لم تكن قضية السيد بلال، المحسوب على التيار السلفي، قضية هذا التيار فقط٬؛ حيث التفت كافة القوى السياسية والثورية المدنية حول قضيته حتى قبل أن يكون للتيار السلفي أي وجود فعلي على الساحة السياسية قبل اندلاع الثورة، فالقوى المدنية طالبت بحق بلال واعتبرته أحد أيقونات ثورة يناير مثله مثل خالد سعيد أحد شرارات الثورة. تحدثت "الوطن" إلى عدد من رموز الحركات السياسية بالإسكندرية لتتعرف على سيد بلال من وجهة نظرهم الخاصة. في البداية، يقول سعيد عزالدين، المنسق العام للجان الشعبية للدفاع عن الثورة، إن استشهاد السيد بلال عقب أسبوع واحد فقط من تفجيرات القديسين كان بمثابة رسالة من الله عز وجل، تفيد بأن الدماء واحدة بين أبناء الوطن، فلا فرق بين دماء مسلم أو قبطي٬ وأن من قتل بلال هو من فجر القديسين لإحداث الفتنة، وبالرغم من ذلك فإن "جهاز أمن الدولة" لا يزال بكامله لم يتغير ولم يحاول أحد حتى مجرد إنشاء جهاز موازٍ يتمكن من تحمل المسؤولية في مراحل مقبلة. واعتبرت ماهينور المصري، عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، أن استشهاد السيد بلال، فضح التيارات الإسلامية التي تحاول خداع المواطنين دائمًا بأنها قادرة على القصاص للشهداء في حين أنهم عاجزون حتى عن القصاص لشخص كان محسوبًا عليهم. ووصفت ماهينور، بلال، بأنه كان تجسيدًا لحال الوطن الذي كان يموت أبناؤه داخل مقرات أمن الدولة التي صنعها نظام مبارك، مشيرة إلى أنه كانت هناك محاولات لتلفيق جريمة تفجير القديسين إلى بلال٬ وتم تعذيبه لإجباره على الاعتراف بهذه الجريمة٬ ثم ضاع حقه بيد السلفيين، المحسوب عليهم، لكنهم باعوه من أجل اتفاقيات بينهم وبين جهاز أمن الدولة. وقال محمود الخطيب، المتحدث الإعلامي باسم حركة 6 أبريل، إن الحركة لن تنسى دماء سيد بلال ولا غيره من الشهداء٬ وأنها أخذت على عاتقها عهدًا إما أن تأتي بحق هؤلاء الشهداء أو تموت مثلهم، منتقدا موقف الرئيس مرسي الذي وعد بإعادة المحاكمات ثم يستمر في عهده ما أسماه ب"مسلسل البراءة للجميع". وأوضح إسلام قطب، المتحدث باسم حزب الدستور، أن الشهيد سيد بلال هو ثاني شهيد، فجَّر الثورة المصرية بعد خالد سعيد وأنه كان أحد ضحايا كنيسة القديسين، وليس الجاني حيث قتله جهاز أمن الدولة بعد أن فجر الكنيسة أثناء التحقيق معه ومحاولة إجباره على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها. الأخبار المتعلقة: "الدعوة السلفية".. موقف غامض.. ومحامي الشهيد: لانريد منهم سوى التوقف عن المتاجرة بدمه "النيابة" تتحدى غموض التحقيق.. تستمع لأقوال 25 ضابطًا.. وتحيل 5 للمحاكمة بينهم 4 هاربين "شرطة العادلي" تُخفي أدلة قتل "شهيد التعذيب".. و"داخلية الثورة" تعجز عن ضبط الهاربين السيد بلال.. شرارة الثورة و"المتهم الضحية" في أحداث القديسين.. الشهيد الوحيد الذي اقتص له القضاء