أعلن أحمد الزبير السنوسي، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي لإقليم برقة "شرق البلاد"، من جانب واحد برقة "إقليما فيدراليا اتحاديا ضمن إطار الدوله الليبية" اعتبارا من اليوم على أن يدير شؤونه بنفسه. ويتوقع أن تثير الخطوة اعتراض الحكومة المركزية في طرابلس التي تعتبرها "تهديدا" لوحدة البلاد. وقال السنوسي، خلال الاحتفالية التي أقيمت بمدينة المرج شرقي بنغازي، في ذكرى استقلال إقليم برقة العام 1949، إن المجلس الانتقالي للإقليم سوف يقوم بتفعيل دستور 1951 الذي ألغاه النظام السابق، مع تجميد العمل بالمواد المرتبطة بالحكم حتى يستفتى الشعب عليها. وأعلن السنوسي أن المجلس الانتقالي للإقليم سوف يقوم بتشكيل مجلسي شيوخ ونواب ببرقة إلى أن يتم إجراء انتخابات فى الإقليم، كما سيتم تشكيل حكومة برقة في الإقليم بالتعاون مع كافة الأطراف السياسية، من دون أن يوضح كيفية تشكيل الحكومة أو البرلمان. كما أعلن عزم المجلس إنشاء ما وصفه ب"قوة دفاع" للإقليم لتقوم بواجبها لحماية إقليم برقة، رافضًا الالتزام بأي قرار أو قانون تم إصداره "تحت تهديد السلاح"، في إشارة إلى قانون العزل السياسي الذي ينطبق عليه لعمله مع نظام القذافي في بدايته قبل أن يختلف معه ويتعرض للسجن أكثر من 33 عاما. وطالب السنوسي المؤتمر الوطنى العام "البرلمان" أن يضع ميزانية وحساب إقليم برقة في مصرف ليبيا المركزي ببنغازي، كما طالب بتخصيص ميزانية للشباب، مشيرًا إلى أن "أهالي برقه لن ينتظروا حتى تنتهى النزاعات المسلحة فى إقليمي طرابلس وفزان". كان النظام الاتحادي ساد في ليبيا لمدة 10 سنوات عقب الاستقلال (1951) وانقسمت ليبيا إلى 3 أقاليم هي طرابلس في الغرب وبرقة في الشرق وفزان في الجنوب، ثم تحولت ليبيا إلى الحكم المركزي في أواخر عهد الملكية، وسارع العقيد الليبي معمر القذافي العملية حين وصل إلى السلطة. وإقليم برقة هو الجزء الشرقي من ليبيا الحالية وقد أطلق الاسم للمرة الأولى عام 644 ميلادية نسبة لعاصمة الإقليم آنذاك باركا (باللاتينية: Barca). واحتل الإيطاليون برقة خلال الحرب الإيطالية العثمانية 1911، وأعلنت محمية برقة، وتنازلت الخلافة العثمانية رسمياً عن الإقليم لإيطاليا بعد معاهدة "أوشي" بين الطرفين (1912). وفي 17 مايو 1919 أعلنت برقة مستعمرة إيطالية، وفي 25 أكتوبر 1925 اعترفت إيطاليا بالشيخ "سيدي إدريس" كزعيم للسنوسيين وعرف بلقب "أمير" حتى سحبت إيطاليا اعترافها به وبالسنوسيين في 1929. وفي مطلع يناير1934 أصبحت برقة وإقليم طرابلس وفزان تحت الاستعمار الإيطالي، وعرفت باسم "ليبيا الإيطالية" حتى الحرب العالمية الثانية. وأعلنت إمارة برقة الاستقلال في 1 يونيو 1949 تحت حكم الأمير إدريس السنوسي، في مؤتمر وطني عقد في بنغازي، والتي تلاها استقلال ليبيا في 1951، وإعلان المملكة الليبية المتحدة التي ضمت إقاليم برقة وطرابلس وفزان، وإعلان الملك إدريس السنوسي ملكاً علي البلاد وعاصمتيها مدينتي طرابلس وبنغازي من عام 1951 إلي 1964. ومن ثم انتقلت الحكومة الإدارية والإدارة ومجلس الأمة الليبي البرلمان الليبي) إلي مدينة البيضاء (شرق) حيث كان العمل جارياً على بناء المباني لتكون عاصمة لليبيا بمقتضي الدستور، حتي وقع انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969 من جانب معمر القذافي، الذي أطيح به في العام 2011. وسبق أن أعلن المجلس الإنتقالي في إقليم برقة في مارس العام الماضي، الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غربا" فيدرالية اتحادية. وفيما لم ينته هذا الإعلان إلى واقع ملموس على الأرض، رفض رئيس الحكومة السابق عبدالرحيم الكيب، تلك الخطوة، مؤكدًا أن بلاده ليست في حاجة إلى الفيدرالية ولا تريد العودة 50 عامًا للخلف.