هكذا قلتُ على منصّة «الاتحادية» يوم 30 يونيو: «الإخوانُ خطأ مطبعى فى مدونة مصر الناصعة، نعمل على تصحيحه». يشهد التاريخ، أننى، مبكراً جدًّا، توقفتُ عن إضافة نعت «المسلمون»، إلى اسم «الإخوان». وأعلنتها على الهواء لكى يتبناها الناس. لأننى-كمسلمة- أخجل من أن يتّسِمَ مسلمٌ بالكذب والنفاق والمراوغة والدموية والفوقية والانتهازية والارتزاق بالدين والمتاجرة باسم الله، جلّ وعلا وعزَّ عن الاتجّار باسمه. وأفخر أن مقالاتى منذ 19 مارس 2011، ليس بها عبارة «الإخوان المسلمون»، واكتفيتُ ب«الإخوان - الجماعة». ومع سقوط آخر ورقة توت، صرتُ أنطقها: «الإخوان المُظلمون». كما أفخر بأننى، أبداً، لم أضف لقبَ: «الرئيس»، إلى اسم: «مرسى»، طوال عهده، القصيرُ زمناً، الطويل إرهاقاً وعبثاً. لم أقل: «الرئيس مرسى»، لا فى مقال، ولا محاضرة أو لقاء تليفزيونى. وعلّها الآن المرة الأولى، والأخيرة، التى أجمع فيها بين مفردتين، لم أرهما يوماً إلا متناقضتين. فمثلما أخجل من لصق «الإسلام»، ب«الإخوان»، جرّاء ما يفعلون مما يناقض مبادئ الإسلام، كنت أخجل أن ينضمَّ د. مرسى، إلى مدونة حكام مصرَ الحديثة التى بدأت بالعظيم «محمد على بك الكبير»، الذى أحبّ مصر أكثر ممن خلفوه، رغم أنه غير مصرى. كيف لا أخجلُ من رجل يقف على منبر مصر ليتفوه بمعجم عجائبى، نرفض أن نسمعه من الحوشة فى الطرقات؟ كيف لا أحزن من رجل يزعم أنه يحفظ القرآن الكريم (وهى ميزته الوحيدة التى انتخبه من أجلها مَن انتخبوه!) ثم يلْحَنُ فى اللغة، فيخلط بين خبر «كان» واسم «إن»، ولا يعرف المُعرَب من المبنى من الممنوع من الصرف! ثم يخطئ فى كلام الله، قائلاً: «إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ»، حاشاه، جاعلاً اللهَ يخشى ويخاف، لا يُخشى منه! وكلُّ طفل مرّ بسلام من المرحلة الابتدائية، يعلم أن صحيحها: «إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ»، إذ كلما درج الإنسانُ ارتقاءً على مدارج العلم، زادت خشيته من الله، لأنه يكتشف عظمة الله كلما ارتقى عِلماً ومعرفةً. وكثيراً ما ناشدتُ السيد مرسى أن يتبع القاعدةَ الذهبية التى وضعها النحاةُ واللغويون خصيصاً لأمثاله من ضعاف اللغة: «سَكِّنْ تسلمْ». أى الجأ، يا ضعيفَ اللغة، إلى تسكين النهايات، كى تدارى فقرك اللغوىّ والنحوى والصرفى، فتأمنِ اللغةُ من شرورك. إلا أنه يُصرُّ على تشكيل الكلمات ونهايات الحروف، ليوهم الناسَ أنه خطيبٌ مُفوّه، فيُظهر جهلَه بالعربية. لغة القرآن الذى يزعم أنه يحفظه! ويستحيل حكماً أن تحفظ سورةً، متوسطة الطول، من القرآن، ولا تتقن اللغةَ، لأن كتاب الله يضبطُ اللسان. بل مستحيل أن تعتاد سماع القرآن، من مقرئين محترفين، ولا تتعلم اللغة سماعيًّا، حتى دون معرفة القاعدة النحوية، لأن أُذنك تنضبط مع موسيقى النحو والصرف وإيقاعهما، فينضبط لسانك. هو إذن كذب على البسطاء الذين انتخبوه لأنه يحفظ القرآن! وآيةُ ذلك ما فعله فى آخر خطاب حين أخرج ورقةً من جيبه ليقرأ آية قرآنية، ثم أخطأ فى قراءتها. ولو شئنا حاكماً حافظاً القرآنَ، لكان شيخُ الأزهر أولى وأرقى. لا يعنى كلامى أننى أختصر أخطاءَ مرسى فى فقره اللغوىّ وأدائه الخطابىّ الركيك، وأتناسى القتل وبيع الأرض وخيانة الأمانة والحنث بالقسم والكذب والتحريض على قتل الثوار. سوى أننى أتكلم عمّا كان يجرحنى كشاعرة تعشق اللغة العربية وتغار عليها، وكمسلمة تحفظ من القرآن وترفض العبث والاتجّار به، وأولاً، كمصرية ترفض أن يُهان اسمُ بلدها العريق. ما زلنا نعمل على تحرير هذا الخطأ المطبعىّ الذى لوّث صفحةَ مصرَ الجميلة.