ذكرت قناة الجزيرة المملوكة لقطر أن الشيخ حمد بن خليفه آل ثانى سيلتقي مع الأسرة الحاكمة و"أهل الحل والعقد" في قطر وسط تقارير عن اعتزامه تسليم السلطة لولي العهد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. أكدت قناة "الجزيرة" القطرية اليوم (الاثنين24 يونيو 2013) أنها علمت من مصادر قطرية موثوقة أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيلتقي اليوم بالأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد في قطر. ويأتي الاجتماع وسط أنباء عن نية أمير قطر تسليم الحكم لولي عهده الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. وقد تولى الشيخ حمد مقاليد الحكم في دولة قطر في 27 يونيو من عام 1995. وخلال حكمه تحولت قطر إلى دولة عصرية تلعب أدوارا هامة إقليميا ودوليا على المستويين الاقتصادي والسياسي. أما الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني فقد عين وليا للعهد في الخامس من أغسطس من عام 2003، ومنذ ذلك الحين برز على الساحة المحلية والإقليمية والدولية حيث شارك ومثل بلاده في عدد من المؤتمرات وصرح دبلوماسيون هذا الشهر أن الشيخ حمد أمير قطر(61 عاما)يبحث القيام بتسليم منظم للسلطة يشمل أيضا استقالة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني. وقالت نفس المصادر إنها فهمت أن الدافع وراء ذلك رغبة القيادة في انتقال سلسل للسلطة لجيل أصغر. واذا ما اعلن الشيخ حمد تخليه عن السلطة، ستكون تلك سابقة في التاريخ الحديث للعالم العربي، اذ لم يتخل اي حاكم وراثي طوعا عن الحكم. الا ان امير قطري يمكن ايضا ان يقرر ان ينقل السلطة تدريجيا الى الشيخ تميم عبر تعيينه كمرحلة اولى رئيسا للوزراء خلفا لرئيس الوزراء النافذ الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي يشغل هذا المنصب منذ 2007. وكانت دبلوماسيون اضافة الى مسؤولين، اكدوا لوكالة فرانس برس في وقت سابق في يونيو ان الامير يستعد لنقل السلطة في هذا البلد الذي دعم انتفاضات الربيع العربي. وقال مسؤول قطري لوكالة فرانس برس رافضا ذكر اسمه ان الامير "مقتنع بضرورة تشجيع الجيل الجديد وينوي تسليم السلطة الى ولي العهد الشيخ تميم واجراء تعديل وزاري يعين خلاله عددا كبيرا من الشبان في مجلس الوزراء". وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان امير قطر "يود من خلال تنظيمه بنفسه انتقال السلطة منه، ان يرد على بعض الانتقادات التي تقول لقطر +انتم دولة حكم فردي ولا تريدون ان يكون هناك ربيع عربي الا عند الآخرين". واضاف المصدر ان الامير "يريد ان يقدم نموذجا ناجحا لانتقال هادئ". وبحسب المحلل السياسي المتخصص في شؤون الخليج نيل بارتريك، فان الشيخ تميم "يمسك عدة ملفات حساسة في السياسة الخارجية" و"ليس من المتوقع ان يتخذ اي قرارات كبرى من دون العودة الى والده". والامير من مواليد العام 1952 ، وتولى السلطة اثر الانقلاب على والده صيف عام 1995 ويعتبر صانع نهضة بلاده التي تلعب دورا حيويا على الساحة الدولية. اما ولي العهد الشيخ تميم فقد ولد عام 1980 وهو الابن الرابع للامير والثاني له من زوجته الثانية الشيخة موزة بنت ناصر المسند. وتم تعيينه وليا للعهد في الخامس من اغسطس 2003 بعد تخلي شقيقه الاكبر الشيخ جاسم عن المنصب وهو احد ابناء الشيخة موزة ايضا. ويتولى ولي العهد قيادة القوات المسلحة ورئاسة اللجنة الاولمبية كما انه نائب رئيس المجلس الاعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، اضافة الى انه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر، علما بانه تلقى علومه في كلية ساندهيرست البريطانية المرموقة على غرار والده، كما انه يتحدث الفرنسية بطلاقة. وقال مصدر دبلوماسي في الدوحة لCNN بالعربية إن أمير قطر يعتزم نقل السلطة "بشكل سلس وسلمي بما يخدم قطر والدول المجاورة" مضيفا أن خطوة تسليم السلطة سيعقبها حل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة بوجوه شابة مطعمة بعدد من وزراء الخبرة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن هذا القرار "فردي ولكنه رمزي للدول الخليجية المجاورة التي تتمسك قيادتها بالسلطة طويلا" على حد تعبيره، مؤكدا أن السياسة الخارجية القطرية لن يطرأ عليها أي تغير. وبحسب المصدر، فإن استقرار سياسة قطر يعود إلى اقتصار مراكز القرار على أربعة أشخاص هم الأمير الحالي، والذي سوف يتقاعد لكنه سيكون في موقع قريب من اتخاذ القرارات المهمة، وزوجته الشيخة موزة آل مسند والدة ولي العهد، وولي العهد تميم نفسه، إلى جانب رئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي لن يتم الاستغناء عنه في الفترة القريبة القادمة. وأوضح المصدر لCNN بالعربية أن تخلي الأمير الحالي سيعقبه "تغييرات كبيرة على السياسة الداخلية بما في ذلك مجلس نواب منتخب بالكامل ومشاركة في القرار السياسي وبشكل تدريجي، وسيتم بناء عدد من مؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في تعزيز الديمقراطية في قطر." .. وقد اعلن أمير قطر في منتدى الدوحة الأخيرة أن من يرفض الإصلاح والتغيير ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة "سوف تغيره ضرورات التاريخ" معتبرا أن المشاركة السياسية في إدارة الشأن العام "هي أحد الأهداف الرئيسية للإصلاح الذي تنادي به الشعوب في العالم العربي، وأنّ التغيير والعملية الديمقراطية أكثر من مجرد إدلاء الأصوات في صناديق الاقتراع." وصرّح: "يجب أن لا ننسى أن شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظلّ أنظمة الحكم التي تتميّز بالتسلّط والقمع والفساد، كانت هي القوة الدافعة للثورات العربية التي تستهدف ومازالت المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية والاقتصادية." قال موقع ال"بى بى سى" البريطانى التابع للقناة العربية إن ولى العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى الذى يتوقع أن يقوم والده الشيخ حمد بن خليفة بنقل الحكم إليه "داهية من دهاة السياسة العربية". وكشف الموقع فى تقرير له اليوم الاثنين، عن الدور المهم فى سياسات قطر الذى يتم بواسطة ولى العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، ونشاطه الدبلوماسى فى مختلف الأصعدة العربية والعالمية. وأضاف التقرير أن هناك وسائل إعلام مختلفة وصفته بأنه "هنرى كيسنجر العرب" فى إشارة لدور الأخير خلال منصبه قبل سنوات، وفى إشارة لدور الشيخ تميم بن حمد، المهم فى سياسات بلاده ونشاطه الدبلوماسى المكثف، لاسيما فى ظل قرب توليه الحكم خلال الساعات المقبلة، وتسلمه السلطة من والده الأمير حمد بن خليفة آل ثانى، والذى دعا بدوره الأسرة الحاكمة لاجتماع يعقد اليوم لاحقا. واستذكرت ال "بى بى سى" دور ولى عهد قطر- الأمير القادم فى معرض تقرير لها عن حركة طالبان الأفغانية ومكتبها السياسى الجديد فى قطر، ليكون مكانا للتفاوض، وكيف كانت "قصة النجاح" على حد قولها. وقالت فى تقريرها إن ممثلين عن حركة طالبان وصلوا سرا إلى قطر قبل نحو ثلاث سنوات لإجراء محادثات مع مسئولين غربيين، وكانوا على علم بأن الأمريكيين على وجه الخصوص تواقون للتوصل إلى اتفاق سلام يسمح لحلف شمال الأطلسى (الناتو) بالخروج من أفغانستان حفظا لماء وجهه، وترك البلد ينعم بالمزيد من السلام والاستقرار. وفى مارس عام 2012 علقت طالبان المحادثات الأولية مع الولاياتالمتحدة التى ركزت على تبادل الأسرى، وكانت حركة طالبان تطالب بالإفراج عن خمسة من كبار عناصرها من معتقل جوانتانامو مقابل تحرير الرقيب الأمريكى باو بيرجدال، الذى يعتقد أنه فى قبضة طالبان منذ عام 2009. وأشارت البى بى سى إلى أن عدد ممثلى طالبان وأنشطتهم فى قطر راح يتزايد بصورة تدريجية، والآن يوجد فى قطر أكثر من عشرين من عناصر طالبان رفيعى المستوى نسبيا يعيشون رفقة عائلاتهم، موضحة أنه خلال العامين السابقين أرسلت طالبان ممثليها من قطر إلى اليابان وفرنسا وألمانيا للمشاركة فى مؤتمرات حول أفغانستان عقدت هناك، وفى الآونة الأخيرة، أرسلت الحركة وفدا إلى إيران. وأوضحت أن العناصر المقيمة فى قطر لا تمثل إلا طالبان أفغانستان، ولا يوجد أى ممثلين عن طالبان باكستان. .. وقالت البى بى سى فى تقريرها، "يتردد أن جميع أعضاء مكتب طالبان قدموا إلى قطر عبر باكستان، ووردت تقارير تشير إلى أن قلّة منهم تنقلوا بين قطر وباكستان خلال العامين السابقين، ويبدى عناصر طالبان بصورة عامة، خلال إقامتهم فى الدوحة، حرصا على تقييد أنشطتهم ولا يبادرون إلى الظهور كثيرا". وعن حركة ممثلى طالبان، يقول مراسل البى بى سى إن العديد من الأشخاص أبلغوه بأنهم يرون من آن لآخر بعض ممثلى الحركة يقودون سياراتهم ويمشون فى الشوارع، ويرتادون مراكز التسوق والمساجد. ونشر أحد الدبلوماسيين العاملين بالسفارة الأفغانية فى الدوحة قصة مقابلته مصادفة بأحد ممثلى طالبان فى مركز تجارى بالدوحة، فيقول "اقتربت من طفلين حينما سمعتهما يتحدثان اللغة البشتونية"، ويستطرد قائلا "حاولت التعرف على الرجل الذى كان بصحبة الطفلين ولكنه تجنب الكشف عن أى معلومات تخصه، فسألته: هل أنت من الجانب الآخر؟ فاحمر وجهه خجلا وغادر المكان، وقال الدبلوماسى الأفغانى أيضا "إن عناصر طالبان، مثلهم مثل غيرهم من الأفغان، يرتادون السفارة الأفغانية لتسجيل مواليدهم أو تجديد وثائقهم الثبوتية". وتنظر طالبان إلى قطر باعتبارها ذات علاقات متوازنة مع كافة الأطراف، وتحتفظ بمكانة مرموقة فى العالم الإسلامى، ووافقت الولاياتالمتحدة من جانبها أيضا على هذا الخيار، ويقول مسئولون أفغان إن الرئيس حامد كرزاى أعطى أخيرا الضوء الأخضر لإنشاء هذا المكتب بعد أن حصل على ضمانات بأن يبقى بعيدا عن الأضواء، ولا يستخدم إلا كمكان لعقد مباحثات السلام. ولم تكن قطر واحدة من الدول الثلاث التى اعترفت بنظام طالبان فى أفغانستان بين عامى 1998 و2001، وهى باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن بحسب مسئول فى وزارة الخارجية التابعة لحكومة طالبان سابقا، فإن قطر كانت تحافظ على علاقات "ودية" مع الحركة، وبعد إسقاط حكومة طالبان، لم يجد قادتها مكانا يلوذون إليه. وشاركت قطر كوسيط فى عدد من الأزمات الدولية الكبرى، ومنها أزمة إقليم دارفور السودانى والانقسام بين فصيلى فتح وحماس الفلسطينيين، كما ساهمت قطر بفعالية فى انتفاضات الربيع العربى، وساهمت بدعم الشعوب فى ليبيا ومصر وسوريا. معلومات كانت تسربت قالت إن خبر تنحي أمير قطر الوشيك كان هو شخصياً أبلغه إلى مراجع عربية وأخرى أوروبية، وذلك إلى سببين: - السبب الأول هو الحال الصحية للشيخ حمد الذي يعيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة. - والثاني إصرار زوجته الشيخة موزة على تسليم نجلها تميم، وليّ العهد حاليًا، الموقع الأوّل في البلد فيما لا يزال والده حيًّا يرزق وقادراً على إسداء النصح إليه وتوجيهه وحمايته من الأجنحة الأخرى في العائلة. ومثل هذه الحماية يبدو تخص "حماية الامير المقبل من نفوذ حمد بن جاسم بن جبر الرجل القوي في الوضع الحالي". ومعروف، من الناحية النظرية والقانونية، أن لا صلاحيات محددة لولي العهد في قطر، لكنّ هناك ملفات كانت في عهدة حمد بن جاسم قرّر الأمير نقلها إلى نجله في سياق عملية “تقليم أظافر” لرئيس الوزراء والإعداد لتسليم الشيخ تميم موقع أمير الدولة. كما هو معروف أيضا أن هناك مصالح كبيرة تجمع بين الأمير الحالي وحمد بن جاسم، ودفع ذلك الأخير إلى المطالبة بضمانات واضحة في حال خروجه من السلطة. وقالت الشخصية القطرية التي كانت سربت المعلومات إن أكثر ما يخشاه رئيس الوزراء حاليًا هو لجوء الشيخ تميم إلى إجراءات انتقامية تطال مصالحه ومصالح القريبين منه في حال تفرّد الأخير بالسلطة ووقوعه تحت التأثير الكامل للشيخة موزة. الشيخة موزة وحمد بن جاسم ذكرت الشخصية القطرية أن الشيخة موزة لا تكنّ ودًا للشيخ حمد بن جاسم، وهي تخشى من عدم قدرة نجلها على ضبطه في غياب الأمير الأب. في الوقت ذاته، يعتقد رئيس الوزراء الحالي أنه لا يمكن أن يضع نفسه في خدمة الشيخ تميم على غرار ما هو حاصل مع الشيخ حمد الذي يسمح لنفسه أحيانًا بأن يوجه إليه كلامًا بذيئًا لتأكيد أن هناك رجلاً قويًّا واحدًا في البلد هو الأمير. وأوضحت الشخصية القطرية أن حمد بن جاسم يمتلك نقاط قوة عدة، من أهمها الانتماء إلى جناح قويّ في العائلة أساسه جدّه جبر الذي كان شخصية قويّة، ولذلك، يصرّ على استخدام اسمه الثلاثي (حمد بن جاسم بن جبر) في كلّ المناسبات والمراسلات. .. أما أبرز نقاط الضعف لديه، فهي عائدة إلى أنه منغمس في كلّ النشاطات التجارية في البلد، فضلاً عن استعدائه عائلات مهمّة أبرزها آل العطيّة، إضافة بالطبع إلى عائلة الشيخة موزة والمحيطين بها والمستفيدين منها. ويتزعم حمد بن جاسم فكرة الرهان على الإخوان المسلمين في المنطقة وتجسير الفجوة بينهم وبين الولاياتالمتحدة وتقديمه لهم في البيت الأبيض، وخاصة تبنيه الدعم المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر، وهو ما قد يزيد من حدة الخلافات بينه وبين الأمير تميم.