تربع ريال مدريد على عرش القارة الأوروبية للمرة الحادية عشرة، بعدما حقق لقب دوري الأبطال على حساب منافسه أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية بركلات الترجيح بنتيجة 5-3، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، مساء اليوم، السبت، على ملعب "سان سيرو" بمدينة ميلانو الإيطالية. وأهدر خوان فران ركلة الترجيح الرابعة لأتلتيكو، وسجل كريستيانو رونالدو ركلة الفوز الخامسة، ليتوج زين الدين زيدان باللقب في أول موسم له على مقعد المدير الفني. وكرر ريال مدريد تفوقه على نفس المنافس بعدما هزمه في نهائي النسخة قبل الماضية من البطولة في مدينة لشبونة بنتيجة 4-1 بعد التمديد. بينما بات أتلتيكو مدريد الفريق الوحيد الذي خاض ثلاث مباريات نهائية (لعب أيضا نهائي 1974)، ولم يتوج باللقب مطلقا. تقدم ريال مدريد في الدقيقة 15 عن طريق القائد سيرجيو راموس، وأدرك أتلتيكو التعادل في الدقيقة 79 بهدف البديل يانيك كاراسكو. وأهدر أنطوان جريزمان ركلة جزاء في الدقيقة 48. هدف مبكر فترة جس النبض بين الفريقين لم تستمر أكثر من خمس دقائق، تبادل خلالها اللاعبون الكرة في وسط الملعب، وجاءت الفرصة الأولى عند الدقيقة السادسة عندما أرسل جاريث بيل كرة عرضية من الناحية اليمنى، حولها كريم بنزيمة تجاه المرمى، لكن يان أوبلاك، حارس أتلتيكو، أبعدها. ضغط ريال مدريد بقوة وسط تدخلات دفاعية قوية من جانب لاعبي أتلتيكو مدريد، إلى أن جاء الهدف الأول المبكر قبل اكتمال الربع ساعة الأول من اللقاء. توني كروس لعب كرة طولية ساقطة داخل منطقة الجزاء، لمسها بيل برأسه لتسقط في منطقة الست ياردات، ويحولها راموس إلى الشباك، قبل تدخل الحارس، علما بأن الإعادة التليفزيونية أثارت شكوكا حول شرعية موقف المدافع الإسباني لحظة لمس زميله الويلزي الكرة. أحكم ريال مدريد قبضته على وسط الملعب، واستحوذ بنسبة أكبر بعد الثقة التي حصل عليها من الهدف، لكن دون خطورة على المرمى حتى الدقيقة 32، متى راوغ بنزيمة جابي وهدد أوبلاك. التهديد الحقيقي الأول لأتلتيكو جاء بعد 35 دقيقة على انطلاق المباراة، إذ لعب جابي بينية رائعة ساقطة جعلت أنطوان جريزمان في حالة انفراد بالمرمى، فسدد مباشرة لكن الحارس المتألق كيلور نافاس زاد عن مرماه، قبل أن يعلن الحكم المساعد تسلل المهاجم الفرنسي. استفاق رجال سيميوني في العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول، واستحوذوا على الكرة، ما أجبر الفريق الملكي على التراجع إلى الدفاع، والاعتماد على انطلاقات رونالدو لنقل الهجمات المرتدة. وسدد جريزمان كرة أرضية زاحفة تجاه مرمى نافاس قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين، لكنها مرت بجوار القائم الأيمن. ركلة جزاء مهدرة ودفع سيميوني كاراسكو في تشكيلته بدلا من أوجستو فيرنانديز، ليزيد قوة الثلث الهجومي في تشكيلته، بحثا عن تعادل مبكر. واحتسب الحكم الإنجليزي مارك كلاتينبيرج ركلة جزاء مشكوك في صحتها لصالح أتلتيكو مدريد بعد دقيقتين على بداية الشوط الثاني، إثر كرة مشتركة بين فرناندو توريس وبيبي داخل منطقة الجزاء. وأهدر جريزمان الركلة، حيث سددها بيسراه بقوة زائدة في العارضة. ولم يستطع كارفخال استكمال المباراة، حيث شكى من شد في العضلات بعد خمس دقائق على انطلاق الشوط الثاني، وخرج والدموع في عينيه مستبدلا بدانيلو في مركز الظهير الأيمن. وكاد مدافع أتلتيكو ستيفان سافيتش يخطف هدف التعادل في الدقيقة 54، مستغلا تخبط دفاع ريال لحظة لعب كرة عرضية داخل المنطقة، لكن تسديدته الضعيفة جاورت القائم الأيمن. عاد ريال مدريد للهجوم، ولعب لوكا مودريتش بينية رائعة لبنزيمة فتحت طريقه نحو المرمى، لكن المهاجم الفرنسي المستبعد من كأس الأمم الأوروبية صوب برعونة في جسد الحارس المتقدم عن مرماه. وشعر زيدان بأن أفضل وسيلة للدفاع الهجوم وتشكيل ضغط على المنافس في وسط الملعب، فدفع بإيسكو بدلا من كروس عند حلول الدقيقة 73. كما فضل زيدان إخراج بنزيمة، الذي لم يظهر طوال 77 دقيقة، وأشرك الشاب لوكاس فاسكيز لضخ دماء جديدة في الهجوم. وأتيحت فرصة ذهبية لفاسكيز للتسجيل من أول لمسة عندما توغل بين دفاع أتلتيكو مدريد، لكنه فشل في المرور على حدود منطقة الجزاء. وتألق أوبلاك وزاد عن مرماه في الدقيقة 79 وتصدى لأكثر من تسديدة في فرصة تهديفية واحدة، الأولى من رونالدو، ثم المتابعة من بيل. إهدار ريال مدريد كان لابد أن يقابله أتلتيكو بالعقاب، فالفريق صاحب الزي الأحمر والأزرق أدرك التعادل من هجمة منظمة، حيث أرسل خوان فران عرضية من الناحية اليمنى، قابلها البديل كاراسكو بتصويبة مباشرة في الشباك. الدقائق العشر الأخيرة من عمر الوقت الأصلي شهدت حذرا ملحوظا من الفريقين خوفا من لدغة قاتلة تكلف أحدهما اللقب، إلى أن ارتضيا بالتمديد. إرهاق واضح بدا الإرهاق واضحا على لاعبي الفريقين في الأشواط الإضافية، إذ أن المباراة تأتي في نهاية موسم طويل وشاق، ما أثر على الفنيات خلال الثلاثين دقيقة الأخيرة من عمر المباراة. زيدان أنهى التغييرات الثلاثة خلال التسعين دقيقة، بينما أجرى سيميوني تغييرا واحدا بإشراك صاحب الهدف، وأرجأ تغييرين. وبدأ أتلتيكو الشوط الثالث في حالة هجومية مستغلا تراجع ريال مدريد، لكن أصحاب الزي الأبيض بدأوا الاستفاقة ونظموا هجمة أنهاها بيل بتسديدة ردها الدفاع. ومع بداية الشوط الرابع، أجرى سيميوني تغييره الثاني في المباراة بإشراك لوكاس هيرنانديز في الدفاع على حساب فيليبي لويس الذي عانى الشد العضلي بعد لعب 109 دقائق. كما دخل توماس بارتي بديلا لكوكي، الذي خرج أيضا للإجهاد في الدقيقة 115. وأهدر فاسكيز فرصة تسجيل هدف قاتل لريال مدريد، حيث استقبل كرة عرضية أرضية من الناحية اليسرى، لكنه تباطأ في التسديد حتى تدخل الدفاع.
