* اتهامات عبد الجليل تأتي إثر إعلان أهالي برقة تبنيهم دستور الاستقلال الذي ينص على نظام فيدرالي في ليبيا * ابن الملك السنوسي الذي أعلن تبني دستور 1951 يؤكد على أن الانفصال غير وارد وأن استقلال “إقليم” برقة إداريا فقط طرابلس- وكالات: اتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل دولا عربية ب”إذكاء الفتنة” في شرق البلاد بعد أن أعلن زعماء قبائل وسياسيون ليبيون في بنغازي منطقة برقة النفطية “إقليما فدراليا اتحاديا”. وفي حين يعجز المجلس الوطني عن فرض سلطاته على كل أنحاء ليبيا، إذ يتجاهل الكثير من الثوار السابقين تسليم أسلحتهم والإذعان للحكومة المركزية، أعلن في بنغازي خلال مؤتمر حضره نحو ثلاثة آلاف شخص، عن قيام إقليم برقة الفيدرالي، كأول خطوة لتشكيل كيان سياسي شبه مستقل منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي. رغم أن المعلنين أكدوا تمسكهم بوحدة ليبيا وانضوائهم تحت راية المجلس الوطني الانتقالي. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحفي في طرابلس دون أن يذكر أسماء، إن “(بعض) الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل إليها طوفان الثورة. هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للأسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق”. وأضاف أن: “ما يحصل اليوم هو بداية مؤامرة ضد البلاد. هذه مسالة خطيرة تهدد الوحدة الوطنية”، محذرا من “عواقب خطيرة” قد تؤدي إلى تقسيم ليبيا. وقال عبد الجليل: “نحن اليوم كمجلس وطنى انتقالى نستغرب تلك الأصوات التى تنادى بتقسيم ليبيا وأنا أدعو كل الليبيين للالتفاف حول المجلس والحكومة الانتقالية بها من العاصمة طرابلس”. وكان عبد الجليل يعلق على إعلان أهل برقة في بنغازي عن تأسيس “مجلس إقليم برقة الانتقالي برئاسة الشيخ أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي لإدارة شؤون الإقليم والدفاع عن حقوق سكانه في ظل مؤسسات السلطة الانتقالية المؤقتة القائمة حاليا واعتبارها رمزا لوحدة البلاد وممثلها الشرعي في المحافل الدولية”. وأكد السنوسي تعليقا على تصريحات عبد الجليل أن “إدارة الإقليم تنفصل عن سياسة الدولة، نظرتنا من خلال اتخاذ النظام الفيدرالي الاتحادي نظرة إدارية وليست انفصالية، والانفصال غير مقبول بالنسبة إلينا تماما”. وردا على اتهامهم بالانفصال، قال إن الذين يروجون ذلك يفعلون “ذلك لأنهم لا يفهمون ما هي الفيدرالية وما هي مزاياها وفوائدها، أنا ألومهم وأعذرهم، لأن الناس مغيبون عن تاريخهم طيلة 42 عام وهي فترة حكم القذافي”. وأضاف “عليهم بالنظر أولا إلى الدول التي تتبع النظام الفيدرالي وينظرون كم هي ناجحة سواء أكانت متقدمة مثل ألمانيا وسويسرا أم نامية كالإمارات العربية المتحدة”. وقرر مؤتمر أهل برقة في بنغازي “اعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951′′ عندما كانت ليبيا مملكة اتحادية تتألف من ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان ويتمتع كل منها بالحكم الذاتي. ورفع المتظاهرون مع ذلك شعارات تؤكد على أن اللحمة الوطنية هي أساس بناء الدولة الليبية، وأن طرابلس هي العاصمة، مطالبين في الوقت نفسه المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية بعدم تهميش الشرق الليبي والاهتمام به وعدم اتباع نظام الحكم المركزي. وبرقة التي تشمل الشطر الشرقي من ليبيا هي أول منطقة تعلن “إقليما فيدراليا اتحاديا” يتمتع بحكم ذاتي، منذ مقتل القذافي في 20 أكتوبر الماضي بعدما حكم ليبيا أكثر من أربعين عاما. وأكد المؤتمرون في بيان أن “النظام الاتحادي الوطني (الفيدرالي) هو خيار الإقليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية شريعتها من القرآن والسنة الصحيحة”. وقد قرروا “اعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951′′ حين كانت ليبيا بعد استقلالها مملكة اتحادية تتألف من ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان أكبرها مساحة برقة ويتمتع كل منها بالحكم الذاتي. وفي 1963 جرت تعديلات دستورية ألغي بموجبها النظام الاتحادي وحلت الولايات الثلاث وإقيم بدلا منها نظام مركزي يتألف من عشر محافظات. وأحمد الزبير السنوسي هو ابن عم الملك الليبي الراحل أدريس السنوسي، وعمته الملكة الراحلة فاطمة الشريف. وسجن في فترة حكم القذافي قرابة 31 عاما وتم اختياره عن السجناء السياسيين عضوا في المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعد ثورة السابع عشر من فبراير. واكد المؤتمرون في بيانهم “رفض الإعلان الدستوري وتوزيع مقاعد المؤتمر الوطني (الجمعية التأسيسية) وقانون الانتخاب وكافة القوانين والقرارات التي تتعارض مع صفة السلطة القائمة كسلطة انتقالية”. وفي تصريح لوكالة فرانس برس أكد أبو بكر بعيرة أحد أبرز منظمي المؤتمر أن “الفدرالية تعني وضع الضوابط على السلطة المركزية في علاقاتها مع الأقاليم المختلفة”. وشهدت بنغازي وعدة مدن ليبية تظاهرات مناهضة للعودة إلى نظام الحكم الفيدرالي، كما أكدت على ضرورة إلغاء مركزية الإدارة في الدولة. ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد على أن اللحمة الوطنية هي أساس بناء الدولة الليبية، وأن طرابلس هي العاصمة، مطالبين في الوقت نفسه المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية بعدم تهميش الشرق الليبي والاهتمام به وعدم اتباع نظام الحكم المركزي.