مصر كلها تعاني من انقطاع التيار الكهربائي منذ فترة.. ويبدو أنها لن تحل تلك المشكلة سريعاً. انقطاع الكهرباء شمل جميع المناطق.. لكن مناطق القري والريف كان أكثر، خاصة في الصعيد.. رغم أنهم لا يستخدمون التكييف. ورغم خروج المسئولين علينا لينظروا في حكاية الكهرباء.. وانقطاعها والأحمال الزائدة.. وأن كله تمام.. فإنه لا يمر يوم إلا وكان انقطاع الكهرباء مستمراً.. ليشمل جميع المحافظات. .. كل ذلك يحدث.. وسبق للمسئولين أن بشرونا بأن لدينا فائضاً كبيراً في الكهرباء.. سنصدره إلي الخارج.. مرة عن طريق أوروبا ومرة أخري عن طريق الشرق الأوسط «الجديد». لكن مع هذا يحدث انقطاع الكهرباء ليستمر لساعات طوال في قري وريف مصر.. وغيرها من المدن. فقد ذهبت «كهربة» الريف.. لتعود «الضلمة» بالسياسات القائمة. لقد وصل الأمر إلي أعلي المستويات.. لكن لم يحدث شيء ليستمر الوضع علي ما هو عليه. .. وتعالوا نري هذا الحوار الذي دار بين الرئيس مبارك ووزير الكهرباء حسن يونس حول تلك الأزمة، فالرئيس مبارك وصل إلي مسامعه أن الناس يشكون من انقطاع التيار الكهربائي.. فانتظر إلي أن التقي الوزير حسن يونس في افتتاح متحف الفن الإسلامي السبت الماضي «14 أغسطس» ليسأله: «عاوز أعرف ليه التيار الكهربائي ينقطع، خصوصاً إننا عندنا إنتاج كبير». فكان رد الوزير الذي ربما فوجئ بالسؤال: «من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتي الساعة الثانية عشرة في منتصف اليوم التالي - فترة 24 ساعة- نجد الحمل الكهربائي ينخفض خلال الليل لأن الناس نائمة، ثم يبدأ في الصعود حتي يصل إلي الذروة أثناء الغروب ويقفز مرة واحد بمقدار 3300 ميجاوات لمدة ساعتين أو ثلاث». فعقب الرئيس مبارك: «إحنا عندنا إنتاج كافٍ وهل المحولات لا تتحمل؟». ورد الوزير: «نعم عندنا إنتاج والقدرات التي تعمل حالياً لا تستطيع أن تكفي وقت الذروة التي تستمر لمدة ساعتين.. نحن لسنا ضد استخدام الناس التكييف، ولكن مع أن يستخدموه فقط في الأماكن التي يوجودون فيها، وكذلك إنارة الأماكن التي يوجودون فيها خلال وقت الذروة». بالذمة حد فاهم حاجة من هذا الحوار. .. ومع هذا كل ذهب إلي طريقه.. واستمر انقطاع الكهرباء.. بل زاد في القري والمدن والمحافظات المختلفة. فبالله عليكم هل أصبح التكييف هو سبب الأزمة في الكهرباء؟! ألم تشجع الحكومة المواطنين علي استخدام التكييف بل إنها حريصة علي إدخاله إلي مكاتبها. .. وألم تدرس وزارة الكهرباء حاجة المجتمع إلي استهلاك الكهرباء نظراً لزيادة حرارة الجو.. أم لا يعلمون أن المناخ في مصر لن يتغير منذ أن كان دافئاً ممطراً شتاءً حاراً جافاً صيفاً. .. وماذا عن رأيكم في انقطاع الكهرباء عن القري والريف التي لا توجد بها تكييفات! .. وبشكل عام نصيب الفرد من الكهرباء في مصر يقل كثيراً عن دول كثيرة في منطقتنا. يا أيها الذين في الكهرباء.. ضلمتوها!