بجوار مبنى 19 فوجئ طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة مساء أمس الأول بوجود محول كهرباء ضخم يصدر منه ضجيج مرتفع يحمل اسم وحدة طوارئ تابعة لشركة جنوبالقاهرة للكهرباء، امتدت أسلاكه إلى القاعة الرئيسية بالكلية. لم يدرك الطلاب سبب وجود المحول الكبير، إلا أن القاعة الرئيسية أجابت بوجود اجتماع يحضره المهندس محمود بلبع وزير الكهرباء فى هذا التوقيت يستلزم تأمين التيار الكهربى للقاعة أثناء حضور الوزير مع وزير البترول وقيادات الوزارتين ورجال أعمال وخبراء طاقة. وبانتهاء الاجتماع الذى استمر 7 ساعات أسرع أكثر من 10 فنيين فى شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء برفع محول الطوارئ على عرب نقل تابعة لوحدة طوارئ الشركة فى انتظار موعد ومكان الاجتماع المقبل لوزير الكهرباء لتأمين تغذيته الكهربائية. وقال مصدر فى شركة جنوبالقاهرة ل«الوطن» إن تكلفة انتقال محول الطوارئ لمدة ساعة تصل إلى 150 ألف جنيه، وإن قدرة محول الطوارئ يمكنها أن تؤمّن مربعاً سكنياً كاملاً فى إحدى المناطق العشوائية؛ ما يعنى أن تأمين اجتماع الوزير أمس كلف الشركة أكثر من مليون جنيه. وانتقد اتحاد العاملين بالكهرباء أن تخصص شركة كهرباء مولداً خصوصياً أو «ملاكى» لتأمين اجتماعات وزير الكهرباء، فى الوقت الذى تعانى فيه منشآت حيوية فى الدولة، كالمستشفيات، من نقص الدعم الاحتياطى لها، بجانب معاناة المواطنين فى القرى والنجوع المصرية من انقطاع التيار الكهربى لساعات دون أن تفكر شركات الكهرباء التى تحصل مقابل خدماتها من فواتير الكهرباء فى تأمين التيار الكهربى للمواطنين بمحولات احتياطية.