أرجع مصدر بوزارة البترول اختفاء أزمة السولار فى مختلف المحافظات، خلال الأيام الماضية، إلى تشديد الرقابة الأمنية على محطات الوقود لمنع تهريب البنزين والسولار بالسوق السوداء، وهو يعتبر أول شروط الوزير الجديد خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء قبل تولى حقيبة البترول. يأتى ذلك فى وقت اتهم فيه خبراء، الحكومة، بتعمد عدم حل أزمة السولار أو توفير المخصصات المالية للمواد البترولية قبل تعيين وزير موالٍ لجماعة الإخوان حتى يشعر المواطنون بالفارق بين وزراء «الإخوان» ومن عداهم. وكان المهندس شريف هدارة، وزير البترول الجديد، وعد بحل أزمة السولار فى غضون أيام فور توليه حقيبة البترول بالتعاون مع الوزارات المعنية، وذلك بعد موافقة وزارة الداخلية على زيادة أعداد الضباط المراقبين لمحطات التموين لضبط تجار السوق السوداء فى المحافظات. وأوضح المصدر، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء طلب من كل من وزراء (الداخلية، البترول، التموين) تقريرا يوميا للاطلاع على نتائج الحملات الأمنية لمكافحة تهريب السولار، مع تقديمهم للنيابة العامة والبت فى أمرهم لوقف تهريب الوقود إلى قطاع غزة. وقال إن مجلس الوزراء لم يجد أى وسائل أخرى غير تشديد الرقابة على محطات التموين فى ظل تزايد الدعم المالى للطاقة سنويا، حيث إنه رفض زيادة دعم الطاقة فى الموازنة الجديدة وأصر على تخفيض 25% من المخصصات المالية لدعم الطاقة التى من المتوقع أن تصل إلى 200 مليار جنيه بنهاية العام الجارى. وأكد المهندس عزيز عفت، الخبير البترولى، أن استقرار أوضاع توزيع البنزين والسولار فى السوق المحلية يرجع إلى تولى فرد «إخوانى» لحقيبة وزارة البترول، وذلك للتأثير على الرأى العام وإبلاغ رسالة للمواطنين بأن الإخوان يسعون إلى تطبيق مشروع النهضة «الوهمى»، على حد قوله، وأكد أن هذا يدل على أن أزمات الوقود السابقة مفتعلة من جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة لمصر. وأوضح، فى تصريحات ل«الوطن»، أن تشديد الرقابة الأمنية فور تولى الوزير الجديد لحقيبة البترول، يدين وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم، الذى يعمل طبقا لتعليمات مكتب الإرشاد، متعجبا من سرعة صرف المخصصات المالية للبترول فور حركة التعديل الوزارى الأخيرة. وأوضح أن نسب تهريب كميات البنزين والسولار تناقصت خلال الأيام الماضية بعد أن كانت متزايدة إلى أكثر من 40% من الكميات اليومية يتم تهريبها فى السوق السوداء وهو ما يجعل هناك عجزا كبيرا فى الكميات بمحطات التموين، مشيرا إلى ضرورة بدء خطط الترشيد خلال شهر يونيو المقبل لمنع تزايد فاتورة الدعم. بدوره، أكد الدكتور حسام عرفات، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه من العار على وزير البترول تأكيده عدم وجود أزمة فى البنزين والسولار. وأضاف «عرفات»، فى تصريحات ل«الوطن»، أن تراخى الوزير فى وضع حلول للأزمة خلال توليه رئاسة هيئة البترول تحسب عليه. وأكد مصدر بوزارة البترول أنه سيتم خلال أيام صرف 500 مليون دولار لسد احتياجات وزارة البترول بعد تولى المهندس شريف هدارة حقيبة البترول، على عكس الفترة الماضية التى كان يعانى فيها المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق فى الحصول على المخصصات المالية التى تقدر ب1.3 مليار دولار شهريا لسد احتياجات المواطنين من المنتجات البترولية فى السوق المحلية. وأضاف أن هيئة البترول تنتظر رئيسها الجديد لتسديد 250 مليون دولار لموردى الوقود مستحقات مالية متأخرة لتفريغ 5 شحنات من البنزين والسولار فى الموانى البحرية سيتم ضخها بالسوق المحلية مع تثبيت كميات السولار ب40 ألف طن يوميا بجانب 16.5 ألف طن بنزين يوميا.