لم أعرف فى التاريخ كلمة حق يراد بها باطل مثل كلمة «الخلافة» التى يتشدق بها الإسلامجية.. وكأنها غاية المراد من رب العباد.. وكأنها هى الطريق الوحيد لنجاة العالم الإسلامى مما يعانيه من تخلف وضعف ومرض وانقسام وحروب إسلامية - إسلامية.. منذ نهاية عصر الخلفاء الراشدين.. وبداية عصر الخلفاء (غير الراشدين).. ونظام الخلافة هو أهم أسباب ما نعانيه من مشكلات فى العالم الإسلامى.. لقد أبدع الوعى الجماعى الإسلامى مسمى «الخلفاء الراشدين» للإشارة إلى العظماء أبى بكر وعمر وعثمان وعلى.. وهذا يعنى من جانب آخر.. أن من جاءوا بعدهم هم خلفاء غير راشدين.. ومما يؤكد استنتاجى.. أنه عندما ظهر خليفة عادل.. صادق.. متواضع.. صاحب خدمات جليلة للإسلام والمسلمين.. هو الخليفة عمر بن عبدالعزيز أطلق عليه مؤرخو الإسلام وعموم المسلمين لقب «خامس الخلفاء الراشدين».. أليس معنى هذا أن نظام الخلافة الذى استمر منذ بداية حكم معاوية بن أبى سفيان وحتى نهاية الدول العثمانية.. هو نظام غير راشد؟! لقد بدأ عدم الرشد عندما قرر معاوية أن يأخذ البيعة لابنه يزيد.. وهو حى.. لتتحول الخلافة الحقيقية على يد أبى بكر وعمر وعثمان إلى ملك عضوض يورث للأبناء على يد معاوية بن أبى سفيان.. ومنذ ذلك الحين.. والجرائم التى تُرتكب باسم «الخلافة» جرائم لا حصر لها فى التاريخ الإسلامى.. فالذى قتل سيد الشهداء.. سيدنا الحسين حفيد الرسول.. هو واحد من هؤلاء الخلفاء.. والذى ضرب الكعبة بالمنجنيق.. وهدمها.. هو خليفة آخر.. والذى أمر بجلد الإمام مالك.. خليفة للمسلمين!! والذى عذب الإمام أبا حنيفة.. خليفة للمسلمين!! والذى عذب الإمام أحمد بن حنبل.. خليفة للمسلمين!! والذى أعمل القتل فى أهل يثرب.. مدينة الأنصار الذين استقبلوا الرسول وناصروه حينما خذله الجميع.. كان خليفة للمسلمين.. والذين تحكمت فيهم الأهواء.. وتصارعوا على العروش وأنهكوا المسلمين فى حروب قُتل فيه الملايين من المسلمين وغير المسلمين.. كانوا خلفاء للمسلمين. والذين عاشوا فى أحضان الجوارى.. وعرّضوا الدول الإسلامية للخطر وتركوا الجوارى يتحكمن فى أمر الدول كانوا يحملون لقب خلفاء للمسلمين.. لقد كان من هؤلاء الخلفاء من يستعبد الناس.. وكان من بين ولاتهم.. من حكم الناس بالحديد والنار.. بل إن بعض هؤلاء الخلفاء من كان عبداً مملوكاً وصل بالتآمر والغدر والخيانة إلى عرش خليفة المسلمين!!!! وبعض من هؤلاء الخلفاء من كان يُعمل سيفه فى رقاب إخوته وأبناء إخوته حتى لا ينازعونه الحكم.. بينما كان يحمل لقب «ظل الله على الأرض..»!!!! .. يا الله.. كم من الجرائم ارتُكبت فى حياة المسلمين باسم «الخلافة».. وحتى اليوم يستخدمها بعض المجرمين.. ليحكموننا!! ألا قاتل الله الكاذبين..