ليست قرية واحدة، بمحافظة الغربية، تعيش فى الظلام، بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، الذى يمتد لأكثر من 5 ساعات بشكل يومى، ولكنها أغلب القرى، ما دفع الأهالى والطلاب خاصة الثانوية العامة، للاستعانة بالشمع والشواحن الكهربائية من أجل المذاكرة، بالإضافة لتأثر العديد من أصحاب المحلات والبيوت، بفساد الأطعمة التى تحفظ فى الثلاجات. ومن القرى المظلمة والمحرومة من الضوء، قرية ميت هاشم بمركز سمنود، التى يشكو حالتها الطالب محمد فوزى بتأكيده أنه بدأ يغير مواعيد المذاكرة، بعد أن تكرر انقطاع التيار الكهربائى فى معظم أوقات الليل، لتكون بالنهار، لافتا أنه فشل فى جعل مذاكرته مع زملائه، سواء فى وقت الظهيرة، أو الليل، وقال: «إذا تغلبنا على المشكلة، نجد حرارة الجو تطاردنا داخل المنزل، وإذا جاء الليل لم نجد وسيلة سوى استخدام اللمبة الجاز كبديل مؤقت للمشكلة، على الرغم من أنه يصعب الإبصار بها، ولكن ماذا نفعل فى أزمة عجزت كافة الجهات المعنية عن حلها؟». وطالب «محمد» بأن تكون هناك مساواة بين أهل الريف والمدن، فى موضوع تخفيف الأحمال، فليس من المعقول قطع التيار الكهربائى عن قرى الريف، لأن سكانها أناس بسطاء فقراء لا يشتكون، مقابل مدن يسكنها أناس ينعمون بأجهزة التكييف، مطالبا بالاستمرار فى دعم شبكات الكهرباء بالقرى، وتغيير المحولات، لتحسين الجهود، واستبدال الأسلاك العارية بأخرى معزولة، وتابع: «لا يعقل أن نذاكر ونستعد للامتحانات، وسط أجواء حارة بسبب انقطاع التيار الكهربائى عن القرية، لأكثر من أربع ساعات متواصلة انقطاعا تاماً من بعد العشاء، بشكل يومى، ما أسفر عن حالة من الإحباط لى، وللعديد من الطلاب زملائى». ويضيف والده الحاج فوزى محمد: «اعتدنا انقطاع الكهرباء بشكل مستفز، ومهما صرخنا للمسئولين تبقى الأزمة «محلك سر»، والمصيبة الكبرى هى اقتراب امتحانات الثانوية العامة، ما يعرض مستقبل الطلاب للخطر الدائم فى حالة استمرار انقطاع الكهرباء بشكل مستمر». وفى قرية ميت الشيخ، مركز قطور، شكا مواطنون من تكرار انقطاع التيار الكهربائى عن منازلهم والضعف المستمر للكهرباء، ما أثر بشكل سلبى على استعدادات الطلاب والطالبات للامتحانات النهائية، بالإضافة إلى إتلاف عدد من الأجهزة الكهربائية خاصة أجهزة التكييف، حيث قال محمود رزق، طالب بالثانوية العامة، إن انقطاع التيار الكهربائى سيناريو يتكرر يوميا، من الساعة الثامنة مساء حتى الثانية عشرة، ثم ينتقل للقرية المجاورة «محمد فتحى» حتى الساعة الرابعة فجرا، «نتصل بالشركة لكن دون جدوى». ولفت «محمود» إلى أن التقلبات الجوية، وارتفاع درجة الحرارة، مع الانقطاع المتكرر للكهرباء، يؤثر سلبا عليهم كطلبة، وأشار إلى ضرورة أن تتخذ شركة الكهرباء كافة الاستعدادات فى الظروف الطارئة، للتدخل السريع، لتكون الخدمة المقدمة للمشترك مواكبة للتطور الحديث فى شتى المجالات. وقال سعيد محمد، والد طالبين بالثانوية والجامعة، «اشتريت ماكينة كهرباء، حرصا منى على عدم تأثر أبنائى بالانقطاع المستمر للكهرباء، الذى يكون له آثار سلبية على الأجهزة الكهربائية والمبردة لحرارة الجو، وهو ما تزداد معه معاناة الطلاب بصفة خاصة ونحن كأهالى بصفة عامة»، لافتا إلى أن القرية تعانى من انقطاع الكهرباء، بشكل مستمر، منذ سنوات، رغم أن الفواتير تسدد شهريا، حيث إن الشركة لا تقبل التأخير، «لكن الخدمة تحتاج إلى إعادة نظر لتكون مميزة وتقاوم كل الظروف والتقلبات الجوية». ويقول أيمن عبدالعال -صاحب سوبر ماركت- إن «انقطاع الكهرباء عن القرية بشكل مستمر تسبب لنا فى الكثير من التلفيات، لأن كل الألبان والأطعمة الموجودة فى الثلاجة، فسدت بعد انقطاع التيار الكهربائى لأكثر من خمس ساعات»، لافتا إلى أن انقطاع التيار الكهربائى يسبب معاناة لكبار السن، والأطفال، والمرضى.