كتب - ايمان عبد القادر وهبة الشافعى مابين إنفلات الأمن وبلطجية الشوارع ، ظهرت الميلشيات المسلحة لتحكم مصر بقانونها الخاص الاشبه بقانون الغاب في غياب الامن الذي بلّغ فرارا من الشارع قبل أشهرليترك الساحة شاغرة للخارجين علي لقانون والمسجلين خطر. المعلومات تقول أن مصر عرفت الميليشيات كقوات دفاعية ، وكلجان مُقاومة أثناء حرب الإستنزاف، وعرفتها أيضا في 28 يناير عندما حدث الإنفلات الأمنى وفُتحت أبواب السجون وذاد هلع الشارع الذي لم يهدىء من روعه إلا اللجان الشعبية وأن كانت أسخن صور الميليشيات التي ظهرت كانت ميليشيات الإخوان المسلمين والتى ظهرت بصورة علانية فى إستعراضٍ لطلابها بجامعة الأزهر عام 2006، وحُبِسَ على أثرها العديد من القادة والطلاب . وفى ظل حالة الإنفلات الأمنى التى تعانى منه مصر منذ عامين، وعدم وجود حماية حقيقية، ووجود تهديد وإعتداءات تستهدف الأفراد والشخصيات سواء كانت سياسية أو حزبية أو إعلامية، ومع تزايد الدعاوي للتظاهر أمام مقرات حزب الحرية والعدالة ومقرات جماعة الإخوان المسلمين والتهديد لها بالحرق، ظهرت الميليشيات الإخوانية مرة أخرى للدفاع عن مقراتها وفى هذه المرة ليست على هيئة إستعراض بل ميليشيات قوة لتعطى "مؤشر خطر" . الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في رأيه أن أن فكرة تكوين أي مجموعات أو تنظيمات لأي فصيل أو تيار سياسي أمر يضر بالدولة وتعدى علي القانون، ونوه علي الضرر البالغ من تنظيم جماعة الاخوان المسلمين لمجموعات لحمياتها من الضرر الذى يمكن أن يصيبها من مليونية 24 أغسطس القادم لأن هذا تيار بحسب جاد قد يؤدى الي محاولة أي تيار سياسي أخر لتكوين تنظيمات ايضاً من جانبه. واوضح "جاد" أن المسئول عن حماية الدولة والمنشآت هى وزارة الداخلية وليس فرد أو جماعة، وذلك حفاظاً علي كيان الدولة وعدم تعرضها لنشوب حرب أهلية. وأكد الدكتور محمد الجوادي الباحث والمؤرخ السياسي أن تكوين الميليشيات في مصر لا يمكن إيقافه لأننا بالفعل دخلنا عصر الميليشيات خاصة مع وجود أكثر من فصيل في الدولة لديه ميليشيات تحميه وليس جماعة الإخوان المسلمين فقط. وأضاف أن بعض الشخصيات السياسية ورجال الأعمال من المشاهير تملك ميليشيات مسلحة لحماية ممتلكاتهم . وإستنكرت "مارجريت عازر" سكرتير عام حزب الوفد وجود ميليشيات بالدولة، مؤكده أن عملية تكوين ميلشيات لكل فصيل سياسي في مصر يفقدها كدولة مقوماتها وهيبتها مؤكدة أن جماعة الإخوان المسلمين هى الفصيل القوي الآن بالدولة و لديها ميليشيات قوية لحمايته، وتقوم الجماعة بدورها بتدعيمهم وتدريبهم في أفغانستان. وأكدت "عازر" أنه لا يوجد تيار أوحزب سياسي في مصر يستطيع تكوين ميليشيات بالمقارنة بالإخوان لأن هذا يحتاج إلي تكاليف باهظة، وأستنكرت قائلة: " أن هذا الأمر حتماً سيفقد الدولة هيبتها وسيطرتها خاصة في ظل الإنفلات الأمنى". وقال عميد "محمود السيد القطري" الخبير الامن أن الأخوان لديهم بالفعل ميليشيات، و قامت العام الماضى بحماية الكنائس فى الأعياد المسيحية ضد أى اعتداء مسلح من خلال ميليشيات الشباب لديهم،وتابع أنه من المرجح وجود ميليشيات سياسية مسلحة للتيارات الأخرى فى المجتمع وهو سيناريو يمكن حدوثه خاصة مع إنتشار الأسلحة و وجود إنفلات أمنى فى مصر، مع عدد كبير من البلطجية الذى يمكن استئجارهم بفضل أموال الأحزاب الغنية وبعض الشخصيات السياسية الرأسمالية وأيضاً الإشتراكية. وأوضح "القطري" أن وجود بعض ميلشيات مسلحة لأى تيارات سياسية، فى الأساس يرجع الى عدم وجود الشرطة، وانتشار الأسلحة، وأن كل القوى المتصارعة علي الساحة من مصلحتها عدم استقرار الأمن حتى يبدو ضعيف أمام الصراع السياسي والإختلاف الأيدولوجي، وهذا قد يرجعنا الى العصر المملوكي مرة أخرى. ولفت اللواء "اسماعيل مكي" أمين عام شئون الأعضاء بحزب مصر القومي إلى أن وجود ميليشيات داخل مصر يهدد الأمن القومى، ويجعل من مصر لبنان أخرى فى المنطقة ويشعل الحرب الأهلية داخلها ، ويصبح البقاء للأقوى.. وطالب "اسماعيل مكي" بتقنين حمل الأسلحة فى ظل الإنفلات الأمنى فى مصر حتى لو كانت أسلحة مرخصة، وقال "استخدام أسلحة وميليشيات سواء من الإخوان أو من أى حزب أو فصيل سياسي لن نقبله". وأضاف أن مسئولية حماية الشعب تقع على عاتق القوات المسلحة الآن، ولكن لايجب علينا زيادة الحمل بحماية الجيش مقرات الأحزاب، فهذا يشتته. واستنكر "اسماعيل" حدوث اعتداءات من ميليشيات على فصيل سياسي حتى لو كان اعتداء على الإخوان، وطالب بمحاسبة أى فرد أو حزب يتورط فى ذلك. وأضاف أنه على الأحزاب السياسية أن تتعلم أن تختلف وتعبر عن أرائها بطريقة كريمة، كما قال :"لن نسمح لأى حزب أن يسبب قلق فى مصر حتى ولو كان الحرية والعدال. كما طالب القوى السياسية بإعطاء فرصة للرئيس محمد مرسي حتى مرور المئة يوم والتعاون مع قراراته ، وحزب الحرية والعدالة ،وعلى حد وصفه: "لعل وعسى أن يكون قراراته بها خيراً لمصر " ، ورجح اسماعيل عدم فوز الإخوان فى أى إنتخابات مقبلة.