نسب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان بالخطأ، شعار ثورة 1919 لثورة يوليو 1952، أثناء كلمته في مؤتمر بفندق الماسة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال "فرنسيس" إن "الدين لله والوطن للجميع" كان شعارا لثورة يوليو، بينما المعروف تاريخيا أن الجملة الشهيرة أطلقت أثناء ثورة 1919. الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث كلية الآداب، اعتبر أن ما قاله البابا يعد "خطأ تاريخيا"، مشيرا إلى أنه ليس مطالبا بمعرفة التاريخ بأكمله، وأن كتاب خطابات أي رئيس أو ملك عليهم التدقيق في مثل هذه التفاصيل "الذين كتبوا له الخطبة لا يعرفون تاريخ مصر". وأوضح الدسوقي، في تصريح خاص ل"الوطن" أن الشعار أطلق أثناء ثورة 1919 حتى لا يبث الإنجليز الفتنة بين المسلمين والأقباط أثناء الثورة، مدللا على ذلك ببيت شعر للشاعر أحمد شوقي "الدِّينُ للدَّيّانِ جلَّ جلالُه.. لو شاءَ ربُّكَ وَحَّدَ الأَقواما". ومن جانبه، قال أستاذ التاريخ الدكتور جمال شقرة ل"الوطن"، أن الباباوات ورجال الدين ليسوا مطالبين بمعرفة التاريخية بدقة، موضحا أن البابا وكاتب الكلمة "يعلمون جيدا أن ثورة يوليو لم تكن ثورة دينية وأنها اصطدمت بجماعة الإخون المسلمين، ما يعني أن ثورة يوليو رفعت نفس الشعار". وأكد شقرة، أنه لا غضاضة من أن تنسحب الجملة على ثورة يوليو وتاريخ مصر الحديث كله، لأنها تعبر عن مواقف المصريين من قضية الدين بشكل عام، وبالتالي فهي ليست مقصورة على ما طرح أيام الوفد سنة 1919. وتابع أن المصريين يؤمنون بالتعدد واحترام الآخر وأن الدين لله وأنه لا يجب أن يتدخل أحد في المعتقد الديني للغير، ودلل على ذلك بأن دستور 23 نص على أن حرية العقيدة مكفولة، إلا أن الثابت تاريخيا أن جملة "الدين لله والوطن للجميع انطلقت مع ثورة 1919، وتم تداولها أيضا في 23 يوليو"، مشددا على أن التاريخ لا يمكن فصله عن بعضه.
