بدت مدينة بورسعيد، طوال ساعات ليل أمس، أشبه بمدينة أشباح، بعد الخراب الذى حل بها نتيجة الأحداث التى أعقبت الحكم بإعدام 21 متهماً فى قضية «مجزرة بورسعيد». الأهالى يلتزمون منازلهم، ودوى طلقات الرصاص هو الصوت الوحيد المميز فى المدينة، والمحلات أغلقت أبوابها، وحركة المرور توقفت جراء إضرام النيران فى السيارات والإطارات، والشجر اجتث من منبته وألقى على قارعة الطرق. وقال محمد النقيب، الموظف بشركة الغاز الطبيعى: «إن شعور الذعر هو المسيطر على أسرته الآن، وأن بعد الحكم بإعدام المتهمين، أشعر بأننا أمام دولة ظالمة، وأن بورسعيد باتت مكروهة، فالنظام السابق ضيق عليها، والحالى أمعن فى ظلمها»، وأضاف أن الرئيس محمد مرسى وحكومته ضحوا ببورسعيد من أجل 26 محافظة، ومن خلال تدخله وتسييس الحكم، وأشار إلى أن أهل بورسعيد سيتعرضون للمجاعة إذا استمر الوضع لأيام، خاصة بعد إغلاق محلات الطعام والشراب، وأن أهالى بورسعيد لم يدر فى مخيلتهم أن تتحول مدينتهم إلى حالة مثل التى هى عليها الآن. وقالت الحاجة فاطمة كامل، أرملة، إنها مضطرة للنزول بشكل يومى لإحضار متطلبات أسرتها المكونة من 3 بنات، وإنها وبناتها اكتفين بتناول العيش الحاف خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث لم يتمكن أحد من الأسرة من النزول خوفاً من الرصاص العشوائى. وقال وائل محفوظ، موظف، إن ما يحدث فى بورسعيد كشف عن وجه نظام مرسى الإخوانى القبيح الذى أراد أن تتحول بورسعيد إلى مقبرة تنتشر فيها الحرائق فى الشوارع والمحلات، وأضاف: «المقاهى مغلقة، ولا أحد يخرج من منازله سواء لأعماله أو لغيرها، فحتى الموظفون أمر المحافظ بإعطائهم إجازة مفتوحة»، مؤكداً أنه يتوقع كارثة يتسبب فيها الملثمون الذين يحملون أسلحة حديثة الذين يجوبون الشوارع بموتوسيكلات. وطالب صفوت عبدالحميد، وزارة هشام قنديل بتقديم استقالتها، وحملها مسئولية الضحايا فى بورسعيد، وأكد أنهم سيطاردونهم فى المحاكم الدولية، كما طالب بإجراء تحقيق فى الأحداث التى شهدتها المدينة بانتداب قضاة مستقلين. وقرر مجلس إدارة جامعة القناة برئاسة الدكتور عماد عبدالجليل، إغلاق جميع منشآتها، ومقراتها اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر، وطالب رئيس الجامعة أعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، والعاملين، والطلاب بعدم الالتفات إلى أى معلومات تنشر فى أى مكان أو من أى جهة أخرى إلا فقط ما ينشر على الصفحة الرئيسية لموقع الجامعة. أخبار متعلقة: بورسعيد 2013.. حرب بلا عدو جنازة الضحايا.. بدأت ب«هتاف» وانقلبت «الرصاص» «الموتوسيكل».. إسعاف شعبى ووسيلة لتحرك المتظاهرين