جماعة الإخوان المسلمين تبيع «مصر»، لتعود وتشتريها باسم «قطر» أو باسم أى مستثمر آخر.. هذا ببساطة مشروع «الصكوك الإسلامية»! وسواء خرج القانون متأسلماً، أو خرج بدون عباءة إسلامية، فإنه فى كل الأحوال يرهن الاستقلال الوطنى والإرادة السياسية لمصر فى يد من يشترى «صكاً».. بعد أن يصبح مالكاً لحصة على المشاع فى أصول مصر، يحق له بيعها أو رهنها لمن يشاء حتى لو كان إسرائيلياً!! الجماعة لا تزال تخدع المصريين، وتؤكد أن مشروع حزب «الحرية والعدالة» للصكوك لا ينص على «بيع» الأصول المملوكة للدولة، بل على «حق الانتفاع»، رغم أن حق الانتفاع هذا قد يصل إلى 90 عاماً.. إذن الجماعة تبيع المستقبل! لقد سمعنا من قبل أن نظام الإخوان قد يبيع قناة السويس أو يرهنها لقطر، ليسد عجز الموازنة، وصدقنا ما تردد من تكذيب لهذا الخبر.. والآن نكتشف أن «قطر» اشترطت استثمار منحتها «المجمدة» من خلال مشروع الصكوك، ولهذا تسارع الحكومة لإصداره بدون لقب «إسلامى».. بعد اعتراض الأزهر عليه لاحتوائه على مواد تخالف الشريعة الإسلامية وتمثل خطورة على سيادة الدولة!! الجماعة تحايلت على اعتراض الأزهر بحذف كلمة «إسلامى»، فكيف يتحايلون على قول الله تعالى: (والله لا يحب الفساد) البقرة: 205؟ من حقنا أن نفكر بعقلية «المؤامرة» التى يعاملنا بها الإخوان دائماً، من حقنا أن نسأل لمصلحة من تحتكر «قطر» تنمية منطقة شرق التفريعة، ومحور قناة السويس بصورة كاملة؟!.. فإن لم يكن هذا احتلالاً عصرياً فكيف يكون الاحتلال؟ لتكن لقطر مطامع اقتصادية، أو لتساند «الجماعة»، لكن هل نسينا أطماعها السياسية لسحب البساط من تحت أقدام مصر.. وإعادة ترسيم الشرق الأوسط الجديد بحيث تصبح الحليف الأوحد لأمريكا.. والصديق الأوفى لإسرائيل؟!.. كيف نسلمها بكل بساطة «رقبتنا» ويصبح العمود الفقرى لاقتصادنا مرهوناً لها؟! نحن نبيع البلد.. ليعيش النظام!! والنظام يستغل الكوارث والحرائق والانقسام الشعبى ليمرر قوانين غاية فى الخطورة تحول مصر إلى دولة تابعة وحليفة لمن استطاع أن يرتهن مواردها وممتلكاتها.. وبالتالى شعبها!.. ونحن عاجزون.. نسأل ما الذى يخبئه لنا القدر يوم 25 يناير؟ لقد مر الدستور بنفس الطريقة، وبدأت عاصفة التشريعات المغرضة من بعده لتفصيل البلد على مقاس الإخوان.. والشعب غارق فى الدم؛ على قضبان السكك الحديدية وخلال فض الاعتصامات بالقوة! وسوف تكمل «الجماعة» سيناريو احتلال الوطن، وأخونة مؤسساته، وتأجيره من الباطن لمن يمول الفرقة 95.. ويغذى جماعات الإرهاب المسلح فى سيناء.. ونحن مجرد «أسرى»: (الجيش فى حرب مفتوحة ضد الإرهاب، الشرطة فى مواجهة الشعب الأعزل، القضاء إما معطل أو محاصر، النخبة مأزومة، الإعلام مخنوق)!! تُرى هل وضعنا أصواتنا فى صندوق الانتخابات.. أم وضعنا «صكوك العبودية»؟
