طفل بجسد نحيل يهتف بحماس مرددا "الشعب يريد إسقاط النظام" يطوف مع المسيرات شوارع مدينة شبين الكوم، مع أخوته، 8 سنوات و5 سنوات، يمسكهم في يده بإحكام خوفا عليهم من الاختفاء وسط زحام المسيرات. يقترب منه والده حجازي علي حجازي، المحامي بمدينة شبين الكوم، ويطلب منه البقاء إلى جواره خشية فقدهم في الزحام، لكن الطفل يأبى ويستمر بالهتاف وسط الجموع. "عبد الله" نزل مع والده علي غير رغبته، بعد محايلة دامت لأيام، يرى الطفل أن التظاهر في التحرير هو الأصل، لكنه استجاب لقرار والده بالبقاء في شبين الكوم، ببراءة يتحدث: أنا عارف إن مرسي كان كويس بس اتغير لما بقى رئيس. في كل مناسبة ديمقراطية، تتعلق بالانتخابات يصحبهم معه للمشاركة، "تعود أبنائي وتحديدا عبد الله لأنه الأكبر سنا - 10 سنوات - النزول معي، فهو دائما يناقشني في الأمور السياسية لكن بمنظور بسيط، طبقا لتفكيره". حجازي أبو الأطفال، أكد أن أطفاله أيدوا الرئيس محمد مرسي في إعادة الانتخابات مع أحمد شفيق، تأييدا خارج الصندوق نظرا لأعمارهم، عكس الأغلبية التي رفضته، لكن بعد الإعلان الدستوري، وموقعة الاتحادية وتعدي الإخوان على المتظاهرين وبعد تمرير الدستور أصبحوا معارضين للرئيس مرسي، وطلبوا النزول في المظاهرات". "حجازي" رصد التغيير في حياة صغاره: كانوا يهتمون بالمسلسلات والكارتون، لكن بعد وقوع عدة أحداث بميدان التحرير، اهتموا بمتابعة الأخبار وتركوا المسلسلات، فهو يرى أن أفضل تربية للأطفال هي تربيتهم بشكل ديمقراطي يستطيعون أن يعلنوا رأيهم بشكل حر.