سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأزمة تدخل «مرحلة الخطر»: اشتباكات بالأسلحة النارية فى المحافظات مظاهر الحياة تصاب بالشلل التام بسبب إضراب سائقى «الميكروباص» احتجاجاً على أزمة نقص الوقود
تصاعدت أزمة نقص السولار بشكل خطير فى المحافظات أمس، وأصيبت معظم المدن بشلل مرورى تام بسبب إضراب سائقى «الميكروباص» احتجاجاً على الأزمة، فيما نشبت مشاجرات بين الركاب والسائقين بسبب زيادة تعريفة الركوب. فى دمياط، توقفت مراكب الصيد فى عزبة البرج عن العمل، ونشبت اشتباكات بالأسلحة النارية والخرطوش بين عائلتين بسبب أولوية الحصول على الوقود، بينما استغل عدد من سائقى «الميكروباص» الأزمة ورفعوا الأجرة. وفى المنيا، تكدست الجرارات الزراعية أمام محطات الوقود فى المدن، وشهدت محطة «التعاون» فى حى شلبى اصطفاف عشرات الجرارات الوافدة من القرى المجاورة، مما أدى إلى عرقلة الحركة المرورية على طريق «مصر - أسوان» الزراعى، فضلاً عن نشوب مشاجرات بين سائقى سيارات الأجرة والسرفيس والنقل والجرارات بسبب السولار، بعد أن سجلت أسعاره أرقاماً قياسية فى السوق السوداء، ووصل سعر «الصفيحة» فى بعض القرى إلى 80 جنيهاً. أما فى أسوان، فتسببت الأزمة فى توقف الرحلات السياحية بعد تكدس الأتوبيسات أمام محطات الوقود، وهو ما أدى إلى ازدحام شديد أمام المحطات، واضطر السائقون إلى استخدام الشوارع الجانبية والفرعية لتفادى الزحام. وفى الغربية، شهدت الطرق الرئيسية والفرعية حالة من الشلل المرورى التام، بعد أن قطع سائقو النقل الثقيل والميكروباص الطرق الفرعية بين مراكز «المحلة - زفتى» و«طنطا - السنطة»، و«المحلة - طنطا»، احتجاجاً على نقص الوقود، واستمرار تصاعد الأزمة للأسبوع السادس على التوالى. وفى السياق نفسه، كشفت تقارير رقابية أصدرتها مباحث التموين بالغربية عن وجود عجز كبير فى الكميات الواردة للمحافظة من السولار والبنزين، حيث وصلت إلى 150 ألف لتر فى اليوم من السولار، و200 ألف لتر من البنزين 80، و60 ألف لتر بنزين 92، مما أصاب مظاهر الحياة بالشلل التام. فيما اصطفت السيارات والأتوبيسات السياحية فى البحر الأحمر أمام محطات الوقود، وحذر أصحاب الشركات السياحية من توقف الرحلات السفارى ورحلات اليوم الواحد بسبب نقص السولار، بينما قال اللواء سعدالدين أمين، سكرتير عام المحافظة، إن نسبة العجز بلغت 40% من الحصة الواردة. وفى القليوبية، تكدست السيارات على الطريق الزراعى مما أثر على حركة السيارات، ورفع عدد من السائقين أجرة الركوب، الأمر الذى أثار حالة من الغضب بين المواطنين وطلبة المدارس خاصة. واستمرت الأزمة فى البحيرة، فى ظل النقص الشديد فى كميات الوقود الواردة إلى المحطات، ووقوف السائقين والفلاحين وأصحاب الجرارات الزراعية بالساعات أمام محطات الوقود فى مدن ومراكز وقرى المحافظة. ومن جانبه، حذر الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة البترول باتحاد الغرف التجارية، من استمرار أزمة السولار فى حالة عدم ضخ 40 ألف طن يومياً لمدة شهر. وأضاف «عرفات» فى تصريحات خاصة ل«الوطن» أن الأيام المقبلة ستشهد ضخ مليون لتر سولار لمحطات «وطنية» التابعة للقوات المسلحة فقط، لمنع تهريبه للسوق السوداء، مطالباً «المالية» بصرف المخصصات المالية لقطاع البترول، التى تبلغ 500 مليون دولار لحل أزمات القطاع. من جهته، قال أيمن جوهر، رئيس المكتب الفنى لوزير المالية، إن الوزارة بدأت فى تدبير اعتمادات مالية إضافية لهيئة البترول، من أجل سد العجز الحالى من السولار بالأسواق. وقال الدكتور ناصر الفراش، مستشار وزير التموين، إنه تم الاتفاق مع القوات المسلحة على توفير السولار عبر محطات «وطنية» لمدة 24 ساعة، موضحاً أن سبب أزمة الوقود هو «شعور المواطنين بأن هناك نقصاً فى الكمية المعروضة، مما يدفعهم للحصول على أكبر قدر من الوقود، فتحدث الأزمة»، لافتاً إلى أن وزارة البترول تضخ 43 ألف طن سولار يومياً. وأضاف «الفراش» فى تصريحات ل«الوطن» أنه صدر قرار من وزير التموين بتشكيل لجنة عليا للوقود بكل محافظة، برئاسة سكرتير عام المحافظة ومدير مديرية التموين ومدير مباحث التموين بها واللجان الشعبية، لمتابعة كميات الوقود التى تضخ على مدار الساعة، موضحاً أن الحكومة بصدد تغليظ العقوبات على المخالفين.