على طريقة فيلم «ليلة سقوط بغداد» لجأ العروسان التونسيان الطيب وريم إلى الشيخ إمام ليكون هو الصوت الذى يحيى حفل زفافهما، وسط فرحة الأهل والأقارب، الذين أخذوا يغنون ويرقصون معا على نغمات الأغانى الوطنية الشهيرة فى فيديو جاب مواقع الإنترنت المختلفة، ضرب خلاله العروسان مثالا على الثورية والوطنية. «مش أفراح الإسلاميين بس اللى فيها شيوخ.. إحنا كمان فرحنا فيه شيخ.. الشيخ إمام» تحدث العريس الذى هنأه الآلاف مرتين، مرة لأجل الزفاف، ومرة لأجل الروح الوطنية التى أشاعها الفيديو. الطيب يعمل صحفيا فى تونس، وزوجته ريم، عروسان يساريان بجدارة، لم يرَ أحدهما فى نانسى عجرم أو عمرو دياب أو شيرين إغراء يذكر، وبدلا من أن تنطلق الأغانى إلى جوارهما تهمس «ضمينى وإنسى الدنيا، ضمينى وإنسى الناس»، أو أن تطفأ الأنوار ويتمايل العروسان بشاعرية، اشتعلت الأنوار وانطلق صوت الشيخ إمام بصوته الحماسى يقول: «واطلق كلابك فى الشوارع واقفل زنازينك علينا» بينما العروسان والمعازيم يتقافزون فى قاعة الفرح. «عمال وفلاحين وطلبة، دقت ساعتنا وابتدينا»، يبدو أن الأصناف التى عددها الشيخ إمام فى أغنيته الشهيرة ألهبت حماس المعازيم الذين تفاعلوا مع صوت الشيخ بشدة، وأخذوا يرقصون فى حلقات حول العروسين مشيرين بعلامات النصر، فيما تبرع بعضهم بتولى المايك ومساعدة المعازيم على تذكر كلمات الأغنية، التى زادوا عليها كلمة متزوجين لتصبح: «عمال وفلاحين وطلبة ومتزوجين.. دقت ساعتنا وابتدينا». التعليقات على الفيديو جاءت بحجم مرحه وحميميته، «ثورى.. انتفضى على النمطية وتمردى فلن تزيدك فرحتك إلا جمالا» قالها نور الدين خيرى ناصحا كل فتاة ترى الفيديو أن تخطو على نهج العروس، وتحول فرحها إلى شعلة من الحماس والثورة والسعادة، أما التهانى فقد جاءت من عينة الفرحة، حماسية ثورية، أحد أصدقاء العروسين، هنأهما قائلا: «تحياتى الرفاقية العالية، وتمنياتى للعروسين بحياة سعيدة مناضلة وتقدمية ورائعة، أكيد هذا الحفل يحمل من مؤشرات النجاح والاستمرارية ما لا يعد ولا يحصى، وأعتقد أن ذلك أفضل كثيرا، فليخسأ الظلاميون أينما حلوا وارتحلوا».