استدعت تركيا، اليوم، السفير العراقي لديها، وفي المقابل استدعى العراق، السفير التركي لدى بغداد، لاحتجاج الأولى على بيان صادر عن البرلمان العراقي واحتجاج الثانية على التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء التركي، في خطوة تعكس التوترات المتنامية بين الدولتين الجارتين، وكلتاهما تحارب تنظيم داعش. واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي لدى بغداد، لإدانة التصريحات "الاستفزازية" المزعومة الصادرة، أمس، عن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، حول العملية المخططة لها لطرد مسلحي تنظيم الدولة من مدينة الموصل، حسبما قال المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد جمال. وقال يلدريم، لنواب الحزب الحاكم في البرلمان التركي، إن العملية العراقية يمكن أن تشعل التوترات الطائفية إذا وضعت المنطقة ذات الأغلبية العربية السنية حول الموصل تحت سيطرة الميليشيات الشيعية بعد الهجوم. لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الميليشيات الشيعية، التي تعد نواة القوات شبه العسكرية العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة، سوف تأخذ دورا أساسيا في عملية الموصل أم لا. وأصبحت العلاقات بين العراقوتركيا متوترة منذ العام الماضي عندما أرسلت تركيا قوات لم يصرح بها إلى منطقة بعشيقة، شمال شرق الموصل، من أجل تدريب مقاتلين مناهضين لتنظيم الدولة هناك. واعتبرت بغداد تلك الخطوة بمثابة "انتهاك صارخ" لسيادة العراق وطالبت تركيا بالانسحاب، وهو المطلب الذي تجاهلته أنقرة. وتوافقت تصريحات يلدريم، أمس، مع تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق خلال جلسة للبرلمان مدد فيه النواب التفويض الموكل إلى القوات التركية في سورياوالعراق لعام آخر. وأعرب أردوغان عن استعداد أنقرة للانضمام إلى المعركة الوشيكة لتحرير الموصل. في العراق، اعتمد البرلمان، أمس، قرارا يدين تمديد تواجد القوات التركية في البلاد ووصفها بأنها "قوات احتلال". وقال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في وقت لاحق للصحفيين إن الوجود العسكري التركي "هو أحد التحديات" التي تواجه العراق قبيل عملية الموصل، وحذر من أن تعنت أنقرة قد يؤدي إلى "حرب إقليمية". وفي أنقرة، استدعت تركيا المبعوث العراقي للاحتجاج على قرار البرلمان العراقي. وقالت الخارجية التركية إن تركيا تعاني منذ سنوات من التهديدات الإرهابية الناجمة عن عدم الاستقرار في العراق وأنها تدعم بقوة سلامة واستقرار وأمن العراق. وتعد الموصل، ثاني أكبر مدن العراق والواقعة على بعد حوالي 360 كيلومترا شمال غربي بغداد، آخر معقل حضري لتنظيم الدولة في العراق. وتستعد الحكومة حاليا لشن هجوم كبير لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة بعد أن تعهدت باستعادة المدينة هذا العام.