تجرى الاستعدادات النهائية داخل قصور الرئاسة لاستقبال الرئيس الجديد بعد أداء اليمين الدستورية وتسليمه السلطة، ومن أعلى المنازل المجاورة لقصر عابدين رصدت «الوطن» الاستعدادات التى تجرى داخل القصر من طلاء وتنظيف لكشك الموسيقى الموجود بحديقة القصر وتنسيق للحدائق بما تحويه من أشجار نادرة واستبدال علم مصر الذى يعلو مقدمة المبنى الرئيسى بآخر جديد وزيادة التأمين ب 9 دبابات وإحاطة القصر بسور من الأسلاك الشائكة. أكد محمد إبراهيم، وزير الآثار، ل«الوطن»، أن وزارته مستمرة فى أعمال ترميم وصيانة القصور الأثرية، وأن تلك الأعمال لن تتأثر بقدوم الرئيس الجديد أو بتغيير الوزارة. وأشار محمود عباس، رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث، رئيس اللجنة المشرفة على تسجيل قصور الرئاسة، إلى أن هناك تعليمات من الوزير للانتهاء من أعمال تسجيل قصور الرئاسة فى أسرع وقت ممكن، مضيفاً أن هناك أكثر من لجنة تم تشكيلها من قبل الوزارة منها ما يعمل على تسجيل القصور ومنها ما يعمل على الترميم والصيانة. من ناحية أخرى، انتهى الفريق المكلف من وزارة الزراعة لتزيين حدائق القصور الرئاسية وإعادة تأهيل 80% من الأشجار والمسطحات الخضراء بعد غياب للصيانة دام 15 شهراً، وذلك استعداداً لتسلم الرئيس الجديد مهام عمله بداية الشهر القادم. وبدأ الفريق الفنى الذى يتبع قطاع التشجير بوزارة الزراعة عمله فى حدائق قصر القبة المخصص لاستقبال الوفود الأجنبية والعربية منذ شهرين، وانتهى من معظم أعمال التأهيل والصيانة، وذلك فى إطار خطة استراتيجية شاملة لتطوير كل القصور الرئاسية فى وقت لاحق. وقال الدكتور سيد خليفة، رئيس الإدارة المركزية للتشجير بوزارة الزراعة، إن الفريق الذى قام بعملية التأهيل واجه الكثير من العقبات التى صعبت من المهمة وأهمها التمويل الذى تكفلت به وزارة الزراعة وبلغ 800 ألف جنيه. وقال خليفة إن هناك 20 مهندساً وخبيراً فى مجال زراعة الأشجار قاموا بالإشراف على إعادة التأهيل وتزيين وتقليم عمليات صيانة البنية التحتية لحدائق القصور الرئاسية، بالإضافة إلى أكثر من 100 عامل، لإعادة التأهيل والمتابعة بشكل دورى للصيانة التى كانت تجرى فى السابق، خاصة قصر القبة الذى أتلفت معظم أشجاره بعد ثورة يناير، والذى يحوى الأشجار المعمرة. بينما أكد الدكتور أبوالدهب محمد أبوالدهب، استشارى نباتات الزينة بجامعة القاهرة، أحد أعضاء الفريق المكلف بعملية التأهيل، أن حديقة قصر القبة تحوى حديقة عالمية تتميز بالتنوع النباتى بداية من الأشجار الصحراوية وانتهاء بالنباتات والأشجار الموجودة فى الغابات الآسيوية وتقع على مساحة 124 فداناً، وأن عملية إعادة التأهيل كانت عملاً شاقاً بسبب عدم وجود أعمال صيانة منذ قيام الثورة. وأضاف أن الفريق بدأ منذ شهرين بإزالة مخلفات الأشجار والفروع الجافة والميتة والمصابة ثم قام بتسميد التربة وإعادة زراعة المسطح الأخضر والزهور وتقليم الأشجار، ثم إدخال أنواع نباتية جديدة، وتكلف الفريق إعادة تأهيل شبكات الرى بأنواعها؛ الرش والتنقيط والرشاشات، وتم مراعاة التوازن النباتى. وأوضح أن «الزراعة» قامت بتوفير الأسمدة والمبيدات اللازمة للصيانة فى المستقبل وكذلك ماكينات قص الحشائش والنجيلة، مؤكداً أن هناك استراتيجية تسير بشكل موازٍ لتطوير قصر العروبة والمنتزه والمعمورة وباقى القصور الرئاسية.