«ياسمين نبيل» 19 سنة، بائعة مناديل، هى المتهمة الرئيسية فى جريمة قتل طفلتها «رؤية خالد» (سنتان)، ودفنها فى حديقة بميدان السبع عمارات بمنطقة مصر الجديدة حتى لا يصل رجال الشرطة إليها.. ياسمين اعترفت بالجريمة وروت تفاصيلها كاملة وعادت بسنوات عمرها إلى الوراء. «ياسمين» عاشت فى أسرة فقيرة بمنطقة المطرية بعد انفصال والديها.. عاشت مع أشقائها مع زوج أمهم.. الذى رفض إقامتهم معه فى المنزل، وطلب منها أن تخرج إلى الشارع لكى تكسب قوت يومها.. صارحت والدتها بأنها تريد أن تعيش معها فى البيت ولكنها نهرتها وضربتها.. تركت ياسمين المنزل وذهبت لوالدها فلقنها علقة ساخنة وطلب منها أن تعود لأمها. استسلمت «ياسمين» لرغبة زوج الأم وخرجت إلى الشارع لكى تكسب رزقها، وانخرطت وسط أطفال الشوارع.. وتعلمت بيع المناديل فى إشارات المرور وفى آخر الليل وعند عودتها من العمل كانت تجد زوج والدتها ينتظرها لكى يأخذ منها ما تحصلت عليه من أموال طوال النهار. ظلت ياسمين على هذه الحال ومرت الشهور والسنون إلى أن ملت من قسوة زوج الأم، وأثناء وجودها بالشارع تعرفت على بائع مثلها يقوم ببيع الملابس فى الشارع يدعى «خالد» وكانت تحكى له عن قسوة زوج أمها، وكيف يقوم باستغلالها هى وإخوتها وأنها ملت من معاملته لها، فطلب منها أن تطلب من والدتها أن تبعده عنها وأن تحتفظ بالأموال التى تحصل عليها كى تساعدها فى جهاز زواجها، وبالفعل صارحت والدتها وطلبت منها أن تحتفظ بأموالها لكن والدتها اعتدت عليها بالضرب وطردتها من المنزل وقالت لها «من يقيم فى هذا البيت لا بد أن يساعد فى المصاريف حتى يظل مفتوحاً له». تركت «ياسمين» البيت ولا تعرف إلى أين هى ذاهبة، وجدت نفسها تذهب إلى صديقها «خالد» وتقابلت معه وأبلغته بما حدث معها، وطلب منها أن تذهب معه إلى مسكنه، ولكنها رفضت وطلبت منه أن يتزوجها وبالفعل لم يتردد لحظة وقام بالزواج منها وظلت مقيمة معه إلى أن شعرت بعلامات الحمل وأنجبت بعد 9 أشهر طفلتها «رؤية»، فى الوقت الذى قطعت فيه علاقتها بأسرتها. بعد الولادة مباشرة طلب منها الزوج أن تخرج إلى الشارع ومعها الطفلة لكى تتسول بها، فى البداية رفضت ولكنها بعد إصرار الزوج وافقت وظلت تخرج بطفلتها طوال النهار إلى أن ترجع آخر الليل لتجد الزوج ينتظرها ويطلب منها ما تحصلت عليه من أموال نتيجة لتسولها فى الشوارع بطفلتها طوال اليوم، وهنا تذكرت ياسمين زوج الأم والحياه القاسية التى عاشتها معه. استسلمت ياسمين للزوج لأنها لم تجد البديل إلى أن تعرفت على فكهانى بمنطقة المطرية يدعى حميدة رمضان وشهرته سوسو (23 سنة)، وطلب منها الزواج ولكنها اعترفت له بأنها متزوجة وأن زوجها يعاملها معاملة غير آدمية، وكانت كل يوم تجلس إلى جواره وترفض الذهاب بابنتها للتسول فى الشوارع، إلى أن قام زوجها بتطليقها، وذهبت إلى «سوسو» بائع الفاكهة، وأخبرته أن زوجها طلقها وأنها لا تجد مكاناً تعيش فيه، فأخذها إلى حجرة بمنطقة المطرية وظلت تعيش فيها معه دون زواج، وطلبت منه عدة مرات أن يتزوجها، ولكنه رفض، بل وجدته فى البداية يقوم بالإنفاق عليها وعلى طفلتها وبمرور الوقت رفض الإنفاق على طفلتها، وطلب منها أن تمارس الرذيلة مع بعض أصدقائه، فى البداية رفضت، ولكن بعد ذلك وافقت لحاجتها الشديدة للمال. تقول ياسمين إنه فى كثير من المرات كان العشيق يجلس فى المنزل مع الطفلة، ويوم الواقعة طلب منها أن تذهب إلى شخص فى مصر الجديدة وأخذ الطفلة وانتظرها فى حديقة بميدان السبع عمارات، وظل مع الطفلة التى أخذت تبكى نظراً لعدم وجود والدتها مما دفع العشيق بإخراج مطواة من ملابسه لتهديدها لكى تكف عن البكاء، ولكنه أصابها أسفل عينها، مما دفعها إلى زيادة البكاء وارتفاع صوتها ولفتت إليه الأنظار، فأخذها وذهب إلى آخر الحديقة وظل يعتدى عليها بالضرب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، فارتبك فى بداية الأمر ثم اتصل بصديق له يدعى محمد توفيق (41 سنة) قهوجى، وطلب منه الحضور إلى الحديقة وقبل حضوره حضرت والدتها وعلمت بوفاة ابنتها، وسألته عن كيفية التصرف فى هذه الكارثة، فقال لها إنه سوف يتخلص من الجثة بمساعدة صديق وهو فى الطريق، ولم تمر سوى نصف ساعة حتى حضر صديقه، وقاموا بوضع جثة الطفلة فى جوال ودفنوها فى منطقة نائية بالحديقة، وهربوا جميعاً، وأضافت الأم: «بعد مرور 18 يوماً اعتقدنا أننا نجونا من الجريمة وأننا فى أمان ولن يتم اكتشاف الجثة، وكنت كل يوم أذهب إلى الحديقة وأمر فى منطقة دفن الجثة لأتأكد من عدم اكتشاف الجريمة». وذات مرة فوجئت بظهور رائحة كريهة وتأكدت أنها رائحة جثة ابنتها وقامت بوضع بعض الأوراق ومخلفات الحديقة والأتربة على مكان الجثة حتى لا يتم العثور عليها، وامتنعت بعد ذلك عن الذهاب إلى الحديقة مرة أخرى خشية أن يتم اكتشاف الجثة والقبض عليها، حيث إنها كانت دائمة التردد على الحديقة هى وطفلتها سواء عندما كانت تتسول أو عندما كان يذهب بها عشيقها إلى الزبائن، وبعد ذلك وجدت رجال المباحث يلقون القبض عليها وعلى عشيقها ويسألونها عن طفلتها، فى البداية قالت إنها عند والدتها ولم تتماسك كثيراً حتى اعترفت بكل شىء وعرفت من المباحث أنهم توصلوا لها عن طريق العاملين فى الحديقة الذين يعرفونها ويعرفون طفلتها.