انتصر على الجميع فى كل المعارك، لم يدخل أى موقعة إلا وانتصر بها، فاللاعب الذى بزغ فى الإسماعيلى، وتألق فى فرنسا، تنازع على ضمه ثلاثة أندية فى قضية شهيرة وصلت إلى المحكمة الرياضية الدولية، لكنه كان أصيلاً، ولم يخيب ظن جمهور الإسماعيلية فعاد إلى بيته. دائماً ما يصل إلى مبتغاه، شخصيته القوية وصبره جعلاه يتخطى كل الصعاب، فمن أزمة بين ستراسبورج والإسماعيلى مع الأهلى، إلى جراحة الرباط الصليبى فى المرة الأولى، إلى اختياره العودة للدراويش متحدياً الجميع، انتصر قيصر الكرة المصرية، حسنى عبدربه عبدالمطلب إبراهيم وكان الرجل الذى لا يقهر، ابتعد عن بطولة الأمم الأفريقية 2006، فوصل إلى أفضل لاعب فى بطولة 2008، خاض بعدها تجربة ناجحة مع أهلى دبى، واتحاد جدة وأخيراً مع النصر السعودى «الوطن» التقت نجم الكرة المصرية بعد ساعات من إجرائه لجراحة الرباط الصليبى، فى حوار كشف خلاله تفاصيل الإصابة، ورؤيته لمستقبله ومستقبل الكرة المصرية خلال الفترة المقبلة. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. أجرى الحوار: محيى وردة * ألف سلامة عليك والحمد لله على نجاح العملية؟ - الحمد لله على كل شىء، وأشكر جميع من وقف إلى جانبى من لحظة الإصابة بالرباط الصليبى وكل من سأل عنى بعد العملية. * أعود بك إلى لحظة الإصابة وبماذا شعرت فور علمك أنها قطع فى الرباط الصليبى؟ - دعنى أوضح لك أمراً هاماً، أننى لا أحب أن أبتعد عن الملعب والكرة ولو ليوم واحد، فما بالك بإصابة تبعدنى عن الملعب من 5 إلى 6 أشهر، فى البداية شعرت بالصدمة، وعشت إحساساً صعباً للغاية، ولكنى فى نفس الوقت أنا راضٍ تماماً بأمر وقضاء الله وقدره، لأنى أفضل من غيرى بكثير، والعملية أصبحت بسيطة وهناك أطباء كثيرون يجرونها بنجاح فى مصر وخارجها. * لماذا أجريت الجراحة فى مصر على الرغم من اتجاه معظم اللاعبين إلى ألمانيا فى مثل حالاتك؟ - أول ما أصبت تملكتنى راحة نفسية كبيرة فى أن أعود إلى مصر وإجراء الجراحة بها، أثق كثيراً فى الدكتور أحمد عبدالعزيز الذى قام بمثل هذه الجراحة مرات عديدة من قبل.[FirstImage] * كيف تعامل «النصرالسعودى» معك بعد الإصابة؟ - بصراحة الناس كانوا محترمين جداً، وخيرونى بعمل الجراحة فى مصر أو ألمانيا، وكما قلت راحتى النفسية هى التى حسمت الأمر، فكل مسئولى النصر لم يقصروا على الإطلاق تجاهى، وأوجه لهم كل الشكر. * الإصابة الحالية تأتى فى مرحلة فارقة فى حياتك خاصة وأنه كانت أمام عروض احترافية.. فكيف تنظر إليها؟ - «هى دى كرة القدم»، فى لحظة ما، يمكن أن يحدث أمر سواء إصابة أو خلافها، يكون غير متوقع على الإطلاق، لكن ثقتى وأملى فى الله كبيران أن أعود للملاعب بعد أن أتماثل للشفاء تماما، ودعنى أذكرك بشىء، أننى أصبت من قبل وابتعدت عن الملاعب 6 شهور، ولكن بصبرى وعزيمتى عدت إلى الملاعب واحترفت ولعبت أفضل فترة فى حياتى. * ما أهم العروض الجادة التى كانت أمامك قبل الإصابة وتخشى الفشل فى إتمامها فى الظروف الراهنة؟ - تلقيت عرضاً جاداً من نادى أندرلخت البلجيكى ولكن مسئوليه فضلوا إرجاء كل شىء إلى ما بعد نهاية الموسم خاصة أننى معار من النادى الإسماعيلى للنصر السعودى. * كيف جاء العرض؟ - عن طريق أحد وكلاء اللاعبين الذى حضر إلى السعودية برفقة المدير الفنى لفريق الكرة بنادى أندرلخت وحضرا نهائى الكأس السعودى من أجل متابعتى فى المباراة. * هل أنت راض عن الموسم الذى قضيته فى النصر؟ - الحمد لله راض تماماً عن أدائى وكنت أتمنى تحقيق بطولة معهم لكن قدر الله وما شاء فعل. * ماذا عن ظروف عقدك مع النصر فى الوقت الراهن ومتى تنتهى الإعارة؟ - الإعارة كانت ستنتهى فى شهر يوليو المقبل، لكن الإصابة أنهت عقدى مبكراً خاصة أننى سأبتعد 6 شهور عن الملاعب وسأعود للإسماعيلى وأكمل معه الموسم المقبل حال عودتى من الإصابة حتى أستعيد قوتى الفنية والبدنية قبل التفكير فى الخطوة التى تلى عودتى للدراويش. *هل ترى أنه من الممكن أن تحترف مرة أخرى بعد هذه الإصابة؟ - أنا عندى 29 سنة ولدىّ الرغبة فى أن أكمل فى الملاعب أطول فترة ممكنة ولدىّ إصرار وعزيمة أستطيع بهما تحقيق أى شىء بعد توفيق الله، وعموما أنا راض بأى شىء وطالما كانت أمامى الفرصة سأسعى إلى ما أريد. * لم نسمع من قبل عن افتعالك لأى مشكلة، فما حقيقة أزمتك مع نادى النصر؟ - أنا لم أفتعل أزمة أو مشكلة طيلة مشوارى الكروى، وما حدث مع نادى النصر أننى حصلت على إذن من المدير الفنى للسفر وسمح لى بذلك، والنظام عندهم مختلف، لأننى لا بد أن أحصل على الإذن من مدير الكرة وهو ما لم أكن أعلمه، والإعلام هو الذى ضخم الموضوع، لكن حينما عدت إلى السعودية وعقدت جلسة مع مسئولى النصر وتفهموا الوضع وتم تغريمى مالياً، ولم أعترض عليه. * رأينا عبدالله السعيد ينتقل من الإسماعيلى للأهلى.. هل من الممكن أن تفعل ذلك سواء إلى الأهلى أو الزمالك فى ظل إصابة قد تغير مسار حياتك؟ - لم أفكر فى هذا حالياً، وكل تفكيرى منصب على أن أعود إلى الملعب وأقف على قدمى مرة أخرى، والتفكير الآن فى الانتقال إلى أى فريق آخر ليس فى محله، خاصة أننى مصاب، دعنا نترك الأمور إلى الأيام لأن كل شىء فى علم الغيب. * ألم ينتابك شعور بأن الإصابة قد تكون سبباً فى مساندتك لناديك الإسماعيلى؟ - هذه أسباب، وأنا آخذ بالأسباب ولست غاضباً، وكل ما يصيب الإنسان خير، وأنا لم أتأخر عن النادى من قبل ولن أتأخر عنه مستقبلاً. * هل ترضيك ظروف النادى الإسماعيلى فى ظل هجرة اللاعبين وخروجه من البطولة العربية مؤخراً؟ - المشكلة التى يمر بها النادى هى مشكلة بلد بأكمله، فالموارد صعبة، واللاعبون معذورون ليس لديهم دخل سوى كرة القدم، وأتعشم أن يكون الموسم الجديد بادرة أمل على اللاعبين، خاصة أن الموسم الحالى استثنائى والجميع كان يتمنى أن تعود الكرة مرة أخرى. * ألم يكن هناك حل لأزمة مستحقات اللاعبين المتأخرة فى الدراويش؟ - كان من الممكن أن تحل الأزمة لو تم تسويق الدورى من قبل اتحاد الكرة بطريقة أفضل، خاصة فى جانب البث الفضائى فلم يتم بيع الدورى إلا لقناتين أو ثلاث، فبالتالى العائد ضئيل جداً ولم يكف احتياجات الأندية واللاعبين، ونأمل أن يحصل كل لاعب على مستحقاته فى الموسم الجارى حتى لا تكون هناك تراكمات فى الموسم المقبل قد تعرض النادى لمشاكل جديدة مع اللاعبين. * لاعب بحجم أحمد خيرى قدوة بنجوميته رفض التجديد للدراويش.. كيف ترى هذا؟ - لا أعتقد أن خيرى رفض التجديد، اللاعب له حق، ويسعى وراءه، من الممكن أن يكون لديه شعور بأنه لم يفعل أى شىء لنفسه من الكرة، ومن حقه أن يبحث عن تأمين مستقبله ومستقبل أسرته وعلى النادى أن يوفر له مستحقاته، وهذا ما أكده لى اللاعب شخصياً، وأيضاً ليس له ذنب أن يستمر النادى دون «فلوس». * نتطرق إلى اتجاه مغاير ونتحدث عن المنتخب وأنت من أحد أسباب تربع المنتخب على رأس مجموعته فى التصفيات.. كيف ترى موقف الفريق؟ - هذا هو أكثر شىء أحزننى بعد الإصابة لأن حلم حياتى أن أخوض التصفيات كلها مع المنتخب من أجل تحقيق حلم المصريين بالوصول لكأس العالم بالبرازيل، لكن أثق فى عودتى قبل المباراة الفاصلة المقرر لها نوفمبر المقبل حسب القرعة، ومباراة زيمبابوى المقبلة فى لقاء العودة صعبة وفوزنا بها يجعلنا ننهى مشوار المجموعة مبكراً قبل الدخول فى حسبة برمة. * ماذا عن موقف الأندية المصرية المشاركة فى البطولات الأفريقية؟ - النادى الأهلى تعادل سلبياً مع البنزرتى فى تونس وهى نتيجة خادعة، ولكن الأهلى قادرعلى التأهل، فى حين أن الزمالك تعادل إيجابياً فى القاهرة وهذا يجعل مهمته هى الأصعب بين الفرق المصرية الأربعة، والروح العالية للاعبى الزمالك مؤخراً هى كلمة السر وقد تدفع به إلى دورى المجموعات، وفرصة الإسماعيلى ليست سهلة كذلك، وعليهم التركيز لحسم اللقاء أمام أهلى شندى مبكراً، فى حين أن موقف إنبى مشابه لموقف الزمالك خاصة أنه تعادل مع سوبر سبورت بالقاهرة. * أخيراً هل تريد أن تقول شيئاً ما؟ - أتمنى أن تدعو لى الجماهير المصرية بالشفاء من أجل العودة للملاعب سريعاً واللحاق بالمنتخب المصرى فى التصفيات.