أكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة نجاح مؤتمر "الثورة والثقافة " على الرغم من الظروف الراهنة التى عقد خلالها ، مشيرا الى ان المؤتمر اشتمل على كم كبير من الفاعليات من الأمسيات والندوات والمناقشات بمشاركة كبيرة من رموز الفكر والثقافه من مصر والخارج . وأوضح عبد الحميد ان من أهم انجازات المؤتمر قرار انعقادة سنويا احتفالا بالثورة والبدء فى ترجمة أهم الكتب الحديثة التى تناولت الثورات المصرية والعربية ، وأن تكون هناك جوائز لإبداعات الثورة . وأضاف ان المؤتمر نجح فى أن يكون نقدا ذاتيا ومراجعة للنفس مع كل ما حدث خلال عام من الثورة ، مؤكدا على أهميه ان نناقش كمثقفين ومفكرين الثورة المصرية وماهية الجوانب الإيجابية والسلبية التى تحاول إجهاضها لتتراجع أو تنتكس .
وأشار وزير الثقافة في تصريحاته فى ختام المؤتمرالمؤتمر الأول " الثورة والثقافة " الذى نظمه المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور سعيد توفيق فى الفترة من 14 - 16 إبريل الجارى ، بمشاركة نخبة متميزة من مفكرى ومثقفى الوطن العربى ، ناقشوا خلاله الرؤى المختلفة والمتعددة للثورة المصرية وثورات الربيع العربى وعلاقتها بالثقافة فى الداخل والخارج .
ومن أهم توصيات المؤتمر ضرورة عقده سنويا بشكل دورى ، فى شهر يناير من كل عام من أجل رصد تجليات الثورة وتعميق الوعى المجتمعى بظواهرها المختلفة .كما أوصى المؤتمر بقيام المركز القومى للترجمة بمتابعة وترجمة الإصدارات العالمية حول الثورات العربية من أجل تعميق وتجديد الوعى بالذات من خلال رصد رؤية الآخر لها ، بالإضافة إلى ضرورة قيام وزارة الثقافة والوزارات المعنية بتوثيق الثورة على المستويات المرئية والمكتوبة والمسموعة من أجل الحفاظ على ذاكرة الأمة .
كما أكدت توصيات المؤتمر على وقوف وزارة الثقافة على مسافة واحدة من كل الإتجاهات السياسية بالبلاد من أجل تأصيل ثقافة الديموقراطية ، وتعميق ديموقراطية الثقافة ، والتأكيد على ضرورة تعميق العلاقات بين المؤسسات الثقافية الرسمية والمؤسسات الأهلية الجادة بنشر الوعى الثقافى لدى جميع أطياف الشعب بما يساهم فى تشكيل مشروع وطنى تلتحم فيه الوسائل والأهداف فى تصاعد متنام ، والعمل على تحقيق مدنية الدولة .
كما اوصى المؤتمر بضرورة عقد ندوات ومؤتمرات لمناقشة مفاهيم سياسية كالدولة المدنية ، والتيار الليبرالى ، والعلمانية والهوية بمشاركة مفكرين عرب وأجانب .وأشارت التوصيات إلى أهمية رصد متغيرات الخطاب الشعبى وتجلياته من منظور الإبداع الشعبى بداية من الأغنية والموال ونهاية بالنكتة ، وقيام لجان المجلس كل فى تخصصه برصد وتحليل وتوثيق تجليات الثورة المصرية .
كما أوصى المشاركون بتخصيص ثلاث جوائز فى مجالات الإبداع المختلفة أو الشعرية أو القصصية أو المسرحية أو التشكيلية أو البحثية ، واقترحت أن تسمى ب " إبداعات الثورة " ، وضرورة رعاية الشباب والمثقفين فى المرحلة المقبلة ، وحتمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة فى نشر الوعى الثقافى ، من خلال تطوير المناهج الدراسية بها ، لتربية هذه الأجيال على المشاركة فى الحوار البناء ، وخلق جيل جديد على درجة كبيرة من الوعى ليكون له دور فعال فى المجتمع.
كما طالبت التوصيات جميع المثقفين بضرورة كشف الإعلام المغرض المناهض لقيم ثورة يناير، وتنوير الجماهير بالتوجهات المضادة للثورة ، والتأكيد على أهمية دور وزارات الثقافة والتعليم العالى والإعلام فى بناء وتشكيل الوجدان المصرى والعربى ، انطلاقا من قيم ثورات الربيع العربى ، ومحاولة البحث عن صيغ لائقة بتخليد شهداء الثورة ، بما يتواءم مع الدور التاريخى والمفصلى الذى أنجزوه لأمتهم .