وضعت كوريا الشمالية، جيشها في جاهزية للقتال اليوم، وطلبت من وحداتها الخاصة "الاستراتيجية" التحضير لضربات محتملة ضد الولاياتالمتحدة وجزر جوام وهاواي في المحيط الهادئ. وأكدت واشنطن اليوم، أنها تتعامل "بكثير من الجدية" مع تهديدات كوريا الشمالية، وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل "إننا قلقون لأي تهديد تلوح به كوريا الشمالية، نتعامل بكثير من الجدية مع كل ما يقوله أو يفعله "هذا النظام، مضيفا أن تهديدات بيونج يانج المستمرة "لا تفيد أحدا". وأضاف ليتل "ليكن الأمر واضحا: نحن مستعدون للوفاء بالتزاماتنا بالدفاع عن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية وتحالفنا"، وذلك بعد بضعة أيام من تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن وسيول. واعتبر المتحدث أن "الخطاب العدائي وتهديدات كوريا الشمالية تتبع نموذجا معروفا يهدف إلى تصعيد التوتر وترهيب الآخرين". ويأتي ذلك فيما أحيت كوريا الجنوبية الذكرى الثالثة لغرق السفينة الحربية "شيونان" حيث تصر سيول على أن غواصة كورية شمالية تسببت بالحادث. وأعلنت القيادة العليا للجيش الشعبي الكوري في بيان أن "كل وحدات المدفعية بما يشمل الوحدات الاستراتيجية للصواريخ ووحدات المدفعية البعيدة المدى ستوضع في حالة تأهب" "جهوزية للقتال". وأضافت القيادة في البيان، أن هذه الوحدات يجب أن تكون مستعدة لمهاجمة "كل القواعد العسكرية الأميركية في منطقة آسيا-المحيط الهادىء بما يشمل أميركا الشمالية القارية، هاواي وجوام" وكذلك في كوريا الجنوبية. ورغم نجاحها في 12 ديسمبر الماضي في إطلاق صاروخ اعتبرته سيول وحلفاؤها صاروخا بالستيا، رأى الخبراء أن بيونج يانج لا تملك بعد الخبرة التقنية لإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على ضرب الولاياتالمتحدة. كما أن هاواي وجوام تعتبران خارج مرمى الصواريخ المتوسطة المدى التي تطورها كوريا الشمالية والتي يمكن في المقابل أن تصل إلى القواعد في اليابان وكوريا الجنوبية. والأسبوع الماضي هددت بيونج يانج بمهاجمة قواعد أميركية في اليابان وجوام ردا على طلعات طائرات بي-52 فوق كوريا الجنوبية. وقام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون في الأسابيع الماضية بجولات على خطوط الجبهة الأمامية وأدلى بتصريحات شديدة اللهجة تتوعد "العدو" بضربات قوية. والتوتر في شبه الجزيرة الكورية حاليا على أشده منذ 2010، بعدما أدت تجربة نووية في 12 فبراير، هي الثالثة التي تجريها بيونج يانج، إلى فرض عقوبات دولية جديدة على بيونج يانج التي هددت بالرد. وصباح اليوم، حذرت رئيسة كوريا الجنوبية بارك جون-هيه بيونج يانج من أن "الطريق الوحيد نحو استمراريتها" يكمن في تخليها عن برامجها النووية والبالستية ودعت بيونج يانج إلى "التغيير". وأضافت في خطاب ألقته في مناسبة الذكرى الثالثة لغرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية التي تتهم سيول بيونج يانج بنسفها، أن "كوريا الشمالية لا تزال حتى الآن تهدد أمننا القومي". وتسبب غرق السفينة بمقتل 46 من عناصر بحرية كوريا الجنوبية. ونفت كوريا الشمالية على الدوام مسؤوليتها عن الحادث. وفي رسالة مفتوحة إلى الجنود نشرت في مناسبة إحياء ذكرى غرق شيونان، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان-جين إنه يوجد "احتمال كبير" بأن تتحول تهديدات كوريا الشمالية إلى واقع. وكرر القول إن رد كوريا الجنوبية على أي استفزاز لن يستهدف فقط مصدر الهجوم "وإنما القوات المساندة والتي امرت به". وفي ردود الفعل، سارعت الصين، الحليفة الوحيدة البارزة لكوريا الشمالية، إلى دعوة كل الأطراف إلى الهدوء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونج لي "نامل في أن تمارس الأطراف المعنية ضبط النفس لتخفيف التوتر". ويأتي التهديد الأخير من كوريا الشمالية بعد أيام على توقيع جيشي كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة اتفاقا جديدا يعزز شروط اتفاق التعاون العسكري بينهما.