أخيرا وبعد ست سنوات من الغياب عادت الزرافة إلى حديقة الحيوان.. من الممكن أن يرى الكبار خبر استيراد ثلاث زرافات من جنوب أفريقيا خبرا غير مهم.. لكن الأطفال الذين يعشقون هذا الحيوان الرشيق العملاق يعتبرونه خبرا يستحق الاهتمام.. فكل طفل يزور حديقة الحيوان يجذبه مغناطيس خفى داخلى إلى حيث تسكن الزرافة.. يحلم بأن يطعمها الجزر ويلمس رقبتها الطويلة وهى تنحنى بوداعة ورقة.. يرى الطفل عينيها الطيبتين فيطمئن إلى أن عالم الحيوان ليس عالم الشر والافتراس، فهو كما يضم الأسد والنمر والفهد تنتمى له أيضاً الزرافة أطيب الحيوانات من وجهة نظره.. الطفل الذى يحلم دائما بأن يلمس السماء يحقق أمنيته وهو يطبطب على الزرافة، وكلما يمر عام من عمره ويزداد طوله يشعر بسعادة متخيلا أنه أصبح أكثر اقترابا من صديقته الزرافة.. حديقة الحيوان دون زرافة مكان موحش يخاصم الأطفال.. تناسق الألوان مع رشاقة الحركة مع طول القامة يجعلنا أمام جمال يتحرك على أربع أقدام. وبرغم أن الزرافة ليس لها صوت تعبر به عن مشاعرها ورغباتها كسائر الحيوانات فإن لغة التواصل بينها وبين الأطفال لها شفرتها الخاصة حروفها هى صدق الإحساس.. إذا كنت ما زلت محتفظا بدهشتك وسعادتك عندما تشاهد الزرافة فأنت ما زلت طفلا يمتلك كل كنوز الطفولة ومشاعرها الصادقة الجميلة.