دائماً ما كشفت تصريحاته الكثير من الخبايا والنوايا معاً، إذ لم يتوقف يوماً عن التصريح بما يظهر فى مضمونه عداءه الشديد لمصر، هكذا اعتاد الأمير القطرى الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، الحديث عن مصر، خصوصاً بعد عزل الرئيس المصرى الأسبق محمد مرسى عام 2013، وتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، لينتهز الأمير الصغير، الذى لم يتجاوز ال37 عاماً، أى فرصة لانتقاد الإدارة المصرية الجديدة، ما بين إلقاء القبض على قيادات إخوانية، إلى تصنيف مصر لجماعة «الإخوان» كمنظمة إرهابية، امتد خلافه الظاهر لمصر إلى من وصفهم ب«الأشقاء» فى مجلس التعاون الخليجى، الذين طالهم ما طال مصر بمجرد تصنيفهم ل«الإخوان» كمنظمة إرهابية، الأمر الذى انتهى بسحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر، احتجاجاً على ما وصفته بتدخل قطر فى شئونها الداخلية. مشهد عابر التقطته الكاميرات أثناء القمة العربية - الأمريكية التى عُقدت بالرياض منذ أيام، حيث بدا الأمير القطرى بابتسامته العريضة وجلبابه الأبيض المغطى بعباءته السوداء واقفاً إلى جوار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مستعداً لالتقاط الصورة التذكارية للقمة، ليظهر ولى العهد الإماراتى محمد بن زايد قبل التقاط الصورة ويقف حائلاً بين الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر، والرئيس الأمريكى دون أن يتبادلا التحية، لقطة سريعة، لكنها شرحت الكثير من الخبايا فى العلاقات بين دول الخليج وبعضها بعضاً. الأمير الشاب الذى جاء وسط آمال كبيرة بألا يكون شبيهاً لأبيه وسياساته، اتبع سياسات متخبّطة منذ توليه الحكم بعد تنازل والده حمد بن خليفة آل ثانى عن الحكم فى 25 يونيو 2013، وكان هدفه الأكبر دائماً هو حصد النفوذ، مهما كان الثمن، حتى إن كان يضر بمصالح من يعتبرونه من الأشقاء. ولم يختلف «تميم» عن والده كثيراً، بل ظل متبعاً السياسات نفسها بدعم «الإخوان» والجماعات المتطرّفة هنا وهناك، سامحاً لذراعه الإعلامية «قناة الجزيرة» بالتدخل فى شئون دول الجوار، لا يهم إذا كانت تلك الدولة على حق أم لا، المهم هو المحاولة فى حصد نفوذ أكبر للسيطرة على تلك الدول.