شهد الاجتماع الذي دعت إليه الكوادر والجمعيات النسائية مع جبهة الإنقاذ الوطني، اليوم، بمركز إعداد القادة بالعجوزة، انتقادات حادة للجبهة، لانعزالها عن الشارع المصري ومطالبه، كما انتقدت الحقوقيات عدم التمثيل النسائي داخل مراكز صنع القرار أو في لجان الجبهة. وقالت شاهندة مقلد، الناشطة الحقوقية والمناضلة، إن هذا الاجتماع بداية جيدة للمصارحة بين القوى السياسية داخل الجبهة مع القوى النسائية المجتمعية، التي تضم مناضلات، لخلق جسر من التعاون. ووصفت، في تصريح خاص ل"الوطن"، نقاش المنظمات النسائية اليوم بأنه "ورقة ضغط" على الجبهة. وخلال كلمة الكاتبة نور الهدى زكي، انتقدت تيار الإسلام السياسي الذي رفع شعار "ليس لدينا نساء"، مؤكدة أن جبهة الإنقاذ نفذت هذا بالضبط. وعلَّقت نهاد أبوقمصان، رئيس المجلس المصري للمرأة، مؤكدة أن سيدات مصر "مفزوعات" من تيار الإسلام السياسي، لكن لا يوجد أمامهن بديل، مطالبة بنسبة 35% من قوائم الانتخابات للنساء. وأقرت السفيرة ميرفت تلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، بأن مصر في حاجة إلى التعاون والتوحد وتنسيق لجنة للعمل الميداني، والتصدي لكل الانفلاتات والتجاوزات الواقعة الآن. ومن جانبها، أشارت إيفون مسعد، مسؤولة المرأة باتحاد شباب ماسبيرو، إلى أن المشكلة هي أن الأحزاب تعمل على حشد الشباب والتنظيم للاعتصامات والمظاهرات، ثم تترك الرموز السياسية الشباب بمفردهم دون أن يعلموا ماذا عليهم أن يفعلوا. ووجهت سؤالا للجبهة حول "المبادئ الواضحة لاعتصامات 25 يناير". واتهم عمرو حمزاوي، العضو بجبهة الإنقاذ والبرلماني السابق، الجبهة بأنها أخفقت في التواصل مع المنظمات النسائية والشبابية، وأن هناك إجراءات عملية يتم التخطيط لها لتدارك الأزمة ودمج المرأة بصورة أفضل في المراكز القيادية للجبهة، وستكون على رأس جدول الأعمال في الاجتماع المقبل. وعلق أحمد البرعي، المتحدث الرسمي للجبهة نائب رئيس حزب الدستور، على الانتقادات التي وُجِّهَت من المنظمات النسائية للجبهة، بأن هذه الجبهة نشأت لمواجهة الإعلان غير الدستوري، وهي الآن بصدد إعادة هيكلتها من ثماني لجان سياسية واقتصادية وانتخابات وتواصل جماهيري، الذي تحول إلى شباب الجبهة، دعما للتواصل مع الشارع المصري. وحظت المستشارة تهاني الجبالي بتصفيق حاد من الحضور عندما توجهت إلى المنصة لإلقاء كلمتها، حيث قالت إن حالة الاحتشاد التي يشهدها المجتمع السياسي من جبهة الإنقاذ والمنظمات النسائية والشبابية المختلفة هي إقرار للخطر المرهون. ورجَّحت نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية، أنه يجب استمرار اجتماع الكوادر والجمعيات النسائية مع جبهة الإنقاذ الوطني، ولا يقتصر فقط على النساء، لكن عليه أن يضم كافة القوى المختلفة، فهذه بداية وليست نهاية. وأكد عبدالجليل مصطفى، رئيس لجنة الانتخابات بالجبهة، المعايير التي سيتم اختيار قوائم الجبهة بناء عليها، مضيفا أن النساء والشباب والأقباط سيكونون في مقدمة هذه المعايير، إلى جانب الكفاء والخبرة السياسية، وليس لاعتبارات حزبية. ولفت حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، إلى أن مقاطعة الانتخابات أو خوضها موضوع خلافي لم يتم الاتفاق عليه إلى الآن، وإن تقرر خوض الانتخابات ستكون للمرأة نسبة تمثيل في القائمة من الكفاءات النسائية. وانتهى المؤتمر، الذي حضره ما يزيد على 20 سياسي وناشطات حقوقيات وأعضاء بجبهة الإنقاذ، بمجموعة توصيات؛ أهمها ضرورة تنظيم مجموعة من الاجتماعات الدورية للخروج بقرارات، كما وعدت الجبهة بمد خطوط التواصل مع الشباب والمرأة والعمال والفلاحين والقيادات المهنية، لتوحيد الصفوف خلال الفترة المقبلة.