اختلف إسلاميون على تأييد الرئيس محمد مرسى والنزول فى 30 يونيو، لحماية شرعيته، فبينما هددت حركات وتشكيلات إسلامية بتشكيل مجلس انتقالى إسلامى وإعلان مصر إمارة إسلامية حال سقوط نظام مرسى، وأنهم عازمون على مواجهة العنف بالعنف حتى لا تتمكن المعارضة المدنية من حكم البلاد، قالت السلفية الجهادية إن من الخطأ الشرعى النزول للدفاع عن «مرسى»، مشددة على أن فشل الإخوان ستتحمله الحركة الإسلامية كلها. وقال يحيى الشربينى، منسق حركة «ثوار مسلمون»، إن الإسلاميين قادرون على حماية أنفسهم، والدولة من الداخل ضد أية أخطار، ولن نستخدم العنف إلا كرد فعل إذا استُخدم عنف. وأضاف ل«الوطن»: مؤسسات الدولة يدافع عنها الشرطة والجيش، وسيقتصر دفاعنا عن أنفسنا ضد العنف ضدنا، وأتوقع مرور مظاهرات 30 يونيو التى تعد لها القوى المدنية مرور الكرام، وإذا استطاعوا إسقاط مرسى وتنفيذ تهديداتهم فسنقوم بثورة إسلامية شاملة ضد مجلسهم الرئاسى الذى يريدون إعلانه، ولن يصمد أى رئيس مقبل، خصوصاً أنهم انقلبوا على الشرعية، وسننقلب عليهم، ولن نجعلهم يهنأون ساعة، وسنريهم من هم الإسلاميون، ومن هو التيار الجهادى والتيار الثورى الإسلامى. وتابع: سنشكل مجلساً رئاسياً إسلامياً مكوناً من التيارات الإسلامية ونعلن البلاد إمارة إسلامية، إذا سقط «مرسى»، مؤكداً أن تلك الخطة تدور فى كل اجتماعات الإسلاميين حالياً. وهدد تنظيم الجهاد الإسلامى بإعلان الثورة الإسلامية وإقامة الخلافة حال سقوط «مرسى»، وقال محمد أبوسمرة الأمين العام للحزب الإسلامى، الذراع السياسية للتنظيم، إن «الجهاد» لن يشارك فى فعاليات 30 يونيو وسينتظر ما تسفر عنه الفعاليات. وأضاف ل«الوطن»: «أمامنا خياران، إما أن تكون فعاليات بسيطة أو يتطور الأمر وينقلبون على الشرعية، وهنا سنقوم بثورة لإقامة الدولة الإسلامية، نحن لا ندافع عن الإخوان أو مرسى، ولكننا ندافع عن الإسلام أولاً وأخيراً». وقال المهندس عاصم عبدالماجد القيادى بالجماعة الإسلامية، إن حملة «تمرد» تتكون من مجموعة من الشيوعيين وأتباع أحمد شفيق وفلول مبارك وتسعى للتخريب وإسقاط الدولة المصرية، مضيفاً: «لن نسمح لأحد بمحاصرة مؤسسة الرئاسة أو إسقاط الرئيس، وإن الدعوة لرفض صناديق الانتخاب وعزل الرئيس بمثابة دعوة للعنف». من جهة أخرى، قال محمد نجاح «أبومصعب»، المسئول الإعلامى السابق لتنظيم القاعدة، إن التيار السلفى الجهادى لن ينزل الشارع فى 30 يونيو الحالى، لأنه لا يعترف بشرعية «مرسى»، لأنه لا يحكم بما أنزل الله ولا فرق بينه وبين الرؤساء العلمانيين. وأضاف ل«الوطن»: أعضاء تنظيم الجهاد القديم الذين ذهبوا لتشكيل حزب سياسى من الممكن أن ينزلوا للشارع ليدعموا «مرسى» لكنهم لا يشكلون أغلبية التيار الجهادى العام. وتابع: معظم التيار السلفى الجهادى لا يشعر بالقلق من سقوط «مرسى» لأنهم لا يعتقدون أن مصر بها دولة إسلامية أو دولة قانون، والأفضل لى كمسلم أن أعيش فى كندا مثلاً، لأن بها دولة قانون لكن «مرسى» لا يقيم دولة قانون ولا دولة الإسلام، فهو «زعيم طرطور». وأشار إلى أت الإسلاميين الذى يدعمون «مرسى» غير مستوعبين لفكرة الديمقراطية وأنه لو خاض الانتخابات المقبلة فسيسقط بجدارة لأنه ليس خليفة المؤمنين. وتداولت صفحات السلفية الجهادية على «فيس بوك» مقالاً كتبه الدكتور مسلم ثائر «اسم حركى»، قال فيه: «أكبر خطأ شرعى واستراتيجى ممكن أن يفعله الإسلاميون هو أن ينزلوا للدفاع عما يسمى شرعية مرسى المزعومة». وأضاف، فى مقاله: لا شرعية لمرسى فى الحكم فى منظور الإسلام لأنه لا يحكم بالشريعة، وبالتالى لا يجوز شرعاً الدفاع عن شرعية حكمه ضد معارضيه. وتابع: «نزول الإسلاميين للدفاع عن مرسى سيرسخ فى أذهان العوام الفكرة القائلة بأن التيار الإسلامى كله متحالف مع الإخوان، وسيظنون أن تجربة مرسى الفاشلة معبرة عن التيار الإسلامى ككل وليس الإخوان فقط وهذا وحده كفيل بتشويه المشروع الإسلامى كله فى أذهان الناس، لذلك فإن الموقف الصحيح هو تكوين جبهة أخرى معارضة للطرفين أو الاعتزال التام».