سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صراع "البيعة" بين الظواهري والبغدادي يشق صف القاعدة في الشرق الأوسط أبومصعب: إعلان الإمارة في العرق وسوريا وسيناء دليل على أن إقامة الخلافة في 2016 فرقعة إعلامية
وصلت العلاقة بين أتباع تنظيم القاعدة في سوريا والعراق إلى طريق مسدود بعد إعلان أبوبكر البغدادي، أمير دولة العراق الإسلامية منذ أسبوعين إقامة "إمارة العراق وبلاد الشام الإسلامية"، مطالبًا أمراء وقيادات الجماعات الجهادية المختلفة بمبايعته، وهو الأمر الذي أغضب "جبهة النصرة" بحركة أحرار الشام الإسلامية، فأعلنوا أمس الأول انفصالهم عن العراق وإقامة إمارة إسلامية منفصلة. جاء هذا في الوقت الذي رأى فيه الجهاديون وخاصةً من انضم منهم لتنظيم القاعدة، أن الإعلان عن إقامة إمارات إسلامية منفصلة، في عدد من الدول الإسلامية، ومنها أفغانستان، والعراق، وسيناء، وأخيراً سوريا، دليل قاطع على أن إعلان الخلافة الإسلامية عن طريق تنظيم القاعدة عام 2016، ما هو إلا كلام للفرقعة الإعلامية فقط، بعد أن تسبب الصراع على "البيعة" بين أمراء التنظيم في شق الصف الجهادي وتشتيتهم. كانت الخلافات، بدأت تضرب المجاهدين في منطقة العراق وبلاد الشام، بعد قيام أبوبكر البغدادي، أمير دولة العراق الإسلامية، بإلغاء الإمارة في العراق وجبهة النصرة في بلاد الشام، معلناً قيام "إمارة الإسلام في العراق وبلاد الشام" تحت إمارته، وأصدر بياناً، أكد فيه اتخاذه تلك الخطوة، رغم بيعة النصرة لأيمن الظواهري ليكون أميرهم. وأوضح البغدادي في بيانه أن "النصرة"، ولدت من رحم دولة العراق الإسلامية، وطالب أبومحمد الجولاني المسؤول العام لجبهة "النصرة" بمبايعته، لكن الجولاني رفض هذا الكلام، وجدد بيعته لأيمن الظواهري، نتيجة لذلك أصدر المكتب السياسي لجبهة "النصرة" بياناً أمس الأول، أعلن من خلاله إقامة "إمارة بلاد الشام الإسلامية" والانفصال عن العراق، وتجديد بيعتهم لأيمن الظواهري كأمير للمسلمين، ورفض الإمارة الإسلامية التي دعا إلى إقامتها البغدادي. وأكد البيان أن هذا التصرف، تسبب في انشقاق الصف والتنازع بين المجاهدين؛ لقيام البغدادي بإعلان الإمارة دون أن يستشير فيها أحد، الأمر الذي سيجر إلى الميدان في سوريا أطرافاً جديدة، لاتخدم ثورة وجهاد الشعب السوري، بجانب اهتمامه بتغليب مصلحة جماعته على مصلحة الأمة الإسلامية. تعليقاً على تلك الأحداث الساخنة، أكد الشيخ محمد نجاح "الشهير بأبومصعب"، أحد القيادات السابقة بتنظيم القاعدة أن ما يحدث بإقليم الشرق الأوسط من الجماعات والتنظيمات الجهادية، بإعلان الإمارات الإسلامية في عدة دول إسلامية، بدأت في أفغانستان، ثم في العراق بأكتوبر من عام 2006، وإعلان من يطلقون على أنفسهم "أصحاب الرايات السوداء" إقامة الإمارة الإسلامية في سيناء عقب الثورة، وأخيراً انفصال "جبهة النصرة" ببلاد الشام عن إمارة العراق، وإعلان إمارة خاصة بهم، كلها أمور تؤكد أن ما ردده تنظيم القاعدة من قبل بإعلان دولة الخلافة بالعالم الإسلامي سوف يكون خلال عام 2016، ما هو إلا كلام للفرقعة الإعلامية فقط. وتابع أن الوكالة أو ما يسمى ب"البيعة" والصراع الدائر عليها بين أبوبكر البغدادي، أمير دولة العراق الإسلامية وبين أيمن الظواهري أمير تنظيم القاعدة في إقليم"الشرق الأوسط" تسببت في الصراع والانشقاق بين المجاهدين، والذين أصبحوا مشتتين، ومن المستحيل الوصول لأي أهداف لهم على أرض الواقع. وكشف أن المعارك الدائرة ما بين المجاهدين والقوات الأمريكية، في بعض المناطق بالعالم، تشبه إلى حد كبير حرب الاستنزاف التي عاشتها مصر عقب نكسة 67 وقبل نصر أكتوبر 73، لم تحقق أى نتائج ملموسة على أرض الواقع، فالتنظيمات الجهادية وعلى رأسها تنظيم القاعدة تقوم بعمليات عسكرية عشوائية دون هدف ودون احتلال قطع من الأراضي للمساومة عليها للحصول على مكاسب حقيقية، كما فعل الرئيس السادات عقب نصر أكتوبر، وما يحدث بين أمراء التنظيمات والحركات الجهادية سوف يضعف من شوكة المجاهدين أكثر وأكثر، ويضع البداية الحقيقية لنهاية جهادهم بأيديهم، وهذا يجعل التنظيم بعيد كل البعد عن تحقيق ما يصبوا إليه بإقامة الخلافة الإسلامية. وقال "إن الكلام سهل وإعلان إقامة الإمارات الإسلامية على شبكة الانترنت أسهل، كما حدث من قبل بإعلان ما يطلقون على أنفسهم أصحاب الرايات السوداء "سيناء" إمارة إسلامية، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع.