ترأس البابا تواضروس الثانى ومعه لفيف من أساقفة المجمع المقدس، صباح أمس، قداس الذكرى السنوية الأولى للبابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسط حضور مئات الأقباط. وقال تواضروس خلال العظة: «أصبح شهر مارس لا يمثل بالنسبة لنا فصل الربيع فحسب، ولكن أيضاً أصبح ذكرى لرحيل آباء سيرتهم عطرة ورائحة أعمالهم ذكية، وأثروا كثيراً فى الكنيسة، مثل البابا كيرلس السادس وأبونا بيشوى كامل والأب ميخائيل البحيرى وأخيراً البابا شنودة الثالث، وحين نذكر الذين رحلوا لا نتذكرهم بحزن ولا بألم، ولكن بفرح، تعلمنا منهم وما زلنا نرتوى بكل ما قالوه، وكأنهم كانوا على الأرض سفراء السماء»، واستكمل العظة عن قراءة إنجيل الصباح: «فى الأحد الأول للصوم وإنجيل هذا الصباح يضع أمامنا مبدأ روحيا نسير عليه (سراج الجسد هو العين.. فإذا كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيراً.. وإذا كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً)». وقال: «هناك 3 أمور يضعها أمامنا الإنجيل، حتى تتحقق قاعدة العين النقية؛ الأول: لا تكنزوا الأرض، فحيث يكون كنزك يكن قلبك، وإن القديس يوحنا ذهبى الفم قال عن الرحمة: الفقراء حراس الملكوت، ولا تدع قلبك يهتم بالكنز الترابى بل اكنز فى أعمال الرحمة». وأضاف: «الأمر الثانى: لا تقدرون أن تعبدوا سيدين، إما الله أو المال. والأمر الأخير: لا تهتموا بما للغد، فالإنسان ينسى أن الله هو من يدبر حياته كل يوم». لافتاً إلى أن الإنسان الذى يعيش مع الله لا يقلق ولا يضطرب، فالقلق والتوتر والاضطراب أمور تتنافى مع الإيمان الحقيقى، وإن أحد الفلاسفة قال يوما: «الغد الذى كنت قلقاً بشأنه بالأمس مر اليوم.. لذلك لا تهتم بما فى الغد». واختتم تواضروس عظته: «البابا شنودة، ومن رحلوا، عاشوا فى الحياة النقية، ووضعتهم عينهم النقية على طريق القداسة، ونحن نتمتع برائحة أعمالهم العطرة، ونأمل من الرب أن يعطينا تلك العيون النقية وهذا التدبير الحسن، فى حياتنا».