فى تكرار لمشاهد الأسابيع الماضية، شهدت الإسكندرية اشتباكات دامية الليلة الماضية، استمرت لنحو 8 ساعات بين شباب جماعة الإخوان ومئات المتظاهرين من القوى المدنية فى محيط مقر الجماعة بمنطقتى سموحة وسيدى جابر، مما أسفر عن إصابة عشرات المتظاهرين والصحفيين بأعيرة الخرطوش. بدأت اشتباكات الجمعة عقب إنهاء الإخوان فعاليات مليونية «تطهير القضاء» أمام مسجد «عصر الإسلام» فى منطقة سيدى جابر، وتوجههم لحراسة مقر الجماعة، بعد تحرك مئات النشطاء بينهم أعضاء مجموعات البلاك بلوك فى مسيرة انطلقت من مسجد القائد إبراهيم تحت اسم «كشف حساب مرسى». وما إن بلغت المسيرات الاحتجاجية مشارف مقر الجماعة، حتى اندلعت حرب شوارع بين الطرفين، باستخدام كافة الأدوات، بدءاً من إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة، مروراً بالألعاب النارية من صواريخ وشماريخ وطلقات الصوت، وحتى كرات اللهب المكونة من أكياس القمامة المشتعلة بالنيران عبر كميات من السولار، وحتى طلقات الخرطوش الرش «البلى» وقنابل المولوتوف. واستمرت حالة الكر والفر، بين المتظاهرين والمنتمين إلى الإخوان، إلى ما بعد منتصف الليل، وأشعل عشرات المحتجين النيران فى نفق محطة سيدى جابر بعد اشتباكات مع قوات الأمن المركزى بمحيط المقر الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين، والتى أطلقت قنابل الغاز فى اتجاه المحتجين فى محاولة لتفريق الطرفين. وتبادل أنصار الإخوان والمحتجون الاتهامات، وقال متظاهرون، إن عناصر من الجماعة اختطفت 2 منهم، هما: الناشطة أمل إبراهيم، التى اعتدى الإخوان عليها بالضرب المبرح داخل مقرهم، وقصوا جزءاً من شعرها، قبل إلقائها على الأرض فى وسط الشارع المقابل للمبنى الذى يوجد به المقر، ومتظاهر من شباب حركة «كفاية» بالإسكندرية يدعى «محمود المصرى»، ولم يتم الاستدلال على مكانه حتى الآن. وفى المقابل، قال عاطف أبوالعيد، المسئول الإعلامى لحزب الحرية والعدالة بالمحافظة، إن شباب الإخوان لم يعتدوا أو يخطفوا أى أحد، بل هم يدافعون عن مقرهم فقط، فى مواجهة عناصر من البلطجية ومجموعات البلاك بلوك التى تحمل زجاجات المولوتوف. وعن حصيلة مصابى الاشتباكات، أكد أطباء المستشفى الميدانى أنهم عالجوا عشرات المتظاهرين وجميعهم أصيبوا بالخرطوش، فيما قال الدكتور محمد الشرقاوى، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إن المستشفيات استقبلت 12 مصاباً جميعهم أصيبوا بطلقات خرطوش بأماكن متفرقة بالجسم. وقالت مصادر متفرقة إن من بين المصابين 10 صحفيين بإصابات مختلفة، كان أبرزهم محررى وكالة أنباء الشرق الأوسط والبديل الذين أطُلق عليهم طلقات رش وانتقلوا على أثرها إلى مستشفى القوات المسلحة بسيدى جابر لتلقى الإسعاف والعلاج اللازم. ورفض مصابو الاشتباكات الذهاب إلى المستشفيات الحكومية لتلقى العلاج عبر سيارات الإسعاف الموجودة بمحيط الاشتباك، بعد شائعة عن قيام الإسعاف بتسليمهم للشرطة وقوات الأمن، وهو ما نفاه وكيل وزارة الصحة.