أكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة أن وزارة الثقافة ستقف على مسافة واحدة من كافة التيارات والطوائف السياسية من أجل تعميق ثقافة الديمقراطية التي تستطيع إستيعاب وتقبل ثقافة الآخر، جاء ذلك في توصيات الندوة الختامية لمؤتمر "الثورة والثقافة" الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة على مدار الأيام الثلاث الماضية. وأوصى المؤتمر بعقده بشكل سنوي فى يناير من كل عام لرصد نتائج الثورة المصرية وتعميق الوعي بها وبظواهرها المختلفة. وأكد المؤتمر في التوصيات أن كافة أجهزة وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية بالتعاون مع الوزارات المعنية بتوثيق الثورة المصرية حفاظا على ذاكرة الأمة وأيضا سيقوم المجلس القومي للترجمة بمتابعة الإصدارات والكتابات العالمية حول الثورات العربية وترجمتها لرصد رؤية الغرب والآخر ، وأيضا التأكيد على ضرورة تعميق العلاقات بين المؤسسات الثقافية الرسمية والمؤسسات الأهلية الجادة بنشر الوعى الثقافى لدى جميع أطياف الشعب لتشكيل مشروع وطنى للعمل على تحقيق مدنية الدولة. كما أشارت التوصيات إلى تخصيص ثلاث جوائز تسمى ب "إبداعات الثورة" فى مجالات الإبداع المختلفة من شعر وقصة وبحث وفن تشكيلي. واقترحت اللجنة المنظمة ضرورة عقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة عدد من المفاهيم السياسية "كالدولة المدنية"، "التيار الليبرالى"، "العلمانية والهوية" بمشاركة مفكرين عرب وأجانب والتي كان قد بدأها الأعلى للثقافة من خلال مشروع كراسات "مفاهيم ثقافية". وحثت التوصيات على ضرورة رعاية الشباب والمثقفين فى المرحلة المقبلة من قبل الجهات المعنية، وحتمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة فى نشر الوعى الثقافى، من خلال تطوير المناهج الدراسية بها لتربية الأجيال على المشاركة فى الحوار البناء ولخلق جيل جديد على درجة من الوعى ليكون له دور فعال فى المجتمع، كما طالب المؤتمر بضرورة طالبت الكشف عن الإعلام المغرض المناهض لقيم ثورة يناير والذي يقوم بنشر التوجهات المضادة للثورة. من جانبه أكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة أنه على المثقفين أن يكونوا على دراية ووعي بمحاولات البعض من إجهاض الثورة المصرية وتنكيسها وأنه على المثقفين معرفة أهميتها ودراسة ماهية الجوانب الإيجابية والسلبية التى تحاول إجهاضها لتتراجع أو تنتكس. وحضر الجلسة الختامية المفكر الفسطيني الدكتور فيصل دراج، الدكتور حسن حنفى المفكر وأستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة، الدكتور عبد المنعم تليمة الناقد الأدبي لمناقشة الرؤى المختلفة والمتعددة للثورة المصرية وثورات الربيع العربى وعلاقتها بالثقافة فى الداخل والخارج وايضا لبحث مصادر التهديد التي تحاول عرقلة الثورة وأهدافها.