قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن التطورات الأخيرة فى قطاع غزة وإطلاق الصواريخ على مناطق إسرائيلية، نجحت أخيراً فى إثارة غضب مصر على حركة «حماس»، مشيرة إلى أن مصادر مصرية أكدت فى تصريحات لها أن القاهرة طلبت من «حماس» توضيحات فيما يخص كيفية السماح للمنظمات المتطرفة المختلفة بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، بما يتعارض مع اتفاق التهدئة الذى وُقع فى نوفمبر الماضى، ووقعت عليه مصر كضامن لتحقيقه. وأضافت «معاريف»: «بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، توجه قادة «حماس» إلى مصر، للمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على القطاع، إلا أن مصر وجهت إصبع الاتهام إلى «حماس» نفسها، وبعد ضغوط مارستها القاهرة على «حماس»، مررت الحركة الفلسطينية رسالة إلى تل أبيب، عبر القاهرة، أكدت خلالها التزامها بوقف إطلاق النيران ومنع أى فصيل من قصف إسرائيل». وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حملة الاعتقالات التى شنتها «حماس» ضد أعضاء السلفية الجهادية فى غزة، جاءت بعد ضغوط مصرية. وقالت «معاريف»: «بأمر من مصر بدأت «حماس» حملة اعتقالات واسعة ضد المتورطين فى إطلاق الصواريخ على إسرائيل، خاصة أعضاء الحركة السلفية فى غزة». وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، فى تقرير لها، إنه على الرغم من أن إطلاق الصواريخ وتجدد النيران بين «حماس» وإسرائيل، كان من المفترض به أن يلغى اتفاق التهدئة بين الطرفين، فإن ظهور مصر لمساعدة إسرائيل بشكل غير متوقع وغير محسوب، كان سبباً فى الحفاظ على الاتفاق حتى الآن. وقالت القناة الإسرائيلية إن مصر «غير سعيدة» بتحركات «حماس»، وتجبرها على وقف إطلاق النيران بشكل فورى، مؤكدة أن مصر غضبت على «حماس» لأنها الضامن لتنفيذ بنود الاتفاق ووقف إطلاق النيران، كما أن مصر طالبتها ب«تفسيرات» لما حدث، وهو ما يدل على الانقسام الشديد فى العلاقة بين الحركة ومصر. وأثنت القناة الإسرائيلية على اتفاق التهدئة الذى وُقع بوساطة مصرية، مؤكدة أنه الاتفاق الذى تسبب فى أطول فترة من الهدوء بين الجانبين على مدار 12 عاماً. وأفاد راديو «صوت إسرائيل»، صباح أمس، أنه تم إطلاق ثلاث قذائف هاون من قطاع غزة على إسرائيل، سقطت إحداها فى منطقة مفتوحة بالمجلس الإقليمى «إشكول»، دون أى إصابات أو أضرار، فى حين سقطت القذيفتان الأخريان داخل القطاع. وأشارت القناة الثانية الإسرائيلية إلى أنه رغم تجدد إطلاق النيران، فجر أمس، من قطاع غزة على إسرائيل، فإن الرسالة التى نقلتها مصر من «حماس» إلى إسرائيل، أكدت أن الحركة ستكبح جماح أى جماعة متشددة تطلق النيران على إسرائيل، وستلتزم ببنود التهدئة ووقف إطلاق النيران. وذكرت مصادر مقربة من جماعات سلفية متشددة فى غزة، أن أجهزة أمن حكومة «حماس» اعتقلت ناشطاً سلفياً واستدعت آخر، على خلفية إطلاق الصواريخ على إسرائيل، إلا أن المتحدث الرسمى باسم داخلية «حماس»، أكد أن «حملة ملاحقة السلفيين بدأت بعد استهداف المجاهدين إسرائيل بالصواريخ». ودعت جماعة «مجلس شورى المجاهدين» السلفية المتشددة، التى تبنت الهجمات على إسرائيل، «عقلاء حماس» إلى «ممارسة الضغط على أجهزة الأمن للإفراج عن السلفيين، تحسباً لأى حماقة يقوم بها اليهود، بأن يقصفوا المقرات التى فيها أسرى سلفيون».