد التعبير عن رأيه، فالشرطة تتعرض له ويجرى استئجار بلطجية للتعدى على المتظاهرين السلميين. * كيف ترى مستقبل الإخوان؟ - ننصح بعدم تهميش الإخوان، فهم حزب سياسى كبير، وستخسر البلاد كثيراً إذا جرى تهميشهم وإخراجهم من العملية السياسية، ولا يجب أن تقصى فصيلاً معيناً من أجل استقرار الحياة السياسية فى مصر. * بم تنصح الإخوان فى الوقت الحالى؟ - عليهم مراجعة تجربتهم فى الحكم خلال العام الماضى، حتى نستخلص منها خبرات كثيرة للتعلم منها فى كيفية إدارة المستقبل، ولا بد من مراجعة بعض الشخصيات التى لا تحسن مخاطبة الجماهير، وأيضاً أن يحافظوا على سلمية التظاهرات وعدم اللجوء إلى العنف.