تواصلت أمس أزمة الوقود فى القاهرة وعدد من المحافظات، وتسببت فى تلف محاصيل زراعية بمحافظات الصعيد، لعدم توافر السولار اللازم لتشغيل الجرارات وماكينات الرى، وتوقفت مراكب صيد فى دمياط، وتزايدت طوابير المواطنين والسيارات على محطات البنزين. وتوقع المهندس عبدالله غراب، وزير البترول، حل أزمة البنزين والسولار فى محطات الوقود بنهاية الأسبوع الحالى، وقال، فى تصريحات ل«الوطن»: «نحن فى انتظار الكميات المقرر ضخها فى الأسواق المحلية بزيادة 5% على المعتاد، التى من المفترض أن تكفى احتياجات السوق المحلية طبقاً للمعايير الفنية لقطاع البترول»، مؤكدا أن الأزمة كلها تتمثل فى الطلبات الخاصة فى المحافظات على «بنزين 80». وكشفت وزارة التموين عن ضخ كميات أكبر من المعتاد من السولار والبنزين فى الأسواق مع تكثيف الحملات على السوق السوداء بالتعاون مع «الداخلية» بحسب فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة. وأوضح أن الحملات الرقابية ضبطت أمس الأول 371 ألف لتر بنزين وسولار قبل بيعها بالسوق السوداء. واستقبلت الموانئ، أمس الأول، 116 طنا من المواد البترولية؛ حيث وصلت لميناء الإسكندرية سفينتان محملتان ب64 ألف طن سولار، وسفينتان محملتان ب23 ألف طن غاز قادمتان من فرنسا، وسفينة محملة ب33 ألف طن جازولين قادمة من بلجيكا، بحسب اللواء بحرى السيد حامد هداية، المشرف على قطاع النقل البحرى رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، مؤكدا تسهيل جميع الإجراءات للنقل للمحافظات للمساهمة فى حل أزمة السولار. وأكد الدكتور حسام عرفات، رئيس الشعبة العامة للموارد البترولية، أن الكميات التى تُضخ فى الأسواق المحلية لا تكفى، مضيفاً أن نسبة العجز التراكمى بالسولار والبنزين تبلغ 30%، فيما كشفت الهيئة العامة للبترول عن أنها رفعت كميات السولار المطروحة يومياً إلى 40 ألف طن، والبنزين إلى 16٫5 ألف بدءاً من الجمعة الماضى. وقال أحمد عبدالحميد، مدير الجمعية الزراعية فى بندر قنا: «إن مشكلة الوقود تسببت فى تلف بعض المحاصيل الزراعية»، فيما تسببت الأزمة فى توقف 70% من مراكب الصيد فى دمياط عن العمل. ويستنكر محمود أبوسيف، سائق تاكسى، تصريحات المسئولين عن حل الأزمة، متسائلاً: «الناس دى مش عايشة فى البلد؟». وشهدت مدينة بنها نقصاً حاداً فى بنزين 80 الذى تعتمد عليه سيارات السرفيس، وتكدست السيارات أمام محطات الوقود، ونشبت مشاجرات بين سائقين بسبب أولوية الحصول على الوقود، وأصيب أحدهما بطعنة نافذة بالصدر، وأصيب الآخر بجرح قطعى فى الرأس. وفى المنيا، اختفى الوقود من المحطات وظهر فى السوق السوداء، واتهم سائقون مفتشى التموين بالاتفاق مع أصحاب المحطات على بيع الوقود خارج المحطات، وطالبوا بوضع لوحات إرشادية أمام مدخل كل محطة، تتضمن الكميات التى يجرى ضخها منعاً للتلاعب، وتشكيل لجان شعبية للإشراف على توزيع الوقود وإطلاعها على الحصص المقررة لكل محطة. وقال نجيب عبدالحميد، القائم بأعمال وكيل وزارة التموين فى المنيا: إن البلطجية وتجار السوق السوداء هم السبب فى تفاقم الأزمة، مشيرا إلى ضبط كميات كبيرة من السولار والبنزين تُباع فى السوق السوادء، وضبط 18 طن سولار و2000 لتر بنزين فى مركز مغاغة، وضبط 2000 لتر سولار فى مركز سمالوط. وتمكنت الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر من إحباط محاولة تهريب 4 أطنان من السولار المدعم إلى إحدى القرى السياحية فى مرسى علم، وخصصت محطة وقود بالمعصرة بحى حلوان 3 طوابير أحدها للسيدات للحصول على السولار والآخر للسيارات الميكروباص والثالث لل«توك توك».