تباينت وجهات نظر قرائى الأعزاء حول ما توقعته - فى مقال أمس الأول- من فشل كل من السلفيين وفلول نظام مبارك فى وراثة حكم الإخوان، اتفق معى بعضهم فى صعوبة الوضع بالنسبة للسلفيين، واختلف معى أغلبهم فيما يتعلق بفلول نظام مبارك، الذين خرج بعضهم يتحدث بقدر لا بأس به من «الوقاحة» عن أن الثورة الحقيقية قامت فى 30 يونيو الماضى، وأن ما حدث فى 25 يناير لم يكن ثورة بحال. أستطيع بالطبع أن أقدر اندفاع هؤلاء إلى الهجوم على ثورة 25 يناير، بسبب ما سببتها لهم من إذلال، وانكسار نفسى، حين وضعتهم فى أحجامهم الطبيعية، وكشفت عن فسادهم وإفسادهم، وأعادتهم من جديد إلى وضع الأقزام أمام الشعب العملاق، وهم الذين ظلوا سنين يسحقون الجميع بأحذيتهم!. مؤكد أننى ألاحظ -مثل غيرى- أن وجوهاً «فلولية» تسعى إلى العودة للمشهد -من جديد- بعد إسقاط نظام الحكم الإخوانى، وتتداول وسائل الإعلام هذه الأيام معلومات تشير إلى أن أسماء بعض رجال الحزب الوطنى «المنحل» - من الصفين الثانى والثالث- مطروحة بقوة لتولى حقائب فى التشكيل الوزارى الجديد، رغم أن بين هؤلاء من كان عضواً فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى، ودافع عن توريث الحكم لخائب الرجاء «جمال مبارك»، وعمل مستشاراً للعديد من رجال الأعمال والمسئولين الذين يحاكمون فى قضايا فساد وكسب غير مشروع!. ربما كانت تلك المعلومات هى الذريعة التى استند إليها أصدقائى القراء فى الحديث عن أن الفلول فى طريقهم إلى ركوب المشهد بعد الموجة الثالثة للثورة فى 30 يونيو، لكننى أقول لهؤلاء إن هذا لن يحدث، وإن رجوع «فلول مبارك» إلى الحكم يشابه «عشم إبليس فى الجنة»، وإن وضعهم فى المشهد الآن مؤقت بمقتضيات التوازن، فى مواجهة الإخوان، ليس أكثر!. أقول ذلك، ثقة فى هذا الشعب الذى لن يسمح بإعادة المفسدين إلى المشهد، لأنه لم يعد يرضى بغير الإصلاح سبيلاً، وقبل ذلك الثقة فى نصرة الله تعالى لهذه الثورة التى تكاثرت عليها الغربان والحدادى منذ أن قامت فى 25 يناير 2011، فتحت ذريعة المشاركة فى الثورة ركب الإخوان الحكم، وسعوا نحو الاستحواذ على المشهد، وبدأوا ينسبون ما حدث إلى جماعتهم، وفى اللحظة التى ظنت فيها «حدأة» الإخوان أنها سيطرت و«مرسيها» على المشهد، ثار الشعب فى 30 يونيو وشاركه فى ذلك قطاع من «غربان» الفلول الذين أرادوا الثأر من الإخوان الذى ساهموا فى إنزالهم عن عرش الحكم، وتم عزل «مرسى». والآن يظن «فلول» مبارك أن بإمكانهم ركوب الحكم، كما فعل الإخوان، وهيهات.. لن يحدث، فالله تعالى الذى جعل الإخوان أداة مساعدة فى إسقاط عرشهم فى 25 يناير، جعل من الفلول أداة مساعدة فى التخلص من ظلم الجماعة فى 30 يونيو.. سوف يتواجه اللصان ويصفيان بعضهما بعضاً وتنتصر الثورة!.