فى الذكرى الثانية لانطلاقها، اشتعلت مصر بالثورة، وتحول معظم الشوارع والميادين فى المدن الكبرى إلى ميدان «تحرير»، ضد نظام جماعة الإخوان والدستور والرئيس محمد مرسى، واسترد ميدان العاصمة هتافه الأثير «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ثورة ثورة حتى النصر»، واتسع نطاق المواجهات بين الثوار وقوات الأمن فى مناطق عديدة بالقاهرة والمحافظات. وكانت الاشتباكات أكثر حدة بشارع الشيخ ريحان، بعد محاولة عدد من المتظاهرين إسقاط الكتل الخرسانية التى تغلق الشارع، وأطلقت قوات الأمن صفارات الإنذار من مصفحات الأمن المركزى لإرهاب المتظاهرين، قبل أن تطلق قنابل الغاز المسيلة للدموع، ورد المتظاهرون بإطلاق زجاجات المولوتوف، وأصيب 20 شخصاً، وكون مجموعة من الأطباء مستشفى ميدانياً داخل كنيسة قصر الدوبارة. واهتز ميدان التحرير بهتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»، بعد وصول 13 مسيرة من ميادين ومساجد القاهرة والجيزة، وانتشرت اللافتات فى مختلف أنحاء الميدان، منها واحدة كبيرة على سور مجمع التحرير مدون عليها: «مرسى باطل.. الرئيس قاتل». ورصدت «الوطن» قيام أحد الشباب الموجودين داخل مقر «إخوان أون لاين»، الموقع الرسمى لجماعة الإخوان، بإطلاق الخرطوش على المتظاهرين أسفل المقر، ما أسفر عن إصابة 2 من المعترضين على السياسات الإخوانية، وتطور الأمر إلى اشتباكات بزجاجات المولوتوف والحجارة. وفى الإسكندرية، توجه الآلاف إلى مقر المجلس الشعبى المحلى، ورشقه عدد منهم بالحجارة، فيما سمع دوى أعيرة نارية أمام المجلس، وتبادل أعضاء بلاك بلوك التراشق بالحجارة مع مجهولين فى المنطقة حاولوا منعهم من الوقوف، وأسفرت الاشتباكات عن 9 إصابات، واستولى عدد من الثوار على المساكن المخصصة لجنود الأمن المركزى بمنطقة كوم الدكة، كما سيطروا على مبنى المركبات الخاص بعربات ومدرعات الأمن المركزى. وأشعل متظاهرون النيران فى مقر حزب الحرية والعدالة فى الإسماعيلية، عقب اقتحامه وإلقاء كل محتوياته من النوافذ. وقطع المئات خط السكة الحديد بشبين الكوم فى المنوفية بالإطارات المشتعلة. وفى السويس، شهد محيط ديوان عام المحافظة، ومديرية الأمن اشتباكات بالأيدى والطوب والحجارة بين الثوار الذين حاولوا اقتحام مقر المحافظة، وبين القوات المكلفة بالتأمين، ما أدى إلى إصابة العشرات من الثوار، وألقى محتجون الحجارة على قوات الأمن، وأزالوا الحواجز الحديدية، وردت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. وحاول مئات المتظاهرين اقتحام مركز شرطة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، إلا أن فؤاد عمر، أمين حزب الكرامة، وناصر التوانسى، أمين الصندوق بالحزب، نجحا فى تهدئتهم وإبعادهم، بينما توجه البعض إلى قطع الطريق الدولى، وحطم ثوارٌ مدرعة تابعة للشرطة أمام مبنى المحافظة، واقتحموا المقر ثم تراجعوا. وهاجم المئات من المتظاهرين بقيادة حركة «القناع الأسود» مقر الحرية والعدالة بمدينة الزقازيق، وتبادلوا الرشق بالحجارة مع عناصر الإخوان المسلمين داخل المقر. فى المقابل، اتخذت جماعة الإخوان المسلمين، إجراءً احترازياً، خوفاً من اقتحام المتظاهرين لقصر الاتحادية، وحشدت عدداً من أعضاء الجماعة بالقاهرة والجيزة وبعض المحافظات القريبة بشكل غير رسمى، أمام مسجدى رابعة العدوية والرحمن الرحيم، وبعض المساجد الصغيرة القريبة من القصر عقب صلاة الجمعة، أمس، وتضمن التكليف عدم رفع لافتات تدل على هويتهم الإخوانية. واشتبكت عناصر إخوانية مع مسيرة تضم العشرات من أعضاء حركة 6 أبريل والجبهة الديمقراطية، بالقرب من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر. وقالت مصادر إخوانية إن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد يتابع الثورة من مكتبه فى مدينة نصر، وشكّل غرفة عمليات لمتابعة تطورات الأحداث.