نهاد طوباليان أثارت دعوة أيمن الظواهري -زعيم تنظيم القاعدة- ومن ثم دعوة أبو بكر البغدادي -زعيم تنظيم القاعدة بالعراق- لإقامة دولة إسلامية في سوريا، ردود أفعال منددة في أوساط المعارضة السورية بكل أطيافها. وكان الظواهري دعا في رسالة مسجّلة نشرت على الإنترنت يوم الأحد 8 إبريل، السوريين الذين يقاتلون نظام بشار الأسد إلى "إقامة دولة إسلامية في سبيل عودة الخلافة"، مضيفا أن على أهل الشام القتال في سبيل الله وتحكيم شريعته. وبعد أقل من 48 ساعة على دعوة الظواهري هذه؛ أعلن البغدادي في تسجيل بُث على مواقع جهادية إلكترونية يوم الثلاثاء أنه "آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية، وجزء منها". وأعلن البغدادي عن دمج التنظيمين تحت مسمى واحد، هو "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وتعقيبا على الإعلان، قال محمد الجولاني -المسئول العام لجبهة النصرة- يوم الأربعاء إن الجماعة استلمت دعما ماليا وعسكريا من تنظيم القاعدة في العراق، معلنا مبايعتها للظواهري. لكن الجولاني قال إنه لم تتم استشارته قبل صدور إعلان البغدادي حول الارتباط، موضحا أنه ما كان يريد "الاستعجال" بالإعلان عن أمر "لنا فيه أناة" ويتطلب "مشورة الفصائل المجاهدة"، إلاّ أنه أكد أن هناك جهودا لإنشاء دولة إسلامية في سوريا. لا يحق للقاعدة فرض دولتها في سوريا واستغرب لؤي المقداد -المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر- صدور البيانين، وقال للشرفة: "إننا فعلا نستغرب صدور هذين البيانين في هذا التوقيت". وتابع: "ففي حين يعلم الجميع أن هدفنا واضح، ووجهة بندقيتنا واضحة ومصوّبة لإسقاط النظام وإيصال الشعب السوري إلى الدولة الديموقراطية التي يطمح إليها، لا علم لنا بأن هناك من يريد توحيد كيان افتراضي لسوريا مع كيان افتراضي في العراق". وأضاف المقداد متسائلا: "إذن مشروع تنظيم القاعدة في العراق لم يتحقق، كيف يريدون تحقيقه في سوريا؟". وأكد المقداد: "من أطلق الثورة في سوريا هو الشعب السوري وليس أيمن الظواهري وتنظيم القاعدة.. وعليه، لا يحق له ولغيره أن يفرضوا على السوريين دولتهم". وقال المقداد في تصريحات صحفية أمس: "لم ولن يوجد قرار أبدا على مستوى القيادة بالتنسيق مع جبهة النصرة". ولفت: "تنامي نفوذ المجموعات المسلّحة التي لا تمثل أهداف الثورة السورية لا يشكل خطرا علينا"، مضيفا: "هذه القوة وجدت على الأرض وتعمل لكونها تلقى تمويلا". وقال: "إننا حذّرنا مرارا من أن هذه المجموعات مدعومة وتلقى تضخيما إعلاميا". بدوره أعلن أحمد معاذ الخطيب -رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية- يوم الأربعاء، أن فكر تنظيم القاعدة لا يناسب الائتلاف. وكتب الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "فكر القاعدة لا يناسبنا، وعلى الثوار في سوريا اتخاذ قرار واضح بهذا الأمر". السوريون ليسوا متطرفين أما جورج صبرا -نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ورئيس المجلس الوطني السوري- فقد قال للشرفة إن الرأي الأول والأخير في شكل النظام المرتقب يعود للشعب السوري بكل مكوناته، وليس للظواهري وما يمثله وتنظيمه. وإذ شدد صبرا: "تنظيم القاعدة لا يمثل أي مكوّن من الشعب السوري"، لفت: "ما ساقه الظواهري هو شكل من أشكال فك الحصار عن القاعدة وفكرها وأعمالها بعدما أصبحت معزولة في أوساط المسلمين". وأكد صبرا: "سوريا بلد التعدد والتنوع الطائفي، وبلد الرسالات السماوية والثقافات المتعددة، وبالتالي ما يدعو إليه الظواهري، وغيره من تنظيم القاعدة، لا مكان له في سوريا، فالمسلمون في سوريا غير متطرفين، كما أن الإسلام معتدل وله تاريخ طويل من الانفتاح على كل المكونات". وفيما أدان صبرا صعود نفوذ الجماعات المتطرفة -وبما فيها جبهة النصرة- أشار إلى أنها "لا تشكل خطرا، وليس هناك ما يخيفنا، لكن لدينا ما يقلقنا". ووفقا لناشطين وسكان، فإن حدة التوتر تتصاعد بين المواطنين السوريين وأعضاء جبهة النصرة الذين يحاولون فرض أجندة إسلامية متطرفة في عدة مناطق. نُشر بموقع الشُّرفة