قال رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات "إيجاس"، المهندس شريف سوسة، اليوم، إن حجم الوقود لدى محطات الكهرباء تجاوز أمس حاجز ال100 مليون متر مكعب مكافئ للمرة الأولى منذ بداية العام مع زيادة الطلب والاستهلاك من جانب محطات الكهرباء. وأضاف سوسة أن محطات الكهرباء تسلمت 86 مليون متر مكعب غاز و15.5 الف طن تماثل 15.5 مليون متر مكعب مكافئ من المازوت. وأوضح أن محطات الكهرباء طلبت 105 ملايين متر مكعب من الوقود المكافئ ونجحت الشركة في توفير 97% من احتياجاتها بما حد من ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي أمس على مستوى الجمهورية بشكل ملحوظ. ويقول مسؤولون وخبراء إن نقص كميات الوقود لدى محطات الكهرباء وراء نقص قدرات التوليد المتاحة لدى الشبكة القومية للكهرباء. وتعاني مصر في السنوات الأخيرة ومع حلول فصل الصيف من انقطاع التيار الكهربائي، بسبب نقص في إمدادات الغاز لمحطات التوليد وارتفاع الأحمال عليها. وقال الدكتور أكثم أبوالعلا، وكيل أول وزارة الكهرباء المصرية، إن الوزارة تبذل جهودا مكثفة بالتعاون مع وزارتي البترول والمالية، لتوفير الوقود لمحطات الإنتاج. ووافق رئيس مجلس الوزراء، هشام قنديل، أول أمس، على اعتماد 200 مليون دولار لاستيراد شحنات مازوت لمحطات الكهرباء. وأضاف أبوالعلا أن شركات الكهرباء تبذل أقصى جهدها حاليا للحفاظ على مستوي قدرات التوليد الحالية بما يضمن أقل مستوى من عمليات قطع التيار، موضحا أن عمليات قطع التيار تتم بمعايير محددة تضمن في المقام الاول الحفاظ على سلامة الشبكة القومية للكهرباء من خلال تخفيف الأحمال ساعة يوميا عن كل منطقة. وتبلغ طاقة توليد الكهرباء في مصر حوالى 27 ألف ميجاوات يوميا، حسب بيانات وزارة الكهرباء، لكنها لا تلبى الاحتياجات المتنامية في السوق المحلى. وكان المركز القومي للتحكم في الشبكة الكهربائية أكد أن اللجوء إلى تخفيف الأحمال يستهدف الحفاظ على سلامة الشبكة الكهربائية في مواجهة النقص الشديد لاحتياطيات الوقود المطلوبة لتشغيل محطات التوليد. من ناحية أخرى، قال مسؤول بارز في وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، إن ارتفاع تكلفة استيراد الغاز وراء عدم التزام وزارة المالية بتقديم المخصصات المالية اللازمة لتمويل عمليات استيراد الغاز من الخارج لصالح الكهرباء من خلال المناقصة الدولية التي طرحتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية. وذكر المسؤول في اتصال هاتفي إن الكميات المستهدف استيرادها من الخارج تصل في حدها الأدنى لنحو 500 مليون قدم مكعب والحد الأقصى لنحو مليار قدم مكعب يوميا. وأوضح أن قيمة الشحنة الواحدة في حدها الأقصى تصل لنحو 10 مليون دولار بإجمالي 300 مليون دولار شهريا وهو رقم كبير لا تستطيع وزارة المالية الوفاء به حاليا مع ارتفاع مخصصات استيراد المنتجات البترولية الأخرى. وتستورد مصر منتجات بترولية مثل السولار والمازوت والبوتاجاز شهريا بقيمة 1.3 مليار دولار حسب تصريحات صادرة عن وزير البترول والثروة المعدنية السابق المهندس أسامة كمال لوكالة الاناضول للأنباء.